إغلاق الحمامات يغضب المغاربة ومن يعمل فيها يعيش المعاناة بسبب انتشار كورونا
آخر تحديث GMT 19:56:50
المغرب اليوم -
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

إغلاق الحمامات يغضب المغاربة ومن يعمل فيها يعيش المعاناة بسبب انتشار كورونا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إغلاق الحمامات يغضب المغاربة ومن يعمل فيها يعيش المعاناة بسبب انتشار كورونا

الحمامات المغربية
الرباط-المغرب اليوم

«سْوا اليوم سْوا غداً.. الحمام لا بُدّا (سواء اليوم أو غداً فالحمام ضروري)» بهذه العبارات شقَّت نسوة عاملات بالحمامات الشعبية في الدار البيضاء عدداً من أزقة وشوارع أكبر المدن المغربية التي حتَّم عليها الحجر الصحي وارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كورونا» إقفال مجموعة من المرافق ومن بينها الحمَّامات.مرت ثمانية أشهر طويلة على إغلاق الحمامات التقليدية في الدار البيضاء دون أي بصيص أمل في إعادة فتحها أمام أهالي المدينة، على الرغم من فتح أبواب الآلاف منها في مدن مغربية أخرى عقب التخفيف التدريجي للحجر الصحي ابتداء من يونيو 2020 الماضي.

وقبل أيام قليلة، تناقلت وسائل إعلامية محلية أنباء عن قرار بإغلاق جميع الحمامات التقليدية والعصرية يشمل كل المدن المغربية دون استثناء، إلى حين تحسن الوضعية الوبائية في المملكة حماية لصحة المواطنين، الأمر الذي نفاه ربيع أوعشى، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أرباب ومستغلي الحمامات التقليدية والرشاشات في المغرب.وقال إن قرار الإغلاق شمل حمامات مدينتي الرباط وسلا فقط لأسباب صحية على أن يتم فتحها لاحقاً، لافتاً إلى غياب أي قرار رسمي صادر عن وزارة الداخلية والقائل بإغلاق الحمامات بربوع البلاد «نؤمن ببلاغات الداخلية لا بالأخبار والشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي» يقول أوعشى.وأوضح أن الجامعة الوطنية لجمعيات أرباب ومستغلي الحمامات التقليدية والرشاشات في المغرب ما زالت تطرق جميع الأبواب من أجل إيجاد حل للموضوع، وفق ما تكفله القوانين والدستور المغربي، واستطرد قائلاً: «راسلنا المسؤولين والتقينا رؤساء الفرق الحزبية دون استثناء، ونستعد للتواصل مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، فإذا غلقت جميع الأبواب دوننا سنقوم باستعطاف الملك محمد السادس، لأنه سيعطف علينا».

غضب وسخرية

وإلى جانب حمامات الدار البيضاء، يشمل الإغلاق التام كلاً من فاس والقنيطرة وأغادير لتنضاف إليها مؤخراً مدينتا سلا والرباط. وعرفت عدة مدن مغربية احتجاجات مطالبة بالسماح للحمامات باستئناف نشاطها بشكل عادي، كما انتشرت موجة من الغضب والتندر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.ودعت نقابة «الحمَّامات والرشاشات العمومية للاتحاد العام للمقاولات والمهن بالدار البيضاء» الأرباب إلى إجراء خبرات للوقوف على مدى الأضرار التي ألحقت بحماماتهم وتجهيزاتها من أجل الاستعداد لرفع دعوة قضائية ضد الحكومة المغربية من أجل التعويض عن الضرر».واستغربت النقابة من القرار الحكومي القاضي بتمديد «فترة الحجر الصحي لمدة أسبوعين إضافيين، مع الاحتفاظ بجميع الاحترازات المتخذة من قبل ومن بينها الإبقاء على إغلاق الحمامات وهو قرار حكومي وليس بقرار ولائي أو عاملي» تقول الهيئة النقابية.

بالنسبة لأوعشى الذي نعى القطاع مؤكداً تعرضه لانتكاسة كبيرة، فإن المشتغلين بالحمامات يعانون الأمرَّين، وتساءل: «كيف ستكون نفسية عامل لم يشتغل منذ شهور؟».تشكل «الكسّالات» وهن النساء اللواتي يعملن داخل الحمامات التقليدية في المغرب، الحلقة الأضعف والأكثر هشاشة اقتصادياً واجتماعياً، ويُقدِّمن خدمات متعددة للزبونات، ابتداء من دهن مواد طبيعية على أجساد الزبونات كالحناء والصابون الأسود المغربي (البلدي) وتقشير الجلد والتدليك مما يجعل النساء يتمتعن ببشرة ناعمة ونظيفة‬ ويتخلَّصن من التعب والتوتر.18 عاماً قضتها «مي حليمة» في هذه الحرفة، متنقلة ما بين فضاءات الحمام ذات درجات الحرارة المتناقضة ما بين الخارجي البارد – حيث تضع النسوة أمتعتهن ـ وبين قاعات الاستحمام الداخلية الثلاث التي تتدرَّج فيها درجات الحرارة من الأبرد إلى الأكثر سخونة.

وعلى الرغم من كل المجهودات التي تبذلها العاملة الخمسينية بأحد الحمامات التقليدية في مدينة سلا (قريباً من الرباط) فإن أجرها اليومي تتقاضاه في الأساس من الزبونات ويُحدَّد على الغالب في 5 دولارات للواحدة، ويبقى لكل زبونة أن تجود بما تستطيعه فوق عتبة الأجر المتعارف عليها.«ساعات طويلة أقضيها في الحمام تصل إلى عشر ساعات، متنقلة ما بين مكان ساخن ومليء بالبخار ومكان بارد حيث أنتظر إشارة من إحدى الوافدات لأتبعها من جديد نحو الداخل» تحكي «الكسَّالة» متابعة: «في آخر اليوم يكون لزاماً عليَّ أن أمنح صاحب الحمام يومياً ثلاثة دولارات، وأربعة يومي السبت والأحد، على اعتبار أن التوافد على الحمام يزيد خلال عطلة نهاية الأسبوع».بالنسبة لحليمة وزميلاتها، فإن جائحة «كورونا» كانت بمثابة كابوس جثى على صدورهن، تحكي مي حليمة بأسى وأسف كبيرين «عشت على معونات الدولة خلال بداية الحجر الصحي المنزلي، قبل أن يتم السماح بفتح الحمامات من جديد وإن بقي التوافد قليلاً بسبب الخوف من العدوى، قبل أن يتقرر إعادة إغلاقها منذ أيام».

طقوس لا تتقادم

«للاَّ (سيدتي) زينة وزادها نور الحمام» مثل شعبي مغربي يؤكد أن الحمام لا يزيد المرأة إلا نوراً وجمالاً، وسر المغربيات يتمثل في المراحل أو «البروتوكول» الذي يتَّبِعنه منذ ولوجهن الغرفة الأولى للحمام (الأقل سخونة) حيث يبدأن بتدليك ناعم لكامل الجسد بالاستعانة بالصابون الأسود المغربي (الصابون البلدي).للمغربيات علاقة وطيدة مع الحمام، فعلى الرغم من المشاغل الكثيرة والضغط اليومي لا بد من زيارة أسبوعية واحدة على الأقل للحمام الذي لا يعد مكاناً للنظافة فحسب بل فرصة للاسترخاء، وحتى عِمارة الحمام الشعبي المغربي تختلف عن باقي البنايات المجاورة له بنوافذ خاصة وفسيفساء مميزة، وثلاث غرف فسيحة وساخنة تؤدي إحداها إلى الأخرى، فيما يُخفِّف البخار من وَهَج الإضاءة.بداية، يُستعمل «الصابون الأسود» وهو أفضل أنواع الصابون، ويصنع من مواد طبيعية ودون مواد حافظة معتمداً على خصائص مرطبة ومغذية، وقد يُمزج بزيوت عطرية وببعض الأعشاب التجميلية الطبيعية.
قبل المرور للتَّقشير، وهي عملية حك الجلد برفق قصد التخلص من الجلد الميت، لا بد للمستحِمَّة أن تنعش جسدها بخليط الحناء والقرنفل والريحان ما يجعل النساء يتمتعن ببشرة مشرقة وناعمة ونظيفة.

ولعل آخر خطوة تختم بها المستحمة مُتعَتها هي تدليك وتمديد الأطراف للتَّخلص من تعب أسبوع كامل، وهي العملية التي يطلق عليها «تْكسال» ومنها اشتقت تسمية العاملات بالحمامات التقليدية بـ«الكسَّالات».بالعودة إلى «مي حليمة» فهي لا تعلم كم من الوقت ستتوقف فيه عن العمل وإن كان إعادة فتح الحمامات بمدينتها سيتأخَّر، أم إنها مسألة أسبوع أو اثنين، كل ما تعلمه أن عليها العمل بشكل يومي ضماناً لقوتها وقوت والدتها وابنيها. أما ربيع أوعشى رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أرباب ومستغلي الحمامات التقليدية والرشاشات في المغرب، فما زال ينتظر انفراجةً عساها تكون قريبة، بعد تلقيه وعوداً من طرف مسؤولين وسياسيين، ممن أبدوا تفهمهم وتعاطفهم مع الملف واعدين بنقله نحو قبة البرلمان.

قد يهمك أيضا:

 السماح لحمامات كلميم في المغرب باستئناف عملها

 تفاصيل جديدة بشأن فتح الحمامات في الدار البيضاء

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إغلاق الحمامات يغضب المغاربة ومن يعمل فيها يعيش المعاناة بسبب انتشار كورونا إغلاق الحمامات يغضب المغاربة ومن يعمل فيها يعيش المعاناة بسبب انتشار كورونا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
المغرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib