باعة بني ملالة المتجوّلون يعيشون عذابًا يوميًّا للبحث عن لقمة العيش
آخر تحديث GMT 05:57:25
المغرب اليوم -
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

باعة بني ملالة المتجوّلون يعيشون عذابًا يوميًّا للبحث عن لقمة العيش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باعة بني ملالة المتجوّلون يعيشون عذابًا يوميًّا للبحث عن لقمة العيش

بني ملال – يوسف لعجان

يعيش الباعة المتجوّلون في مدينة بني ملال المغربيّة، في عذابٍ مستمر، بين الهروب من عيون سُلطات تتربص بهم، ومرارة البحث عن لقمة العيش لأبنائهم.يجلس هؤلاء على أرض إسمنتيّة، بالقرب من أشجار ذبلت أغصانها، وارتخت أوراقها لكنها لاتزال تحكي تاريخ بني ملال في فترات الاستعمار، وينطلق صدى صوت السُلطات الصاخب، ذاك الصوت الذي تكرّر مرات عدّة حتى ترسّخ في الأذهان وأصبح كابوسًا يُطارد هؤلاء الباعة المتجولين، يحملون سلعهم على ظهورهم، والبعض الآخر يجرّها بعد أن عجز عن تحمّل ثقلها، شباب عيونهم متيقظة تبحث في كل مكان، في حين أن لسانهم لا يكفّ عن الصراخ بأثمنة سلعهم "التبراح"، يرتدون أحذية "سبور"، مُستعدّين للهرب في أية لحظة قد يتهددهم فيها تدخّل السلطات، لتتسارع خطواتهم فتصبح ركضًا نحو الزقاق الضيق القريب من الشارع، لكنهم لا يسأمون ولا يستسلمون، بل يعودون حين تسنح لهم فرصة البيع، ثم يهربون مرة أخرى وهكذا، إلى أن يخطف الليل ضوء شمس تحترق في سبيل نشر ضيائها ويُسدل الستار. قال عبدالرحيم بصوته المبحوح بسبب كثرة صراخه، متجوّل من أبناء مدينة بني ملال، يبيع ثيابًا نسائيّة وضعها فوق فراش بلاستيكيّ، جوانبه معقودة بما يسهل عليه جمع سلعته بكل بساطة، "أنا هنا منذ 15 عامًا في هذا الشارع، تنبيع ونشتري، ولا أملك موردًا للرزق غير هذا". وقد اختار هذا الشاب التجارة في هذا الشارع، رغم الصراع الدائم بينه وبين الشرطة والأعوان، محاولاً كسب لقمة عيش رغم صعوبتها، وأكد وعيناه لا تكفّان عن المراقبة و الانتباه، أنه لا يجد بديلاً عن عمله هذا، فرغم المعاناة والأضرار التي قد تلحق به، كمصادرة سلعة، فهو لا ينوي أبدًا الاستسلام، ولن يستسلم ما دام الحال هو الحال. واستطرد عبدالرحيم حديثه قائلاً بحزن وأسى، "كان هناك مشروع متاجر أنجزته السلطات، لكن لم يستفد منه من يستحق، بل فقط معارف هذا ومعارف ذاك، أحيانًا بإعطاء الرشوة و أحيانا لمن خافوا سخطه.وتدخّل أحد زملائه المُسمى عادل، مُقاطعًا، "أنا جئت هنا بعد عبدالرحيم، واسأل أي شخص ممن يطاردوننا، هل من بديل للحصول على لقمة العيش".وفي وسط الميدان، في ساحة مُحاطة بمنازل قديمة كالحة (حزينة)، تتذكر فصول السنين ومتاجر وسيارات متوقفة بجانبها الأيسر، انتشر البائعون وسط الزحام في اتجاهات مختلفة، لكن كان مقصدهم واحدًا، وهي الأزقّة الذابلة جدرانها التي ستتستر عليهم ولو لمدة وجيزة، حتى يغادر قائد الشرطة ومُساعديه. وقد اندهش بعض المارين، الذين لم يستوعبوا ماهية هذا الفرار، وخاف البعض الآخر، فانصدموا واقفين جامدين من أثر الدهشة، لكن الغريب أن البعض الآخر سعى وراء هؤلاء التجار غير آبه للعواقب، من أجل شراء ما جاؤوا من أجله، أو ما تفاوضوا على ثمنه مع البائع. ووسط جلبة من الأصوات، توجهتُ إلى أحد التجار بالسؤال، بعد أن فكّرت ألف مرة في رد فعله، فأجابني عبدالهادي قائلاً "إنه لا يلوم هؤلاء الشرطيين والمساعدين، لأنهم لا يقومون إلا بعملهم، فهم ينفذون القانون، ويُخلون الشارع من الاكتظاظ، لكن في هذه المهنة صعب أن تعرف من المظلوم ومن الظالم". وصاح أحد الباعة، وهو يُشير إلى أحد أعوان السُلطات، الذي يحمل في يديه كيسًا رماديّ اللون، يبدو من حجمه مليئًا بثياب كثيرة، حتى أن بعضها تساقط على الأرض كأنها تحتجّ على حملها غصبًا، "انظر هذه السلعة ستُصادر"، وبعد أن أمعن النظر في سيارة قائد الشرطة وهي تغادر كأنه يستعطفه، ويقول له "انظر لحالي ولحال هؤلاء فهل لنا من بديل!". وأكّد عبدالرحيم (2)، تاجر بلغ من العمر 30 عامًا، أمضى منها 7 سنوات كبائع متجوّل في مدينة بني ملال، بعد أن غادر قرية "آيت عتاب" بحثًا عن لقمة العيش، أن حالهم هذا يتكرر يوميًا، لكن يوم الأحد والذي يتزامن مع السوق الأسبوعيّ، فقد تجرّع خيبة الأمل والحظ العسير، الذي لم يوليه أي تقدير حتى نال من المرض ما أعجزه، عن خوض غمار لعبة التجارة في هذه الساحة، عيونه قحلت من كثرة النظر إلى مآسي أحواله، أو من كثرة البكاء على حظ حياته، لكن لايزال يشع منه بريق التفاؤل والأمل، وقال "أنا مريض بمرض السكري، ومُجبر على أخذ الأدوية المنتظمة للكلوي، لهذا لم أعد أستطيع العمل في هذا الشارع، لأنني لا أستطيع الركض ولا الفرار الدائم عن السلطات وحملاتها ضد الباعة المتجولين، فقد حاولت الاستفادة من مشروع المتاجر، لكن دائمًا تنتهي محاولاتي بالفشل، فهم لا يجيبون لا بالرفض و لا الترحيب، بل يتركونك حائر البال بلا مجيب، وأن جمعية الباعة المتجوّلين أيضًا لم تبالي بطلباته، بل تمادى بها الأمر، بأن وقف أحد أعضاؤها ضد تسجيله في لوائح المستفيدين، رغم أن شرط التسجيل في اللائحة هو أن يكون بائعًا متجولاً معروفا في هذا الفضاء، لا يعرف السبب، لكن يؤكد استفادة أشخاص حديثي التجارة بل بعضهم لا يمت لها بأي قرابة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باعة بني ملالة المتجوّلون يعيشون عذابًا يوميًّا للبحث عن لقمة العيش باعة بني ملالة المتجوّلون يعيشون عذابًا يوميًّا للبحث عن لقمة العيش



GMT 11:46 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تكشف أن خمس الجيش البريطاني غير جاهز للقتال

GMT 07:26 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

روايات مرعبة لسجناء محررين من صيدنايا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib