الدار البيضاء - جميلة عمر
ظهرت الدّهشة على رجال الشّرطة المغربيّة، وهم يستمعون إلى قصة أخ وشقيقته القاصر، وهما يرويان بتفاصيل دقيقة عن علاقة غير شرعية نتج عنها حمل، وقتل وليد.
فالشاب ماتت والدته وفقد الدفء واستدار نحو شقيقته القاصر ليتخذها عشيقة وزوجة، إلا أن هذه العلاقة بعد سنة نتج عنها حمل غير شرعي، كلل بعد تسعة أشهر بمولود جميل لم يرى النور إلّا ساعات قليلة، فقاموا بخنقه وفارق الحياة .
وفي جريمة وصفت بأنها أغرب و أفظع جريمة اغتصاب شهدها المغرب عام 2013 في حق الأصول، هي تلك التي وقعت بدوار لهدارة، بجماعة أركمان، فاستحلى المسمى عبد الواحد. م (23 عاما )، جسد أختهـ"م.م"(15 عاما ) وحوله إلى أداة لتلبية رغباته الجنسية.
لم تمنع الأخ هواجسه النفسية والاجتماعية من الانغماس في لذة العلاقة العاطفية المحرمة، التي ستنتج عنها فيما بعد حمل دام لتسعة أشهر، تربع خلال الجنين في أحشاء طفلة قاصر، لا تفرق الحلال من الحرام ، وما تعرفه هو تلبية طلبات شقيقها ، والذي كان يمنعها من الاحتكاك مع العالم الخارجي ، حتى لا تذري بالخطيئة التي أقدمت عليها، لتنتهي هذه القصة الغريبة، خلال اليوم الموالي الذي وضعت فيه " م،م" مولودها بالمستشفى ، حيث أشعرها الشقيق العشيق، بضرورة التخلص من الوليد ، وعدم افتضاح أمرهما داخل القرية التي يقطنان بها. وبدون تفكير قبلت " م،م" الفكرة، و بعد إجراءات الخروج من المستشفى، تمكنت من خنقه إلى أن فارق الحياة، وبعدما أكملت هي وشقيقها مسلسل القتل، قاما برميه بجنبات الطريق .
في اليوم ذاته، شاع خبر العثور على رضيع، إذ تم العثور عليه من قبل راعي للغنم، وهو من أبلغ رجال الشرطة التابعين للمنطقة، وبعد معاينة الجثة التي كانت ملفوفة داخل قماش، تم الاستماع إلى الراعي الذي أبلغهم بالحادث، بعد ذلك تم البحث في الدواوير المجاورة عن سيدة لازالت حديثة الولادة ، لكن لا أثر عما يبحثون عنه، فالتفتوا بحدثهم إلى المكان ذاته، ومن هناك إلى المستشفى الإقليمي من أجل وضع اليد على الجانية، وبعد جرد أسماء النساء اللواتي وضعن خلال اليومين الماضيين، مع المسؤول عن إدارة المستشفى تم التوصل بين الأسماء وجود أم عازبة قاصر تسكن بالقرب من المكان الذي عثر فيه على جثة الرضيع.
وانتقلت رجل الشرطة إلى عنوان القاصر، في البداية نفى شقيقها واقعة الإنجاب ، وعلى أن أخته لا تغادر المنزل، وتعتني فقط بأشغال البيت، لكن اصفرار وجه " م،م"، وتلعثمها في الكلام جعل عناصر الشرطة تشك في أمرها، ليتم محاصرتها هي وشقيقها بمجموعة من الأسئلة ، جعلتهم يسقطون بسرعة ، والاعتراف بجريمتهم النكراء
وانتهت قصة الغرام بين الشقيقين، بعد اعتقالهما، واخضاعهما للتحقيق، والعناصر كافة التي تشتغل بمركز الشرطة كان لديها فضول في سماع هذه القصة الغريبة، التي رغم اعتقالهما ظلا متشبثتين بحبهما ، خاصة الأخ الذي لم يبد أي ندم على أفعاله بل بدأ يسرد الوقائع ببرودة تامة على مسامع رجال الشرطة، وتمنى لو كان بمقدوره أن يتزوج أخته وينجب منها المزيد من الأطفال.
وخلال الاستماع إلى "عبد الواحد، م " في محضر قانوني صرح بأنه بعد وفاة والدته، أصيب باكتئاب، خاصة و أنه كان مدللا عندها فما من شيء رغب ربه ، إلا وتحققه له، كما أنها كانت محطة الحنان والحب، كانت له الأب والأم في آن واحد، لكن بعد وفاتها ظل يبحث عن البديل، فوجد ضالته في شقيقته " مريم ، م" التي تصغره بستة سنوات، التي عوضته شيئا من الحرمان والفراغ الذي لازمه بعد افتراق والديه.
إلّا أن هذا الحب والتعلق بأخته سرعان ما سيتحول إلى عشق ، فظل أزيد من سنتين يترصد بكل شغف اللحظة التي تجمعهما في الفراش، وكله شوق لملامسة مفاتن جسدها الطفولي، إلى ذلك اليوم الذي أوهما أن الإسلام يجيز أن تتزوج الأخت من شقيقيها ، صدقته مريم خاصة و أنها محرومة من الاختلاط بالعالم الخارجي، لا ترى خارج البيت إلا وهي معه، مرتدية اللباس الأفغاني.
وبعدما قرأ الفاتحة ، بدأ يعاشرها وظلا على هذا الحال إلى ظهرت لمريم بطنها، فأخذها لطبيب المركز الذي أشعره أنها في شهرها الخامس، لم يعد لعبد الرحيم إمكانية إجهاض منتوج علاقته الغير الشرعية، حاول إعطائها مجموعة من الأعشاب ، ومع ذلك ظل الجنين متشبث بالحياة، إلى يوم الوضع، حيث أخدها إلى المستشفى الإقليمي، وطلب منها إخفاء علاقتها به، أنداك بدأت المسكينة تحس بالورطة التي وضعها فيه شقيقها.
أما مريم فظلت مطأطئة الرأس بمركز الشرطة، مضيفة لهم أن شقيقها نصحها بكتمان الأمر، وبعدما نجحت في الدخول إلى المستشفى، مدلية لهم بتصريح أنها يتيمة الأبوين، و أنها تعرضت للاغتصاب، وأن الجاني لازال في حالة الفرار، قررت الانفصال عن أخيها بعد الولادة، خاصة وأنه جعلها تعيش في كذبة الحرام، وترتكب معه زنا المحارم.
وما إن أشعرها شقيقها بقتل الجنين عند ولادته حتى قبلت الفكرة ، وهذا ما فعلته خلال اليوم الموالي عند عودتها إلى المنزل رفقة شقيقها إذ نفذت في حق فلذة كبدها حكم الإعدام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر