باريس - مارينا منصف
تتعرض شركة آبل وشركاتٍ تقنية أخرى إلى اتهامات بعدم تقديم ما يكفي لمساعدة الجهات الأمنية الفرنسية في الوصول إلى اثنين من الهواتف النقالة التي تتبع انتحاريين متورطين في تنفيذ هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وتم العثور على الهواتف بالقرب من ستاد فرنسـا، حيث المكان الذي فجر فيه بلال حدفي واثنين من المتطرفين العراقيين أنفسهم، وأكدت فرنسا من خلال وزير الداخلية بيرنار كازنوف، أن الهواتف النقالة لايزال لم يتم الدخول إليها من قِبل الأجهزة الأمنية بسبب التشفير الذي تتمتع به، بينما تصِر آبل والكثير من الشركات التقنية الأخرى على أن إنهاء التشفير يمكن أن يعرِّض أمان الأجهزة الأخرى إلى الخطر، وقد أدى هذا الموقف إلى الدخول في نقاشات بشأن صلاحيات الأجهزة الأمنية ومسؤوليات شركات التكنولوجيا المنتجة للهواتف.
وطلبت الأجهزة الأمنية الأميركية من شركة آبل الوصول إلى الهواتف المقفلة للمتورطين في واقعة إطلاق النار في سان بيرناردينو، سيد فاروق وتاشفين مالك، إلا أن هذه الشركات لا تبدي تعاونها، وذكر كازنوفا أن هذا الموقف سيصعب على فرنسا الحد من وقوع المزيد من الهجمات المتطرفة، وهو ما يدفع إلى الوقوف بجانب الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى توازن مقبول ما بين الأمن والحرية، وجاء ذلك خلال حديث وزير الداخلية الفرنسي إلى "سي. إن. إن".
وتطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الحديث عن الهواتف النقالة التي يصعب الدخول إليها، وكيف يمكن إحباط اعتداء متطرف، أو توقيف مروج المواد الإباحية للطفل إذا كان من الصعب الدخول إلى هذه الأجهزة التي تتمتع بالتشفير القوي، لدرجة عدم وجود مفتاح أو منفذ يمكن الوصول من خلاله إليها.
وردًا على تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأن الهواتف التي تتبع المتورطين في تنفيذ هجمات باريس يمكن الحصول منها على معلوماتٍ استخباراتية تفسر كيفية التنسيق لتنفيذ الهجمات، أو حتى الهجمات المستقبلية المحتملة، فقد كشف مسؤول تنفيذي للصناعة أنهم يدعمون دومًا الحكومات في حملاتها لمكافحة التطرف، فضلاً عن التعاون الوثيق مع سلطات إنفاذ القانون فيما يتعلق بالطلبات القانونية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر