الرباط- المغرب اليوم
مجالات تعبير جديدة يدشنها مواطنون من مجتمع المثليين، بالدارجة المغربية، أحدثها “قصص كويرية مصورة” نشرت رقميا حول معيش مثليين ومثليات مغاربة.
ويضم هذا المنشور الجديد قصصا قصيرة مقتبسة من أحداث حقيقية لثلاثة شباب وشابات مغاربة، من “مجتمع الميم”، يتحدثون فيها عن “صراعهم من أجل فرض ذواتهم بهويتهم المختلفة، وسط النظرات المليئة بالعيب و’الحشومة’ والحرام”.
وتقدم هذه القصص أشخاصا من مجتمع المثليين بطريقة تؤنسن حياتهم، وطموحاتهم، وعقبات ونجاحات سعيهم اليومي، وتقربها من القراء بدارجة مغربية.
كما تختص إحدى القصص ببُعد النصح، في مجال الحماية الصحية الجنسية، مقدمة مثالا للتوعية بضرورة حفظ صحة الفرد ومحيطه.
ويقدم العمل قصصا “هدفها ليس نشر السلبية، بل تمرير رسائل واقعية، والوصول إلى الشباب والشابات الذين يوجدون في ‘الخزانة’ (لا يعلنون ميولَهم) لقول إنهم ليسوا وحدهم، وإن المغرب فيه أناس يشاركونهم أسلوب الحياة نفسه، والنظرة والأحاسيس نفسها”.
وبعيدا عن المجال الأكاديمي، خاصة علم الاجتماع بالمغرب الذي تحضر فيه المثلية في المجتمع المغربي موضوعا للبحث، تتراكم في السنوات القليلة الماضية منشورات مكتوبة أو مقاطع مصورة (من بينها أفلام طويلة وقصيرة) تنادي بحفظ حقوق المثليين واحترام نمط عيشهم.
وبعدما كان الروائي عبد الله الطايع أول كاتب مغربي يعلن مثليته، في رواية له ثم في حوار صحافي قبل 16 سنة، تحضر اليوم مجموعة من المنشورات التي تدعو إلى وطن يسع الجميع.
ومن بين أحدث هذه المنشورات التي جمعت أقلاما مغربية، داخل البلد وخارجه، للتضامن مع تجاوزات قانونية وحقوقية تمس المثليين، كتاب شارك فيه عبد الله الطايع، وصونيا التراب، وليلى السليماني، وكتاب وفاعلون آخرون، عنون بـ”L’amour fait loi”.
وفضلا عن العمل المرتبط بالمجتمع والطريقة التي قد تواجه بها بعض مكوناته المثليين في فضاءات اختيارهم الخاصة، ترتكز المطالب الحقوقية في هذا الموضوع على إسقاط الفصل 489 من القانون الجنائي المغربي الذي يعاقب بالحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، مع الغرامة، “من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه”.
وكانت فترة جائحة “كورونا” فرصة لعدد من الهيئات المدافعة عن حقوق المثليين بالمغرب لتكثيف جهودها في التعريف بالصعوبات التي تعيشها هذه الفئة، خاصة بعد واقعة تسريب مجموعة من حسابات مغاربة يستعملون تطبيقات للتعارف بين المثليين، الأمر الذي خلق صعوبات جمّة لشباب مثليين كانوا يقطنون مع عائلاتهم في فترة “الحجر الصحي”، أو لشباب طردوا من مقرات عملهم؛ ما قاد إلى حالة انتحار وثقت في تقرير حقوقي لجمعية “نسويات”، المدافعة عن حقوق المثليات.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر