دمشق - جورج الشامي
ُعدُّ "حيُّ القدم" الدمشقي واحداً من أكثر الأحياء الدمشقية التي تعيش أحداثاً يومية منذ بداية الحرب في سورية، حيث تبادلت السيطرة عليه قوات المعارضة والحكومة خلال الفترة الماضية، فيما يؤكد ناشطون ميدانيون أن قوات الحكومة المسيطرة في الوقت الحالي تقوم بعمليات قتل ممنهح للمدنيين إضافة للنهب والسلب كعمليات ترفيهية يقوم بها عناصر قوات الحكومة بعد قيامهم بتدمير أجزاء كبيرة من الحي وتهجير معظم سكانه الأصليين.ويقول الإعلامي "خالد أبو الوليد"، مدير المركز الإعلامي للأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق إن قوات النظام قامت منذ أيام بهدم الأبنية السكنية في حي القدم تحت ذريعة (التنظيم العمراني) للمنطقة، حيث تم هدم أكثر من 150 منزلاَ حتى الآن، وما زالت ميليشيات الأسد تقوم بعمليات الهدم، وقريباً سنحصل على مقاطع فيديو من أحد الأشخاص يوثق عميلات الهدم غير الشرعية للمنازل".ومازال مقاتلو المعارضة المسلحة متواجدين في مناطق متفرقة في حي القدم ويقومون بعمليات تصدي وعرقلة لتقدم قوات الحكومة في المنطقة، كما هناك دعم من قبل كتائب تابعة للجيش الحر. يؤكد الإعلامي "خالد أبو الوليد" أن "هناك كتائب للحر تقتل بشراسة ضد الأسد، وأغلب الموجودين هم من سكان المنطقة، ولكن المشكلة أن أغلب هذه الكتائب لا يعترف بها المجلس العسكري أو قيادة الأركان، علماً أن حيَّي العسالي والقدم من اولى الأحياء الثائرة في وجه النظام من بداية الثورة".لا أحد يفسر سبب عدم اعتراف المجلس العسكري بالكتائب المقاتلة في القدم والعسالي، وقد باءت كل محاولات هذه الكتائب بالفشل في انتزاع حقهم باعتراف المجلس بهم، ويؤكد ذلك بعض الناشطين الذين يقولون إن المجلس العسكري للحر يتجاهل هذه الكتائب وكأنها غير موجودة، حيث تم اقتراح الدخول إلى دمشق من قبل هذه الكتائب، ولكن المجلس العسكري رفض هذه الخطوة، رغم أن الثوار هنا كانوا مستعدين للسيطرة على أكبر أحياء دمشق خلال 24 ساعة، كما تم رفض تزويد الكتائب المقاتلة على تخوم حي القدم بالذخيرة اللازمة.ويخضع حي القدم لسيطرة قوات الحكومة، في حين يتواجد الثوار بحي العسالي ومنطقة بور سعيد، يقول "أبو الوليد": " لو أن أحداً يرى بعينيه المعارك التي يخوضها الحر والثوار في حي العسالي الدمشقي فسوف يتأكد من مدى الصمود الأسطوري لهؤلاء المقاتلين أمام آلة القتل الأسدية".ويتواجد في حي القدم عدد كبير من المدنيين، وأغلبهم من المدنيين النازحين من الغوطة وداريا وزملكا، وقد قامت هذه الميليشيات باحتلال منازل المدنيين وحولتها إلى مهاجع ومقرات للضباط ومستودعات للذخيرة وسجون.ويعتبر حيا القدم والعسالي في جنوب دمشق من أكثر الأحياء المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد فهما يقاومان منذ نحو 3 سنوات وسقط فيهما مئات القتلى، وتتموضع ثكنات عسكرية تابعة للحكومة أشهرها: "قسم شرطة القدم"، وبجانبه "مشفى السلام" وهذه منطقة عسكرية بحتة، ويوجد داخل المشفى كل أصناف الذخائر حتى بعض المدافع الثقيلة ومنصات صواريخ وقناصات ومدافع عيار 23 ومضاد طيران.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر