أسباب غياب الدعم المغاربي للرباط بعد أزمته مع إسبانيا
آخر تحديث GMT 08:51:02
المغرب اليوم -

أسباب غياب الدعم المغاربي للرباط بعد أزمته مع إسبانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسباب غياب الدعم المغاربي للرباط بعد أزمته مع إسبانيا

المهاجرين غير النظاميين
الرباط -المغرب اليوم

مازالت ردود الفعل تتوالى منذ أن اندفع، قبل أيام، آلاف المهاجرين غير النظاميين نحو سياجات مدينة سبتة المغربية المحتلة، في حادثة تسببت في تعميق الأزمة القائمة بين الرباط ومدريد، منذ أن استقبلت هذه الأخيرة الزعيم الانفصالي إبراهيم غالي بهوية مزورة، قبل أسابيع، ما تسبب في إثارة غضب المغرب، ودفع بالعلاقات المغربية الإسبانية نحو أزمة حادة.

وفي حين أعرب الاتحاد الأوروبي، عبر مفوضيته العليا، عن وقوفه إلى جانب إسبانيا بخصوص التهديدات التي يحملها ملف الهجرة، معتبرا أن حدود المملكة الإيبيرية هي حدود الاتحاد، في خطورة اعتبرها البعض دفاعا براغماتيا عن إسبانيا، غير أن اتحاد المغرب العربي، وخلافا لنظيره الأوروبي، التزم الصمت حيال أزمة العلاقات بين الرباط ومدريد، بالرغم من المخاطر التي تنذر بها نتائجها على المنطقة المغاربية، في حالة استمرار الوضع ذاته.

وفيما يسود الترقب أن تذهب الرباط إلى القطيعة في علاقتها مع إسبانيا، لاسيما في ظل تمسكها بعدم إحالة غالي على القضاء لمتابعته على خلفية تهم موجهة إليه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتلويح الرباط بإمكانية تعليق التعاون في مجالات حيوية، يسود التريث أيضا داخل التكتلات الدولية والإقليمية اتجاه الأزمة، وضمنها تكتلات عربية وإفريقية، في الوقت الذي يتساءل فيه مراقبون عن أهمية صدور موقف مغاربي بالتوازي مع موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لإسبانيا.

 محاذير وتعقيدات

وبحسب مصادر مطلعة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن "اتحاد المغرب العربي يجد نفسه في موقف محرج اتجاه الأزمة بسبب اعتبارات تقنية من أهمها أن الدولة التي يمكن لها أن تصدر موقفا بهذا الشأن هي الدولة المعنية بالأمر والتي هي المغرب، أو الدولة التي ترأس حاليا الاتحاد، والتي هي ليبيا".

وأشارت ذات المصادر إلى أن "الوضع السياسي لليبيا يجعل من الصعوبة أن يصدر عنها موقف في هذه الفترة، خصوصا وأن تكلفة أي موقف رهينة بحجم الخلافات بين الدولتين المغاربيتين الأساسيتين، المغرب والجزائر".

وأضافت أن "ثمة تعقيدا آخر يمنع دول اتحاد المغرب العربي من أن تعطي موقفا من الأزمة بين المغرب وإسبانيا، يكمن في الآثار المرتقبة على مجموعة خمسة زائد خمسة (5+5)، التي أنشئت سنة 1990 في روما، وتضم 5 دول أوروبية هي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا، إضافة إلى دول اتحاد المغرب العربي الخمس.

 الاتحاد المغاربي الذي ولد ميتا

وأكد الباحث المغربي في العلوم السياسية، عبد الحفيظ أدمينو، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "اتحاد المغرب العربي لا وجود له، وحتى الأمانة العامة الموجودة في الرباط لم تقدم أي موقف"، معتبرا أنه "ومنذ تأسيسه، بقي عاجزا عن القيام بأي فعل أو تقديم أي موقف بخصوص القضايا المغاربية".

وفي ذات الصدد، قال الباحث التونسي، عبيد الخليفي، إن "الدول المغاربيّة قد غرقت في مشاكلها الداخلية وأزماتها السياسية والاقتصادية مما جعلها تصمت عن مساندة بعضها في الأزمات الإقليمية ليس أقلها من أزمة المغرب مع إسبانيا، ففي حين وجدت هذه الأخيرة سندا وإسنادا من الاتحاد الأوروبي، يجد المغرب نفسه معزولا عن المواقف المغاربية".

وأضاف في تصريح لموقع "سكاي نيوزعربية" أن "اتحاد المغرب العربي ميت سريريا منذ نشأته، بل إن العلاقات البينية تجاوزت مرحلة الجمود إلى مرحلة التوتر"، معتبرا أن "التدهور السياسي والاقتصادي الذي تعيشه تونس جعلها تنزل عن أي دور مغاربي أو إقليمي"، في إشارة منه إلى الدور الوسطي الذي لطالما لعبته تونس بخصوص الخلافات بين الدول المغاربية.

 توازنات خارج الاتحاد واعتبر الباحث والكاتب الليبي، عز الدين عقيل، أن "صمت الاتحاد المغاربي يعود إلى أنه ما زال ومنذ ولادته مجرد كيان افتراضي"، مشيرا إلى أن "هذا الاتحاد المغاربي الذي قد أظهر عجزا اليوم عن مساندة المغرب في أزمة تظل عابرة مع إسبانيا، فإنه قد سبق له وأن ترك ليبيا منفردة وهى تذبح بواسطة حلف الناتو، ويتم تحويلها إلى دولة فاشلة تعج بالفوضى والعنف والتطرف والفراغ السياسي".

وشخّص المتحدث، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أزمة اتحاد المغرب العربي، منطلقا من "طبيعة العلاقة الصعبة جدا بين الجزائر والمغرب، وظروف ليبيا المعقدة، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس، والتي تعول بالمقابل على الاتحاد الأوروبي نفسه لمساعدتها على الخروج منها، وارتباط موريتانيا بعدد من الاتفاقيات المهمة مع الاتحاد الأوروبي"، في إشارة منه إلى صعوبة تبني الدول المغاربية فرادى أو مجتمعين لموقف داعم للملكة المغربية.

وشدد عقيل على أنه "لربما يكون مجلس التعاون الخليجي أكثر قدرة على دعم المغرب"، مشيرا إلى أن "المجلس يملك نقاط ضغط معقولة على الاتحاد الأوروبي، وأيضا يعتبر المغرب قريبا من دوله أكثر من قربه من الدول المغاربية"، مضيفا التأكيد على "ضرورة استفادة المغرب من علاقته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وما تملكه هذه الأخيرة من أوراق ضغط كثيرة على إسبانيا منفردة والاتحاد الأوروبي مجتمعا".

قد يهمك ايضا:

عملية واسعة لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين في إيطاليا

إيطاليا تقرر تسوية أوضاع مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب غياب الدعم المغاربي للرباط بعد أزمته مع إسبانيا أسباب غياب الدعم المغاربي للرباط بعد أزمته مع إسبانيا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
المغرب اليوم - وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي

GMT 11:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
المغرب اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 14:51 2023 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

هيفاء وهبي بإطلالة رمضانية أنيقة وراقية

GMT 20:12 2022 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تويتر تبحث أزمة توثيق الحسابات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib