الجزائر ـ حسين بوصالح
يجري التنسيق حاليا بين مصالح الأمن الجزائري والقوات الفرنسية الأفريقية التي تشن حرباً على الجماعات المسلحة في شمال مالي، لكي تستلم الجزائر عيّنات من الحمض النووي لجثة "الإرهابي" مختار بلمختار للتأكد من صحة مقتل رئيس مجلس شورى "اتحاد الجماعات الإسلامية" أو ما يسمى "مجلس المجاهدين"، وكانت القوات التشادية أكدت الأحد نبأ مقتل بلمختار، في الوقت الذي نفى فيه تنظيم "القاعدة" الخبر، وقال إن بلمختار لا يزال حياً يقود المعارك بنفسه، من جهتها دعت فرنسا للتعامل بحذر مع التقارير حول مقتل القياديين أبو زيد وبلمختار.
وذكر تنظيم القاعدة، الأحد، أن مختار بلمختار الذي أعلنت التشاد مقتله السبت ما يزال حياً، مضيفاً في بيان مقتضب نشر على أحد الواقع المقربة من التنظيم أنه سيعرض قريباً كلمة للقيادي مختار بلمختار، واعتبر الموقع في بيان مقتضب يصعب التحقق من صحته، أن هذا النفي "سيكون صفعة لرئيس التشاد المرتد وصفعة للقوات الصليبية".
وأصرت الحكومة التشادية على أن قواتها تمكنت من القضاء على أخطر القياديين في منطقة الصحراء بلمختار وأبو زيد على يد قوات بلادها في شمال مالي، وذكر وزير الاتصال التشادي أن بلاده "ستعرض لاحقا بعض المساجين والقياديين الذين كانوا معهم وبعض الأسلحة"، مضيفا أن "التشاد لا تتكلم من فراغ"، فيما أشار قيادي من عناصر حركة تحرير أزواد في كيدال في شمال مالي أن عناصر من الحركة "سلمت جثة يعتقد أنها لعبد الحميد أبو زيد للقوات الفرنسية"، ولم يتطرق إلى مقتل بلمختار.
وأكدت مصادر عليمة الاثنين، أن العملية الأمنية التي تستهدف تحرير الرهائن الغربيين بالدرجة الأولى والقضاء على قادة التنظيمات الإرهابية يشارك فيها نحو 3000 عسكري بينهم 800 جندي فرنسي و1200 عسكري من القوات التشادية التي اعتادت خوض حرب العصابات ونحو 1000 من القوات المالية، وتستعمل فيها القوات الفرنسية معدات متطورة، في حين أن الجماعات المسلحة لم تتعود على خوض حروب منظمة بهذا الشكل ومواجهات مع قوات كبيرة.
وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أشار إلى أن "هذا النبأ إذا تأكد ، فإنه سيكون انتكاسة قوية لكل الإرهابيين الناشطين في المنطقة الذين يهاجمون الدبلوماسيين الأميركيين والموظفين في قطاع النفط"، ولم تؤكد فرنسا صحة هذا الخبر، مثلما لم تؤكد مقتل الإرهابي "عبد الحميد أبو زيد" نائب زعيم إمارة الصحراء في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تخوفا من ردة فعل الجماعات الإرهابية انتقاماً لزعمائها تجاه الرهائن الفرنسيين المحتجزين لديها.
وبرز تردد فرنسا في التعامل مع أخبار مقتل الزعيمين في دعوة وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، إلى التعامل بحذر مع التقارير حول مقتل عبد الحميد أبو زيد، أمير منطقة الصحراء التابع لقاعدة المغرب الإسلامي، ومختار بلمختار، قائد ما يعرف بجماعة "الموقعون بالدماء" المنشقة عن التنظيم، مصرحاً لصحيفة "لاديباش دو ميدي" الاثنين بأن "شائعة تتكرر لا تصنع معلومة.. أدعو إلى الحذر وروح المسؤولية بخصوص الدلائل التي لا يمكن تأكيدها في هذه المرحلة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر