تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في قطاع غزة مع دخول فصل الصيف وانتشار برك مياه الصرف الصحي في الشوارع بسبب تدمير البنية التحتية جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أشهر.
ويحاول الأهالي في خان يونس تجنب برك مياه الصرف الصحي المنتشرة في شوارع المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة، لكن آثارها تلاحقهم مع انتشار البعوض والحشرات والأمراض أيضا.
وجاء ارتفاع درجات الحرارة وتدني مستوى النظافة بسبب صعوبة الوصول للمياه ليتفاقم الوضع الصحي في قطاع غزة ما يهدد بانتشار الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي والكوليرا.
وقال وحيد قديح المدير الطبي لمستشفى الأمل في خان يونس "لوحظ في الفترة الأخيرة استمرار تزايد أعداد المصابين بحالات التهاب الكبد الوبائي بين جميع الأعمار خاصة من سن عشر سنوات إلى 20 عاما. هذه الحالات مع استمرار عدم وجود نظافة وعدم توفر مياه صالحة للشرب بشكل كاف والتلوث الحالي في فصل الصيف".
وأضاف "بالنسبة للصرف الصحي، بدأت تظهر إشكالية عدم وجود بنية تحتية وبالتالي (مياه) الصرف الصحي في الشوارع والأماكن المكشوفة مع ارتفاع درجات الحرارة والحشرات. أيضا تزايدت النزلات المعوية والتهابات الأمعاء. هذا يهدد بانتشار مزيد من الأوبئة والأمراض المعدية لأفراد المجتمع".
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في تقرير لها هذا الشهر أن العديد من العائلات النازحة في قطاع غزة تضطر إلى الاعتماد على مياه البحر لتلبية احتياجاتها اليومية.
وأوضحت الوكالة الأممية أن الوصول إلى المياه النظيفة أمر بالغ الأهمية لصحة وبقاء مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء القطاع وسط مخاوف حقيقية من احتمال تفشي الكوليرا في غزة.
وقال قديح "من الأمراض المعدية، بالنسبة لحالات التهاب الكبد الوبائي في مستشفى الأمل تقريبا يتم تسجيل وتشخيص ما بين 20 إلى 30 حالة يوميا. طبعا هذا بخلاف الحالات التي لا تشخص لأن الأعراض لا تكون ظاهرة بشكل كامل. أيضا بالإضافة إلى المرضي الذين يتم تشخيصهم في أماكن أخرى ويتم علاجهم في البيت بدون تشخيص".
وأضاف "طبعا هذه الأعداد ليست قليلة مع حساب باقي المؤسسات والمرضى والمراكز الصحية والعيادات والرعاية الأولية. حاليا في فصل الصيف هناك خطر من انتشار المزيد من الأمراض المعدية الأخرى".
ويرى قديح أن الوضع الحالي في خان يونس أصبح مهيأ لانتشار الأمراض المعدية مع تدهور الظروف المعيشية للسكان وتدمير شبكات الصرف الصحي إضافة إلى ضآلة فرص الحصول على المياه النظيفة واستمرار ارتفاع درجات الحرارة.
وقال "طبعا مرض الكوليرا والأمراض المعدية بشكل عام توجد لها بيئة خصبة في وضع صحي صعب. هناك عدم توفر صرف صحي. هناك عدم توفر كميات كافية من المياه حتى ليس للشرب (فقط) بل للنظافة الشخصية أيضا".
وأضاف "عدم توفر مصادر كافية للمياه الصالحة للشرب بشكل سليم مئة بالمئة. هذه كلها عوامل تهيئ وتؤهب حدوث المزيد من الأمراض المعدية".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر