مقتل الشاب صابر يضع وزير الاسرة والتضامن في قفص الاتهام
آخر تحديث GMT 12:48:46
المغرب اليوم -

مقتل الشاب صابر يضع وزير الاسرة والتضامن في قفص الاتهام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مقتل الشاب صابر يضع وزير الاسرة والتضامن في قفص الاتهام

الوزيرة بسيمة الحقاوي
أوريكا - سلمى برادة

مازالت الأزمات الاجتماعية تسقط أبناء الوطن الواحد تلو الاخر، ولا ينجو من ركوب سفينة الرغبة في العيش الكريم إلا القليل، فإما يموتون بعد أن تبتلعهم أمواج بحر الشمال مترمى جثتهم بعد أن تلفظهم أمواج البحر، أو يقتلون بطلقات رصاص البحرية الملكية البحرية ، ومنهم من يضرم النار في جسده احتجاجًا على القهر الذي يعيشه، أو تنهار قواه فيسقط جثة هامدة وهدا ما وقع للضحية صابر الحلوي الذي سقط من أعلى مبنى وزارة الاسرة والتضامن .

ووقعت ليلة أمس الاحد، وكانت مأساوية، فالضحية مكفوف فاقد للبصر كان ضمن المكفوفين الذين اعتصموا في سطح بناية الوازارة  مطالبين بوظيفة لا غير، لكن طلبهم قوبل لعدم مبالات الوزيرة.

وأعضاء التنسيقية المكفوفين، وفي رد على  هذه اللامبالاة والبيان البارد اتهموا الوزيرة بالفشل في تدبير ملف المكفوفين، كما اتهموها برفضها الجلوس لطاولة الحوار معهم بذريعة عدم توفرها على المناصب المالية الكافية من جهة، والنصوص القانونية التي تفرض المباراة في الوظيفة العمومية.

و"المغرب اليوم" ومن قلب بيت الضحية صابر الحلوي في أوريكا، جالس والدة الضحية التي كانت تبكي بحرقة على ابنها، وكانت الكلمات تخرج بصعوبة من حلقها، تبكي لفقدان ابن ناضل من أجل الوظيفة وقطع الكيلومترات  من أجل ذلك ليعود إليها وهو جثة هامدة.

وصرَّحت الأم إلى موقع "المغرب اليوم" أن ابنها اتصل بها مساء أمس وطلب منها أن ترسل له مبلغ مالي من أجل سد رمق جوعه، وهو الطلب الذي طلبه من والده ، لكن ماهي  إلا ربع ساعة ، حتى اتصل أخاه عبد المولى الذي أشعرهم بوفاته.

التنسيقية تكذب بلاغ الوزيرة

وكرد على ما يروج حول وفاة الضحية صابر الحلوي ، كشفت التنسيقية التي ظلت بعين المكان أن هناك من يرغب طمس الحقيق من أجل إفلات الوزير من متابعة  الإهمال، مؤكدين أن المعاينة الأولى للجثة حاولت أن تتجه نحو الانتحار ، في حين أن الضحية كان متشبثا بالحياة من أجل التوظيف.

كما كذبت التنسيقية من خلال بيانها، بيان الوزير الحقاوي، الذي يحمل في نظرهم مغالطات للرأي العام، التنسيقية تؤكد أن الشهيد خرج جثة هامدة، ولم توافيه المنية بالمستشفى كما ادعت الوزيرة في بلاغها.

والتكذيب الثاني هو تمت محاولة إخراج الجثو من الباب الأمامي، وهذا يكذب سيارة الإسعاف قرب وخلف مبنى الوزارة  كما ادعت الوزيرة ، في حين أن سيارة الإسعاف تأخرت من أجل نقل الضحية.

هذا ودعت التنسيقية إلى فتح تحقيق حول وفاة الضحية صابر في بيان لها أن الحادث هو "تضحية جديدة  من أجل تحقيق كرامة عيش فئة المكفوفين وحقهم المشروع في العمل الذي يضمن لهم العيش الكريم".

واعتبرت التنسيقية في بيانها، أن وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية "مسؤولة مسؤولية كاملة" على الحادث، داعية إلى التشبث بعدم دفن الحلوي، وجعل  مأتمه وجنازته "مسيرة استنكار" للأعمال "التي ترتكبها الحكومة ضد مواطنيها بصفة عامة، والمكفوفين بصفة خاصة".

نشطاء يطالبون الحقاوي بالاستقالة

انتقد نشطاء الفيسبوك الوزيرة بسيمة الحقاوي عن تقصيرها عن أداء مسؤوليتها كوزيرة، ولم تكلف نفسها الصعود إلى سطح البناية والجلوس مع المكفوفين من أجل التحاور، معتبرين أن في عهدها تأزم الوضع ، وانغلقت الأبواب في وجه المكفوفين.

كما طالب منها هؤلاء النشطاء تقديم استقالتها بسبب عدم فتحها باب الحوار مع المكفوفين وتسببها بشكل مباشر في مقتل صابر الحلوي ، لأنها  12 يوما والاعتصام فوق بناية وزارتها ولم تحرك ساكنا ، إلا تجويعهم وقطع الكهرباء عليهم.

صابر من أوريكا إلى الرباط بحثا عن عمل

وولد صابر سنة 1990 في مدينة مراكش، التحق في سن السابعة من عمره بالمنظمة العلوية لرعاية المعاقين حيث مكث هناك إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا ليلتحق بعدها بجامعة القاضي عياض والتي نال منها شهادة الاجازة في علم الاجتماع.

وبعد الاجازة سيلتحق صابر بأخيه عبد المولى الذي يكبره بثلاثة سنوات، والحائز بدوره على الإجازة في الدراسات الإسلامية في البحث عن عمل لينقدا عائلتهما ذات الدخل المحدود.

وكان صابر كان  مشاركا في الاعتصام المفتوح بمبنى وزارة الأسرة والتضامن بالرباط ،ب بعد ان فقد بصره في وقت مبكر الأمر الذي واجهه بكثير من التحدي والإصرار إلى أن حصل على شهادة الإجازة.

والتحق صابر بتنسيقية المكفوفين من حاملي الشهادات  وهي المجموعة التي قررت مند 12من وفاة الضحية  خوض اعتصام مفتوح بسطح وزارة التضامن بدموع حارقة، وكلمات تخرج بصعوبة  وقفة أم صابر المكلومة لتأخذ عزاء ابنها  الذي لم تمضي على.

برلمانيون يجرون بسيمة للمساءلة

وطالب فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب، بفتح تحقيق عاجل في وفاة معطل كفيف بعد سقوطه من سطح بناية وزارة الأسرة والتضامن والمساواة الاجتماعية.

وجاء في السؤال الشفوي الذي وجهه الفريق  عبر رئيس مجلس النواب الحبيب الملكي، إلى بسيمة الحقاوي وزيرة الأسرة والتضامن، "استفاق الرأي العام الوطني على حادث مؤلم يتعلق بسقوط احد المعطلين المكفوفين من سطح بناية وزارة الأسرة والتضامن والمساواة الاجتماعية بعد خوضهم لاعتصام منذ 12 قبل وفاة صابر الحلوي يوما للمطالبة بحقهم في الشغل".

وأصدر الحزب المغربي الليبرالي بلاغًا للرأي العام الوطني يعبر فيه عن اندهاشه  الشديد وحزنه على خلفية سقوط أحد المكفوفين المحتجين من فوق أعلى مبنى وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية التي تديرها وزيرة تنتمي إلى حزب يقول إن مرجعيته إسلامية".

وأضاف البيان أن الحادث جاء في وقت تعرف فيه البلاد احتجاجات واسعة بسبب أزمة اجتماعية وفشل الحكومة في معالجة الأزمة المركبة التي تعيشها البلاد.

وطالب فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب بعقد اجتماع عاجل للجنة القطاعات الاجتماعية، بحضور بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، وذلك عقب وفاة المسمى قيد حياته صابر، أمس الأحد 07 أكتوبر الجاري، أحد المكفوفين المعتصمين على سطح مبنى وزارة الحقاوي.

فايسبوكيون  يعيبون على تصرفات الحقاوي

ووجه مقتل شهيد العمل صابر الحلوي، إلى بسيمة الحقاوي أصابع الاتهام، كما عبر عدد من النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عن سخطهم لعارم لتصرفات الوزيرة في مثل هذه الملفات.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد اتهمها بعض النشطاء بسبب النازلة ، خاصة رفضها فتحها باب الحوار مع فئة المكفوفين وتسببها بشكل مباشر في مقتله.

وكتب معلق آخر عبر صفحته في الفيسبوك، "المكفوف  في ولاية هذه الوزارة  عانى ولازال يعاني فحاملي الشواهد من هاته الفئة اصبحت فرصها منعدمة لولوج سلك الوظيفة العمومية في غياب تفعيل 7 في المائة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقتل الشاب صابر يضع وزير الاسرة والتضامن في قفص الاتهام مقتل الشاب صابر يضع وزير الاسرة والتضامن في قفص الاتهام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib