طفل الكلاشينكوف بين مطرقة نظام الأسد وسندان المعارضة
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

"طفل الكلاشينكوف" بين مطرقة نظام الأسد وسندان المعارضة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

دمشق ـ جورج الشامي

تناقلت المواقع الإخبارية صورة المقاتل "أحمد" ذو السبع أعوام، وعلى صدره يتدلى "الكلاشينكوف" وهو يدخن بشراهة، وأطلقت عليه وسائل إعلام غربية اسم "طفل الكلاشينكوف"، معتبرة أنه ضحية من ضحايا الحرب في سورية. وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن أحمد الذي يبلغ 7 أعوام من العمر، بدا في الصورة التي التقطت له على إحدى جبهات حلب وكأنه رجل يبلغ الثلاثين، فيما أبرزت وسائل إعلامية أخرى قصة "أحمد" كجزء من روايات الحرب المروعة، التي تطأ بقدميها كل المعاني الجميلة والبرئية، وعلى رأسها الطفولة. في حين نشر البعض هذه الصورة بتعاطف وإعجاب، والبعض الآخر بطريقة انتقادية، تعكس مدى تدهور الأوضاع الإنسانية في هذا البلد المنكوب. صورة "طفل الكلاشينكوف" لم تسترعي فقط وسائل الإعلام الغربية، بل تداولتها مواقع ووسائل إعلامية محلية، معارضة ومؤيدة، حيث اعتبرتها المواقع المؤيدة صورة من صور التخلف، الذي تأتي به الجماعات "الإرهابية"، في إشارة للمعارضة المسلحة، إلى سورية، فيما أوردت المواقع المعارضة الصورة واعتبرت النظام السوري ورئيسه بشار الأسد السبب الأساسي لتحول الأطفال إلى مقاتلين، نتيجة انتهاجه الحل الأمني في التعامل مع الشعب. وتقول "ديلي ميل" في تحقيقها "تشير المعلومات المتوفرة عن أحمد أنه ابن لأحد مقاتلي الجيش الحر، وهو يشارك أباه في الدفاع عن مدينة حلب، وقد التقطت صورته في حي صلاح الدين، أحد أشهر معاقل الثوار". فيما ذكر موقع إلكتروني رواية أخرى لأحمد مفادها أن "النظام السوري قتل عائلة أحمد بالكامل، في قصف على مدينة حلب، ما دفع الطفل إلى حمل السلاح للأخذ بالثأر". في حين قال موقع إلكتروني "فقد والديه في هذه الحرب الدموية، وانضم إلى مقاتلي الجيش الحر، برفقة عمه، للقتال من أجل إسقاط النظام السوري، الذي يتحمل المسؤولية الكبرى، للجوئه إلى الحلول الأمنية، لإخماد الثورة التي تستهدف اقتلاعه من جذوره". قصة أحمد تحولت إلى هاجس خلافي بين المعارضين والمؤيدين على مواقع التواصل الاجتماعية، لاسيما "فيسبوك"، فالصور التي انتشرت بطريقة "فيروسية" على صفحات الموقع الشهير، نالت عددًا هائلاً من التعليقات الرافضة للظاهرة. وإن كان مؤيدو النظام السوري ومعارضيه قد اتفقوا على استهجان الظاهرة، ورفضها قطعيًا، فإنهم اختلفوا على حيثياتها وأسبابها، حيث استخدمها مؤيدو النظام السوري كوسيلة لتأكيد أن ما يسمى الثورة السورية، لا يتعدى كونها تطرف "إرهابي"، يخترق براءة الطفولة، ويحولها إلى أداة للقتل، وأن كل ما هو جميل يقتل على يد العصابات الإرهابية، التي وصلت أيضًا إلى قلب الطفولة وقتلتها. في المقابل معارضو النظام السوري اتهموا النظام السوري و"شبيحته" بتحول براءة الطفولة إلى أداة للقتل، وقالوا أن "النظام الذي يقتل مئات المدنيين يوميًا منهم عشرات الأطفال، لا يحق له التحدث عن الطفولة وبراءتها، ومن يقطع الكهرباء عن الحضانات في المشافي، ويقصف المدارس والمخابز، لا يمكن أن يكون مناصرًا للطفولة"، وأضاف هؤلاء "وإن كانت ظاهرة مثل أحمد لا يجب أن تكون موجودة، ونحن نرفضها جملة وتفصيلاً، فإن وجودها سببه الأول والأخير النظام الهمجي، الذي يقتل السوريين منذ أكثر من عام". وبين المعارضة والمولاة تحولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي لمكان لتبادل الاتهامات، وفي قضية "طفل الكلاشينكوف" زادت الحدة، لتصبح، كما هو حال كل القضايا الذي يختلف فيها الطرفان، إلى تبادل للشتائم، والملفت في الأمر أن قضية الطفل ذو السبع سنوات ضاعت في الخلاف، ليتحول إلى تخوين وتوزيع لشهادات الوطنية. فإذا كان البعض يجادل بأن النظام يقتل ويشرد ويستهدف الأطفال، فإن الطرف الآخر "المعارضة المسلحة" عليها الحفاظ على صورة الطفولة، وعدم زجها في الحرب. وفي النهاية، سيظل مشهد الطفل السوري ابن السبع سنوات، وهو يحمل بندقية أكبر منه، ويدخن بطريقة درامية، عالقًا في الأذهان ربما لسنوات، وسيكون تعبيرًا مؤلمًا للأحداث السورية، وسيظل أحد النقاط السوداء في التاريخ السوري، بغض النظر عن المسؤول.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفل الكلاشينكوف بين مطرقة نظام الأسد وسندان المعارضة طفل الكلاشينكوف بين مطرقة نظام الأسد وسندان المعارضة



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib