مدريد ـ فتحى كامل
أظهر استطلاع للرأي نشرت نتيجته جريدة «إلموندو» الإسبانية، الجمعة، أن المغرب يعد العدو الأول المحتمل بالنسبة للإسبان.
وتناول الاستطلاع جملة من الأسئلة، بينها سؤال: «من هو برأيك العدو الأول المحتمل لبلدك (إسبانيا) اليوم؟»، فجاءت نتائج الاستطلاع لتؤكد استمرار النظرة السلبية للإسبان حول المغرب، وذلك على الرغم من التحسن الملحوظ والدينامية، التي تشهدها العلاقات بين البلدين، خصوصاً في السنتين الأخيرتين.
وتمر العلاقات المغربية - الإسبانية بأفضل أحوالها منذ أبريل (نيسان) 2022، حينما رأت إسبانيا في ظل حكومة بيدرو سانشيز، رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم الحزب الاشتراكي، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدّمها المغرب سنة 2007 «هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل نزاع الصحراء».
وتصدّر المغرب أجوبة المستجوبين الإسبان بخصوص سؤال عن العدو الأول المحتمل، بنسبة 35.6 في المائة، متبوعاً بروسيا بنسبة 23 في المائة، والصين بـ3.9 في المائة، ثم فرنسا بـ1.4 في المائة، والمملكة المتحدة بـ1.3 في المائة، بينما قال 15.9 في المائة بعدم وجود أي عدو محتمل لإسبانيا.
وحسب الانتماء والخلفية الحزبية للمستجوبين، تصدر المنتمون لحزب «فوكس» الذين يرون المغرب العدو الأول المحتمل بنسبة 76.4 في المائة، متبوعين بالمنتمين لـ«الحزب الشعبي» بـ50.7 في المائة، ولحزب «سومار» بـ21.7، ثم يأتي بعدهم المنتمون لـ«الحزب الاشتراكي» بـ21.5 في المائة.
وتظهر النسب المسجلة أن نظرة العداء للمغرب تتفاوت بحسب الانتماء الحزبي للمستجوبين، حيث ظهر أن النسبة مرتفعة في صفوف ناخبي الأحزاب اليمينية، مقابل تدنيها في صفوف المنتمين للحزب الاشتراكي، الذي ترأس الحكومة الإسبانية الماضية، ويوجد في طريقه إلى تشكيل حكومة أخرى لولاية جديدة.
وعلى مستوى الجنس، أظهر الاستطلاع أن النساء يملن أكثر إلى اعتبار المغرب العدو الأول المحتمل بنسبة 44.9، بينما سجلت نسبة الرجال 26.9 في المائة. أما على مستوى الأعمار، فقد جاءت الفئة العمرية، المتراوحة بين 45 و64 سنة، في صدارة من يرى في المغرب هو العدو الأول المحتمل، متبوعة بفئة ما بين 18 و29 بنسبة 34.9 في المائة، وما فوق 65 سنة بنسبة 34.1، فالفئة ما بين 30 و44 سنة بنسبة 32.9. وسبق لاستطلاعات رأي سابقة أن أظهرت النتائج نفسها فيما يخصّ نظرة الإسبان إلى المغرب.
ويرى كثيرون في نتائج هذا الاستطلاع ما يعاكس واقع العلاقات المغربية - الإسبانية في الوقت الراهن، سواء على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي والمبادلات التجارية بين البلدين وحتى على مستوى الإقبال الكثيف للإسبان على المغرب ووجهاته السياحية.
وفي الوقت نفسه، يرى محللون أن نتائج الاستطلاع ربما يحكمها عدد من الإشكاليات المرتبطة بالقرب الجغرافي وبالتاريخ المشترك، قديمه وحديثه، الذي ترك أثره في النظرة المتبادلة بين الطرفين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
فشل فييخو فى تحقيق الاغلبية لتولى الحكومة الإسبانية يفسح الطريق لعودة سانشيز
تأويلات ترافق تفادي رئيس الحكومة الإسبانية عن موقفه من تأييد الحكم الذاتي بالصحراء المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر