ضحايا زلزال الحوز يأسون لخسائرهم ويخشون «مستقبلاً غامضاً»
آخر تحديث GMT 20:00:14
المغرب اليوم -

ضحايا زلزال الحوز يأسون لخسائرهم ويخشون «مستقبلاً غامضاً»

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ضحايا زلزال الحوز يأسون لخسائرهم ويخشون «مستقبلاً غامضاً»

زلزال المغرب
الرباط - كمال العلمي

لم يُصَب نزل قصبة «لادام بيجا»، الواقع في منطقة ويركان البديعة بالمغرب، بأضرار بالغة، بعد وقوع الزلزال المدمِّر الذي ضرب المنطقة، لكن الحجوزات لدى مالك النزل تبخرت تماماً، وأصبح مالكه يخشى من عدم قدرة المنطقة على إنعاش جاذبيتها السياحية. وقال عبد الرحيم بوشبيك، مالك النزل، لوكالة «رويترز» للأنباء: «قتل الزلزال أشخاصاً، ودمَّر قرى يعتمد عليها نشاطنا السياحي».

ويتكون نزل بوشبيك من 9 غرف، وكان يديره جد عبد الرحيم، ذات يوم. ومبعث القلق الفوري لدى الجميع هو كيف سيكون التعايش بعد مأساة إنسانية جرّاء زلزال وقع، الجمعة الماضي، وأودى بحياة أكثر من 2900، لكن الأفق الاقتصادي يبدو غير مطَمئن، بالنسبة لمنطقة تعتمد على تجول السياح في الوديان الخلابة، والممرات الجبلية، أو شراء المشغولات اليدوية المحلية، أو زيارة المواقع التي طالها الدمار الآن. من جهته، قال محمد أزناك: «لا سياح، لا وظيفة، لا دخل».

وأزناك هو نادل في مقهى بقرية تاسا ويركان التي طالها الدمار، وخسر ابنته في الزلزال، ويساوره القلق الآن حيال مصدر رزقه الذي يعول به بقية أسرته. وتحولت قرى كاملة تنتشر في كثير منها، المنازل والمباني، المصنوعة من الطوب اللبِن، إلى أكوام من التراب عند وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة، والذي دفن من كانوا داخل هذه المنازل تحت أكوام التراب، ودمّر أنشطة أعمال في منطقة تعتمد على النشاط السياحي. وفي هذه المناطق تمثل السياحة دخلاً إضافياً ضرورياً لكثيرين، مع توفر قليل من فرص العمل الأخرى في غير حرث الأرض بمزارع صغيرة.

يقول بوشبيك: «كانت تلك وسيلة لكثير من المزارعين المحليين لتأمين دخل إضافي». بدوره قال أحمد بسيم، وهو مرشد سياحي بمنطقة ويركان، إنه اضطر لأنْ يأوي إلى خيمة بعد وقوع الزلزال، وعبَّر عن أمله في أن يظل السياح «يزوروننا تضامناً معنا». وتقع المنطقة بالقرب من مراكش، وهي بدورها مقصد سياحي شهير بالفنادق ومراكز التسوق الفاخرة، إضافة إلى سوق تاريخية. من جهته، قال لحسن زلماط، رئيس «الكونفدرالية الوطنية للسياحة»، إن الحدث المخطط لإقامته منذ فترة طويلة «سيكون فرصة للمغرب لترويج مقصد مراكش مجدداً بعد الزلزال».

في سياق قريب، توقّع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، اليوم الجمعة، أن يطلب المغرب مساعدة من «الأمم المتحدة»، «اليوم أو غداً»؛ لمساندة الناجين من الزلزال القوي، الذي ضرب البلاد، الأسبوع الماضي.

وصرّح غريفيث، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في مؤتمر صحافي: «نتوقع ونأمل، استناداً إلى محادثاتنا مع السلطات المغربية، أن يرسل طلب المساعدة، اليوم أو غداً.. أعني بذلك قريباً جداً»، مؤكّداً أنه بعد الحصول على الضوء الأخضر من المغرب «سيكون بإمكان الأمم المتحدة المشاركة في مرحلة مساعدة الناجين».

وبلغ عدد الضحايا جراء الزلزال، الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مراكش، 2946 قتيلاً و5674 جريحاً، وفق آخِر حصيلة رسمية صدرت مساء الأربعاء.

وقال غريفيث: «إنني واثق من أن هذه الأرقام أدنى من العدد الفعلي، لكن السلطات وضعتها بتأنّ» مبرزاً أن المرحلة الأولى «تركز على البحث عن الناجين وعن الذين لم ينجوا»، في حين أن «المرحلة التالية تقضي بتقديم المساعدة للناجين، وتوفير ملاجئ وطعام ومُعدات طبية».

وتابع غريفيت موضحاً: «آملُ في المغرب أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى»، مضيفاً «ليست لديَّ أي انتقادات، نحن مستعدّون للعمل وتقديم دعم فيما يخص التنسيق. وقد انتقلنا أخيراً فقط من البحث عن أحياء إلى تقديم المساعدة للناجين، وهي المرحلة التي تكتسب فيها المساعدة أهمية قصوى».

من جهته، قال متحدث باسم «الفيدرالية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، بونوا شاربانتيي: «تَلزمنا أسابيع، بل أشهر أو حتى سنوات، لإعادة البناء؛ لأن الأمر هنا لا يتعلق بمجرد تصليحات، بل بإعادة تشييد كثير من القرى»، موضحاً أن الناس بحاجة لمأوى وفرش وأغطية وألبسة شتوية.

على صعيد ذي صلة، أشادت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، بالدعم اللوجستي الذي تقدمه القوات المسلَّحة الملكية المغربية لرجال الإنقاذ الإسبان، حتى يتمكنوا من القيام بمهمتهم في أفضل الظروف، وذلك على أثر الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز. ونوهت روبليس، في كلمة ألقتها خلال زيارتها، أمس الخميس، للقاعدة العسكرية بغوادالاخارا (وسط إسبانيا)، بتعبئة مروحيات تابعة للقوات المسلَّحة الملكية، بقصد نقل رجال الإنقاذ الإسبان إلى المناطق، التي يصعب الوصول إليها، وكذا بتعاون السلطات المغربية مع الفريق الإسباني؛ بهدف تقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين. وتابعت المسؤولة الإسبانية قائلة إن «رجال الإنقاذ الإسبان سيبقون في المغرب، ما دام ذلك ضرورياً»، مشيرة إلى أن فِرق البحث الإسبانية ممتنّة، أيضاً، لكرم الضيافة والدعم الذي يقدمه السكان المحليون.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية تُساهم بمبلغ مليار درهم

مجموعة “أكسال” تدعم منكوبي الزلزال بـ260 ألف منتج

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحايا زلزال الحوز يأسون لخسائرهم ويخشون «مستقبلاً غامضاً» ضحايا زلزال الحوز يأسون لخسائرهم ويخشون «مستقبلاً غامضاً»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا

GMT 02:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

3 مشروبات شائعة تُساهم في إطالة العمر

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أبرز الأماكن السياحية في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib