إسرائيل تواصل سجن شاب للمرة الثامنة لرفضه الخدمة العسكرية
آخر تحديث GMT 01:14:59
المغرب اليوم -

إسرائيل تواصل سجن شاب للمرة الثامنة لرفضه الخدمة العسكرية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إسرائيل تواصل سجن شاب للمرة الثامنة لرفضه الخدمة العسكرية

القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

نشرت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية تحقيقًا تناولت فيه موضوع التجنيد الإجباري في إسرائيل، وقامت بإجراء مقابلة في هذا الشأن مع الشاب الإسرائيلي ناثان بلانك، الذي قامت السلطات الإسرائيلية بسجنه أكثر من 100 يوم، على مدار الأسابيع الـ 19 الماضية، لسبب رفضه التجنيد الإجباري، والخدمة في الجيش الإسرائيلي. وبات ناثان بلانك (19 عامًا) يحفظ عن ظهر قلب إجراءات سجنه، فقد اعتاد أن يذهب إلى قاعدة عسكرية قرب تل أبيب، في التاسعة من صباح كل ثلاثاء، وهناك يعلن رفضه التجنيد في الجيش الإسرائيلي، ويتم القبض عليه، ثم يصدر الحكم بسجنه من عشرة إلى عشرين يومًا، وبعدها يتم نقله إلى السجن العسكري، لقضاء مدة السجن، وقد تكررت تلك العملية ثمانية مرات، منذ إعلانه في يوم استدعائه الأول للخدمة العسكرية الإجبارية، وأمضى خلالها 100 يوم في السجن، وفي إحدى المرات أفرج عنه أحد أيام الثلاثاء ثم أعيد سجنه بعد يومين. ويقول بلانك عن تجربة رفضه الخدمة العسكرية "لقد كان قرارًا صعبًا استغرق مني وقتًا طويلاً، لقد كانت الحرب على غزة، التي بدأت أواخر عام 2008، وانتهت بعد ثلاث أسابيع، هي بداية نقطة التحول عندي، بعد أن أسفرت الحرب عن مقتل ما يقرب من 1400 فلسطيني"، وفي بيان، صدر عنه بعد سجنه في أول مرة، قال بلانك "إن الموجة العسكرية العدوانية التي اجتاحت البلاد آنذاك، وتعبيرات الكراهية المتبادلة، والكلام الفارغ عن استئصال جذور الإرهاب، وخلق نوع من الردع، كانت جميعها بمثابة المحرك الأساسي وراء رفضي الخدمة العسكرية"، مؤكدًا أن "الحكومة الإسرائيلية غير راغبة في إيجاد حل للوضع الراهن، بل إنها على العكس من ذلك، تحول دون التوصل إلى هذا الحل، سوف نتحدث عن الردع، وسوف نقتل بعض الإرهابيين، وسوف نفقد أرواح بعض المدنيين على الجانبين، وسوف نهيئ الأجواء لجيل جديد، مملوء بالكراهية على الجانبين"، وأضاف قائلاً "إننا كمواطنيين وكائنات بشرية يقع على عاتقنا واجب أخلاقي، يحتم علينا رفض المشاركة في اللعبة المعيبة". وفي المقابلة، التي أجرتها معه صحيفة "غارديان" البريطانية، يقول بلانك "إن الحرب تجري في هذا البلد منذ أكثر من 60 عامًا، وكان يمكن أن تنتهي منذ وقت طويل، ولكن طرفي النزاع يزدادا تطرفًا وتشددًا وأصولية، وكان من المفترض أن يكون الاحتلال أمرًا موقتًا، ولكن لا أحد يتحدث مطلقًا عن نهايته، دولة إسرائيل تحتفظ بشعب تحت سيطرتها، دون منحه أي حقوق ديموقراطية، والفلسطينيين يتعرضون لعقاب جماعي، لسبب تصرفات قلة منهم". ويتضامن معه في هذا الموقف غالبية أصدقائه، لأنهم يعتقدون بذلك منذ فترة طويلة، كما أن بعض الجنود، الذين يشاركون في الخدمة حاليًا كمحاربين، يبدون إعجابًا بوجهة النظر هذه، فضلاً عن والديه، على الرغم من قلقهما عليه، فإنهما يؤيدانه ويدعمانه. وقد رفض بلانك الخيار الذي لجأ إليه آخرين، وهو الادعاء بأنهم غير لائقين طبيًا للخدمة العسكرية، وقال أنه لا يريد أن يكذب، لأنه ينظر إلى موقفه باعتباره مسألة مبدأ، كما أنه لا يسعى للإعفاء من الخدمة العسكرية لحجة أنه من أصحاب النزعة السلمية، لأنه يعتقد أن استخدام القوة مطلوب أيضًا في بعض المواقف النادرة، ولا يمكن استبعادها تمامًا، ويرغب بلانك في القيام بالخدمة المدنية، بدلاً عن الخدمة العسكرية، ولكن الجيش الإسرائيلي يرفض ذلك. ورفض الجيش الإسرائيلي، في بيان له، التعليق على حالة بلانك بالتحديد، ولكنه أكد على أن التجنيد الإجباري أمر ضروري في ضوء الوضع الأمني في إسرائيل، وعلى الرغم من وجود بعض الإعفاءات من الخدمة، إلا أن هؤلاء الذين يتم استدعائهم يدركون تمامًا مسؤولياتهم تجاه الجيش، والنتائج المترتبة على عدم الانضمام. وعندما سئل بلانك عما إذا كان يشعر بأنه وطني، قال بتردد "أشعر بارتباط قوي مع هذا البلد، وأنا فخور به، من أوجه عدة، ولكني أكره النزعة القومية العنصرية". وفي السجن ينام بلانك في خيمة تضم 20 سجينًا آخر، ويصحو في الخامسة صباحًا، ويعمل لمدة ثمانية ساعات في المطبخ، وعلى الرغم من إمكان إجراء مكالمات هاتفية عامة، إلا أنهم ممنوعون من الاحتفاظ بهواتفهم المحمولة، كما يوجد في السجن مكتبة، ولكن لا يوجد قاعة جمنازيوم رياضية. ويقول بلانك أنه "لا يدري متى تنتهي هذه الإجراءات العسكرية، وهي أشبه بلعبة القط والفأر، ويخشى أن يتم وضعه أمام محكمة عسكرية، وأن تصدر هذه المحكمة حكمًا بسجنه لمدة عام". أما عن أفضل سيناريو بالنسبة له فهو إطلاق سراحه وتركه يعمل في مجال الخدمة المدنية، بدلاً عن الخدمة العسكرية، وهو يرفض أيضًا التعامل مع السياسيين، لأنه لا يرغب في مزيد من التعقيد في حياته، وهو يرغب في دراسة العلوم أو التكنولوجيا في الجامعة، وينحي جانبًا إمكان أن يتضرر مستقبله من جراء ذلك، ويقول "أنا فخور بما أقوم به"، ويقول أيضًا أنه "ربما ألحق بعض الضرر بمستقبله، ولكن ذلك أقل ضررًا من التضحية بمبادئه". يذكر أن الخدمة العسكرية إجبارية في إسرائيل، حيث يقضي الذكور فيها ثلاث سنوات، بينما تقضي الإناث سنتين، ذلك فور الانتهاء من المرحلة الدراسية في المدارس، كما أن الانضمام للجيش يُعد بمثابة أمر راسخ الجذور في الهوية الأمنية الإسرائيلية، وينظر إليها البعض باعتبارها واجب وطني، ويحرص عليه، ولكن البعض الأخر ينظر إليها باعتبارها معضلة أخلاقية صعبة، ومع ذلك فمن النادر أن تجد في إسرائيل من يرفض الخدمة العسكرية، على أساس من تأنيب الضمير، ويقول بلانك أنه منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بات هو الرافض الوحيد للتجنيد في الجيش الإسرائيلي، من بين أربعمائة سجين في السجن العسكري.  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تواصل سجن شاب للمرة الثامنة لرفضه الخدمة العسكرية إسرائيل تواصل سجن شاب للمرة الثامنة لرفضه الخدمة العسكرية



GMT 08:49 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل يحيى السنوار ضربة كبيرة لـ"حماس" لكن ليست قاضية

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 00:09 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

كوبل مغربي تركي يخطف الأنظار على " إنستغرام "

GMT 16:10 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط ينخفض مجدداً مع تغلب مخاوف الطلب على شح الإمدادات

GMT 18:22 2020 السبت ,22 آب / أغسطس

طريقة تحضير معطر جو طبيعي في المنزل

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 16:50 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" ابتداءً من الخميس

GMT 02:18 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سميرة الكيلاني تقدم وصفة طبيعية لعلاج الإنفلونزا والرشح

GMT 12:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

جنسيس تعمل على تطوير GT فارهة ثنائية الأبواب

GMT 17:46 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

سيلين ديون تودع مع أطفالها ومحبيها زوجها رينيه انجليل

GMT 07:02 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

شركة "فيراري" تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة

GMT 04:05 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"مطعم صبري" في الجيزة علامة لحياة طلاب جامعة القاهرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib