يعقوب زوما يستعد للابتعاد عن المؤتمر الوطني الأفريقي
آخر تحديث GMT 11:20:49
المغرب اليوم -

يعقوب زوما يستعد للابتعاد عن المؤتمر الوطني الأفريقي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - يعقوب زوما يستعد للابتعاد عن المؤتمر الوطني الأفريقي

المؤتمر الوطني الأفريقي
كيب تاون ـ عادل سلامه

ألهم "المؤتمر الوطني الأفريقي لنيلسون مانديلا" الأمل في جميع أنحاء أفريقيا وساعد في تحرير السود في جنوب أفريقيا من حكم الأقلية البيضاء  وعزز المصالحة مع الاضطهادات السابقة و أصبح المثل الأعلى  لتلك الأمة  بعد زمن العنصرية ، وتلك المفاهيم مستعدة  للانتشار في بقية القارة لتصنع النهضة الأفريقية، ولكن عندما بدأ الأعضاء في التجمع داخل المؤتمر يوم السبت لانتخاب زعيم جديد ، كشف العديد من المحللين، أن أعضاء الحزب المهيمن على السلطة العليا  يتقاتلون على الغنائم  و هناك خيبة أمل متزايدة من الحزب المعروف باسم "ستالوارتس"، فبالنسبة للكثيرين في  داخل البلاد وفي جميع أنحاء أفريقيا ، أصبحت حركة التحرير البطولية  و التي قام بها نيلسون منديلاً و بعدها قام الحزب الوطني، أصبحت مرادفاً  للفساد والسخرية لما تبعها من تكتلات فاسدة، ومن المتوقع أن يصبح  الفائز في الانتخابات الحزبية  هو الرئيس المقبل لجنوب أفريقيا في انتخابات عام 2019  .

ويعتبر زعيمها الحالي هو الرئيس جاكوب زوما  الذي كان رئيسا لجنوب أفريقيا منذ عام 2009، الذي تدور بشأنه سلسلة من الفضائح الشخصية والسياسية، وسيتنحى عن منصبه  كرئيس للحزب بعد اختيار خليفة له ، وربما في وقت مبكر من يوم الأحد ، في مؤتمر انتخابي في جوهانسبرغ أكبر مدينة  في البلاد، و هناك اثنان في هذا السباق وهم تجسيد لسلالات مختلفة تماماً داخل حزب منقسم بعمق، منهم  "نكوسازانا دلاميني-زوما"  وهي طبيبة مخضرمة مناهضة للفصل العنصري عملت في العديد من الأدوار في الحكومات السابقة وهي أيضاً زوجة سابقة للسيد "زوما" وهو يدعمها والعديد من حلفائه ايضاً ، واعتمدت خطابه الشعبي و انتهجت نفس أسلوبه .

وفاز نائب الرئيس سيريل رامافوسا، بتأييد  بعض معارضين  "زوما"، منهم مجموعات الناخبين السود من الطبقة المتوسطة في البلاد، و ساعدته اتصالاته  كزعيم نقابي سابق داخل الحزب على أن يصبح واحداً من أغنى الرجال في البلاد  و جعلته ممثلاً جيد للخلافة بين النخبة السوداء الصغيرة في جنوب أفريقيا والفقراء، وقد ركز النقاد على السيد "زوما"- 75 عاما - لشرح الانخفاض الحاد  في الأداء الذي طرأ عليه منذ توليه الحكم، والسيد "زوما" لديه ست زوجات و قد حوكم نائبه  و برئ على خلفية اتهامه بالاغتصاب. ولكن المشاكل تتجاوز مجرد رجل واحد، فعلى غرار الأطراف الأخرى للتحرير في الجنوب الأفريقي، بما في ذلك الأطراف في زمبابوي وأنغولا وناميبيا وموزامبيق، لم تفقد أبدا السلطة منذ إطاحة الحكام البيض ، راجلا واحد، وفي جنوب أفريقيا - حيث ركود الاقتصاد في رئاسة "زوما" - قامت المحسوبية والفساد ببناء نظام يصعب تفكيكه، وفي العديد من المعاقل الريفية التابعة للرابطة يظل الحزب المصدر الرئيسي للأعمال التجارية والوظائف كتعين الأقارب و المعارف، وعلى الصعيد الوطني كان الوصول إلى مؤسسات الدولة مكافأة لحلفاء السيد "زوما" ، بما في ذلك الأصدقاء الذين لديهم القليل من المهارات المهنية مثل  "غوبتاس" صاحب العائلة الغنية  و التي لها مصالح تجارية واسعة النطاق، ويذكر أن الفصل العنصري  انتهى في عام 1994، بعد أن اجتاح التحرير بقية القارة. وكان السيد "مانديلا" أول رئيس ديمقراطي لجنوب أفريقيا في الفترة من عام 1994 إلى عام 1999. وقد أُجبر خليفته ثابو مبيكي الذي كانت رؤيته الأفريقية في عبارة "النهضة الأفريقية" – خارج السلطة في عام  2008، قبل نهاية ولايته الثانية، من قبل السيد "زوما" وحلفائه. وقد أشتد القتال السياسي في البلاد و وقعت مناوشات داخل الحزب الحاكم  حين التقى المندوبون من جميع أنحاء البلاد في جوهانسبرغ، و اظهر سباق السلطة الشقوق العميقة داخل الحزب.

وإذا فازت السيدة دلاميني-زوما وحصلت على دعم من هيئة الشباب والبطولات النسائية داخل الحزب فمعظم الخبراء يتوقع استمرار عصر "زوما" الفاسد . ويشير المحللون إلى أن السيد "زوما" الذي ما زال متهماً بعدد كبير من قضايا الفساد ربما يحظى بالحماية في ظل حكومة تقودها "دلاميني"، التي أكّدت أنّها ستركز على "التحول الاقتصادي الجذري" من خلال إعادة توزيع ثروات البلاد من البيض إلى السود وانها لا تهتم بالحصول على دعم رجال الأعمال في البلاد، وقد دافعت السيدة "دلاميني زوما" عن سجلها العام قائلة  "أنا لا انهب من خزائن الحكومة"، لكنها لم تتكلم  عن الفساد الواسع النطاق  لزوجها السابق، ومن المرجح أن ينتصر "رامافوسا" فهو على النقيض من الرئيس الحالي فهو يقوم بدفع سريع للاقتصاد ويحول دون مزيد من التراجع في الديون السيادية الوطنية  للبلاد ، التي انخفضت إلى مستوى غير مرغوب فيه بسبب سياسات  زوما الرامية إلى السيطرة المباشرة على خزانة الدولة  وغيرها من السياسات التي دفعت المستثمرين بعيدا . كما أن  " رامافوسا" يمكن  أن يفوز ببعض الناخبين من الطبقة الوسطى للسود، ففي العام الماضي حدثت أكبر صدمة للحزب منذ اكتساب السلطة مع نهاية الفصل العنصري في عام 1994، و فقدت السيطرة على أكبر المدن في البلاد، بما في ذلك "جوهانسبرغ وبريتوريا وخليج نيلسون مانديلا" ، بعد الناخبين من الطبقة الوسطى السود الذين خاب أملهم مع السيد" زوما "و امتنعوا عن التصويت واصبحوا من المعارضة.

وكان "رامافوسا"  مفاوض رئيسي في المحادثات التي أدت إلى نهاية الفصل العنصري  و جعلت  مانديلا المختار رئيسا. ولكن بعد خسارته أمام "مبيكي" ، اهتم "رامافوسا" بأعماله حيث أعطته حياته المهنية إرثا أكثر إثارة للقلق. وفي عام 2012، وفي أسوأ حادث قتل للمدنيين منذ نهاية الفصل العنصري، أطلقت الشرطة النار على 34 من المضربين في منجم بلاتين في "ماريكانا "ينتمون إلى "لونمين" . ووجد في تحقيق رسمي في المذبحة أنه حاول التدخل لدى السلطات نيابة عن الشركة ، ومع ذلك فهو بالنسبة للكثيرين أصبح  رمزا لـ "النخبة التي خانت الشعب الذي حارب مرة واحدة من أجله"، وتعهد السيد "رامافوسا" الذي عاد إلى السياسة في عام 2012  بمكافحة الفساد. ولكن خلال أكثر من ثلاث سنوات شغل منصب نائب الرئيس تحت السيد "زوما" ، وظل صامتا إلى حد كبير حول هذه القضية ، و وقف وراء الرئيس على الرغم من أنه حاول أن ينأى بنفسه في الأشهر الأخيرة، وفي الشهر الماضي  في كلمة ألقاها حول اقتصاد جنوب أفريقيا الضعيف  قال "يجب أن نعترف بان قدرتنا على التغلب على هذه التحديات قد قُوضت خلال العقد الماضي بفشل القيادة والأولويات المضللة"، وأفاد أوي لاكيمفا بأنّ  الناشط المخضرم في مجال العمل في نيجيريا "بالنسبة للأشخاص من جيلي، نشأنا علي الكفاح المناهض للفصل العنصري و قال للقادة لا تقوموا بالكثير من الوعد ثم " لا تفعلوا ذلك " فذلك يلقي بمصداقيتكم أرضاً .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يعقوب زوما يستعد للابتعاد عن المؤتمر الوطني الأفريقي يعقوب زوما يستعد للابتعاد عن المؤتمر الوطني الأفريقي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 10:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
المغرب اليوم - شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا

GMT 02:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

3 مشروبات شائعة تُساهم في إطالة العمر

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أبرز الأماكن السياحية في مصر

GMT 17:04 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ديوكوفيتش يقترب من سامبراس ويحلم بإنجاز فيدرر

GMT 12:56 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الوداد ربح لقبا للتاريخ !!

GMT 22:00 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

إسماعيل الجامعي رئيسا جديدا للمغرب الفاسي

GMT 02:18 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

نجمات هوليوود تحتضن صيحة "الليغنغز" الملون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib