السويد تدير ظهرها للاجئين بعد مساعدتها لهم من قبل
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

السويد تدير ظهرها للاجئين بعد مساعدتها لهم من قبل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السويد تدير ظهرها للاجئين بعد مساعدتها لهم من قبل

اللاجئين
ستوكهولم ـ منى المصري

كشفت مصادر مطلعة أن الحكومة اليسارية السويدية، اضطرت إلى نشر اجراءات استثنائية في مراقبة الحدود، وخفض الفوائد الجديدة للاجئين، في اشارة واضحة لهم للتفكير كثيرًا قبل الذهاب إلى السويد في العام الجديد. كما جاء تراجع ترحيب السويد باللاجئين بعد أن زادت طلباتهم أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا.
 
وأكدت وزيرة الهجرة السويدية مورغان يوهانسون "نحن على استعداد كي نفعل أكثر من أي أحد أخر، ولكن حتى نحن لدينا قيود وحدود." وتظهر هذه الحدود جلية في مخيم يضم عشرات اللاجئين يفترشون الأرض في فصل الشتاء البارد وفي محطة القطار التي عاد العديد من الوافدين الجدد في غضون دقائق ما ان وصولوا الارض السويدية.
 
واستقبل عدد من اللاجئين في محطة القطار أفراد من الشرطة يسألونهم عن هواياتهم وعندما أجاب خمس أشخاص أفغان أنهم لا يحملونها، فأعطوا على الفور خيارين اما طلب اللجوء أو العودة من حيث جاءوا، وفي وقت قريب لم يكن هناك أي تحقق من الهوية، وتحت القواعد التي سيعمل بها في الأسبوع المقبل، يمكن أن تمنع مثل هذه الحالات من الوصول الى السويد على الاطلاق.
 
ويمكن أن ينظر الى هذه الضوابط الى ما هو أبعد من السويد، فالدولة حولت موقفها جذريا الى التهديد بتخريب درب المهاجرين القادمين الى أوروبا في عام 2016 من خلال اجراءات يتوجب على الدول من خلالها اغلاق حدودها جيدا خوفا من جيرانها.
 
ووضعت العديد من الدول بالفعل حدود أمام المهاجرين منها هنغاريا التي أقامت العديد من الاسلاك الشائكة، مما اضطر المهاجرين الى السفر ابعد غربا الى كرواتيا وسلوفينيا للوصول الى غرب أوروبا، وفي تشرين الأول/نوفمبر أصبحت مقدونيا تفرض رقابة صارمة تهدف الى تصفية المهاجرين الجدد من بلدان أخرى غير سوريا والعراق وأفغانستان تاركة الالاف من الناس وقد تقطعت بهم السبل في اليونان.
 
ويحمل انعكاس السويد أهمية أكبر بكثير، ففي جميع أنحاء أوروبا هناك دولتان وقفتا موقف غير مألوف في استقبال اللاجئين هما السويد وألمانيا، والآن تحاول السويد جاهدة ابعاد المهاجرين، في حين تتعرض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للكثير من الضغوط من منتقديها داخل بلادها وخصوصا اليمين الوسط، حيث رحبت البلاد بحوالي مليون طلب للجوء هذا العام.
 
ورضخت ميركل على الأقل جزئيا لهذه الانتقادات خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي المسيحي في كانون أول/ديسمبر وقالت إن المانيا تحتاج الى خفض ملموس في أعداد اللاجئين، ونأت ميركل عن اتخاذ خطوات ملموسة لإبعاد طالبي اللجوء المحتملين، ولكن الائتلاف الحاكم لها ناقش عددًا من التدابير التي يمكن أن تسفر عن سياسة أكثر صرامة في عام 2016، بما في ذلك الترحيل المعجل لأولئك الذين لا يستحقون اللجوء والمزيد من العقبات بالنسبة لأولئك الذي يسعون للاستقرار في المانيا ويرغبون في استقدام اسرهم.
 
ووضعت السويد بالفعل سياسات كعقبات في وجه اللاجئين، وذلك في الوقت الذي تدرس ميركل خياراتها، منها اعطاء الوافدين الجدد اقامة مؤقتة بين سنة وثلاث سنوات بدل الاقامة الدائمة، وتعهدت الحكومة بعدم قبول ما يزيد عن الحد الأدنى لعدد اللاجئين المطلوبين بموجب قانون الاتحاد الاوروبي، وأصبحت أكثر تشدد في قواعد جلب أفراد الأسرة للسويد.
 
ويتوقع أن تمر هذه القرارات والتغيرات من خلال البرلمان، وكان أكبر دليل ملموس على التغيير هو موضوع التحقق من الهويات على متن القطارات والحافلات والعبارات التي تربط السويد مع جيرانها الجنوبيين مثل الدنمارك وألمانيا.
 
ويفترض أن تفرض هذه الضوابط الحدودية في حالات الطوارئ وفقا لقواعد حرية الحركة لمنطقة شنغن في أوروبا، ولكن الشهر الماضي أصبحت هذه الاجراءات روتينية من بينها عرقلة مسار اللاجئين الذين يرغبون في العبور من خلال السويد الى النرويج وفنلندا.
 
وأقر البرلمان السويدي مؤخرا قانون من شأنه ان يوسع نطاق نقاط التفتيش على طول الحدود مع الدنمارك، مما يسمح للسويد بإبعاد العددي من المهاجرين الذين يسافرون بدون وجود أوراق رسمية معهم، وهددت الدنمارك أن تحذو حذو جارتها على طول حدودها مع ألمانيا.
 
ويبدو أن هذه الاجراءات تثير المشاعر الانسانية لدى المسئولين في السويد، ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اختنق نائب رئيس الوزراء بدموعه عن تحدثه عن اللاجئين، وتشير ضابطة شرطة على الحدود السويدية مع أوريسند " ما يحدث يكسر القلوب".
 
وتقول السلطات أن التغييرات كانت لأزمة لأسباب أمنية ولوقف تدفق الوافدين فهي لا تستطيع احتمال هذه الاعداد، ويقول المحقوقون أن ثلاثة على الاقل من مهاجمي باريس سافروا من سوريا عبر اليونان، واستغلال نفس الطرق في أوروبا التي سافر عليها لاجئون أخرون.
وعلى الرغم من التعهدات المتكررة لمسؤولي الاتحاد الاوروبي حول ضرورة السيطرة على الحدود الخارجية للقارة، لم يكن هناك أي اجراءات كبيرة مما اضطر الدول الأعضاء لإحياء الرقابة على الحدود الداخلية التي اختفت منذ عقود.
 
وأوضحت وزيرة الهجرة السويدية أن فشل الاتحاد الاوروبي في اتخاذ اجراءات جماعية ساهم في تدفق المزيد من اللاجئين الى بلادها، وجلب أكثر من 10الاف شخص في الاسبوع الى بلد يقل عدد سكانه ع 10 مليون نسمة.
 
وقالت "نستطيع التعامل مع 160 ألف قدموا هذا العام، ولكننا لن نتحمل مثل هذا العدد في السنة القادمة، فنظام اللجوء لدينا يمكن أن ينهار". وكاد نظام اللجوء في السويد أن ينهار في الخريف، مع وافدين يفوق قدرة الحكومة على ايجاد مأوي لهم، فاضطر طالبي اللجوء النوم في الشوارع في تشرين الثاني/نوفمبر لأول مرة في تاريخ البلاد الحديث.
 
وأضاف مدير مصلحة الهجرة الحكومية مايكل ريبافيك "لقد افتخرنا دائما بأننا قادرين على استيعاب الناس بطريقة كريمة، ولكننا في عدة مناسبات لم نتمكن من التعامل مع الوضع".
 
وبالرغم من ألا وجود للاجئ يبيت في شوارع السويد اليوم إلا أن هناك 23 ألف شخص يعيشون في منازل مصنفة دون المستوى المطلوب، منهم عشرات الشباب الذين ينامون في خيام منصوبة في حقل موحل في الريف الجنوبي للسويد.
 
وصدم العديد من اللاجئين بالواقع الجديد، فكما يقول محمد من سورية أنه لم يتوقع ما يعيشه اليوم وخصوصا بعد أن سمع من أصدقائه عن ترحاب هذه البلد والخدمات التي توفرها، فوجد نفسه في خيمة غائرة كمنزل له في الشتاء، أبسط ما يمكن وصفها بأنها سيئة، وبالرغم من أنها مدفئة الا أنه من الصعب الاقامة فيها بسبب البرد الشديد، ويكمن أسوأ جزء في مكان اقامته هو عدم تمكنه من الوصول بسهولة الى مكان يستطيع ابتياع الكتب منه، لكنه لا يلوم السويد، فهو يعتقد أن الدولة تبذل قصارى جهدها في ظل الظروف، ولا يندم على مغادرته بلاده التي اجتاحتها الحرب ولكنه يقول "لا أملك خيارا، اما هنا أو الجحيم هناك، لم أستطع البقاء في سورية".
 
 
يٌشَار إلى أن قوة أوروبا الانسانية ظهرت بعد حادثة غرق الطفل الان الكردي على ساحل بحر ايجة في سبتمبر/أيلول، فقام رئيس الوزراء السويدي بحملة جمع تبرعات، تألق فيها الكثير من مشاهير البلاد.
 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السويد تدير ظهرها للاجئين بعد مساعدتها لهم من قبل السويد تدير ظهرها للاجئين بعد مساعدتها لهم من قبل



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib