صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم

صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم
أثينا - سلوى عمر

قام الصياد اليوناني ستراتيس فالامويس بزيادة سرعة محرك قاربه الابيض الصغير، وتحرك خارج الميناء الموجودة في قرية الصيد التي تقع على الطرف الشمالي لجزيرة "لسبوس" ثالث أكبر جزيرة في اليونان. كانت السماء صافية بما فيه الكفاية لرؤية الجبال البنفسجية في تركيا على بعد مسافة قصيرة عبر بحر إيجه. بحيث يكون من السهل في تلك الليلة الهادئة صيد الحبار.

صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم
قبل عام، كان فالامويس والصيادون الآخرون في قرية "سكالا سيكاميناس" الصغيرة يصطادون اشياء أكثر غرابة: الآلاف من طالبي اللجوء الذين تدفقوا عبر بحر إيجه هرباً من النزاع المسلح والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. وباعتبارها واحدة من أقرب المناطق إلى تركيا أصبحت القرية، التي يسكنها 100 شخص، المحطة الرئيسية في أوروبا للأشخاص الذين يحاولون الوصول الى ألمانيا في محاولة يائسة لبدء حياة جديدة.

صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم
قال فالامويس حينها: "أكون في وسط البحر ثم أرى 50 زورقا قادمًا نحوي، كنت اسرع نحوهم وكانوا يلقون أطفالهم في قاربي ليتم انقاذهم". الآن توقفت موجة اللاجئين ، واصبح الساحل الذي كانت تتناثر عليه سترات النجاة البرتقالية والقوارب المحطمة شبه نظيف، ولكن المأساة البشرية قد تركت بصمتها هنا.

هذا العام، القرية شبه خالية من السياح حيث أن الألمان، والسويديين وغيرهم من الزوار الذين توافدوا منذ فترة طويلة للسبوس قد اختاروا زيارة أماكن أخرى بسبب عدم رغبتهم في قضاء اجازتهم بمكان مرتبط الآن بمأساة بشرية. كان فالامويس يصطاد لخمسة أشهر من السنة، ولكن هذا العام طُلب منه الصيد لمدة شهر واحد فقط بسبب ندرة الزبائن.

وعندما بدأت أزمة اللاجئين، قام سكان القرية بالتجمع معاً لإنقاذ الآلاف من السوريين والأفغان وغيرهم من المهاجرين. وقال ثيانو لاوموس: "القرية بأكملها كانت فخورة بما فعلناه، كنا لا نعرف من علينا أن ننقذه أولاً لأنه كان هناك الكثير من الناس ولكننا قمنا بانقاذهم"
 
ولكن الحالة الاقتصادية السيئة التي تشهدها لسبوس والتي جاءت متزامنة مع كفاح اليونان للخروج من الأزمة الاقتصادية، جعلت بعض الناس يشعرون بالحزن بسبب أن موجة اللاجئين قد زادت من معاناتهم.

وقال الصياد نيكوس كاتاكوزينوس: "أنا لا أريد منهم العودة، لقد اضروا بالقرية والجزيرة". ومع ذلك، لا يلوم معظم السكان في "سكالا سيكاميناس" المهاجرين فالعديد من السكان المحليين هم أنفسهم أحفاد اللاجئين الذين فروا من تركيا بسبب الحرب مع اليونان في عشرينيات القرن الماضي.

وبعد أن قالت المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل في العام الماضي أن ألمانيا ترحب باللاجئين، بدأت الآلاف القوارب في الاحتشاد. وكانت الحكومة اليونانية بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية غير مستعدة لذلك أبدًا، لذلك قام صيادو القرية بعمليات الانقاذ. وقال فالامويس: كان الناس لدينا في حالة صدمة، كان هناك الكثير من الأطفال. واضاف: "قمنا بانقاذ الأطفال أولاً، ثم البالغين بعد ذلك. في كثير من الاحيان كنا لا تعرف اذا كان هؤلاء الأطفال سيكونون ايتاماً ام لا، لقد رأينا الكثير من الناس يموتون"

وضعت القرية نظاماً للإنقاذ ينص على تنبيه الصيادين اذا رأى شخص قاربا للمهاجرين في خطر من أجل ان يقوموا بانقاذه. وتجمع السكان على الشاطئ لمساعدة الناجين، الذي كان بلغ اعدادهم في فترة من الفترات لحوالي 5000 شخص يومياً.

وقال أحد السكان الذين قاموا بالانقاذ، يورجوس سوفيانيس: "كانت الشوارع ممتلئة بالناس، كما أنه كان يمكنك رؤية ندبات الحرب على بعض الأطفال، حتى وإن كنت أكبر كاره للأمر فرؤية هذا  يمكنه تغيير قلبك". ووسط أزمة اللاجئين، وجد سوفيانيس خلاصه بعد وفاة ابنه وابنته  بسبب حالة نادرة من الصرع.

ولفت سوفيانيس الى انه في احد الليالي، ظهر طفل على الشاطئ يشبه كثيراً ابني المتوفي، هذا ما دفعني الى أن اقوم بمساعدة هؤلاء الأطفال لأنني لم اتمكن من مساعدة اطفالي". ومع انحسار موجة اللاجئين، لاتزال القرية تكافح من أجل العودة إلى وضعها الطبيعي، فالبعض يتوقع قدوم اللاجئين مرة اخرى. وختم فالامويس بالقول: "علينا أن نكون مستعدين، اذا حدث ذلك مرة أخرى سوف يفعل الجميع نفس الشيء، سنساعدهم".
 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم صياد يوناني يحكي كيف ساعد الكثير من النازحين وأنقذ مع رفاقه حياة المئات منهم



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib