اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب
آخر تحديث GMT 00:24:21
المغرب اليوم -

اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب

الأطفال الذين ظلوا على قيد الحياة بمفردهم في حلب
لندن - كاتيا حداد

نجا ستة أطفال، بينهم رضيعًا عمره 9 أشهر، بعد تعرض منزلهم للقصف، في مدينة حلب السورية، وظل الأطفال بمفردهم طيلة 8 أسابيع، وتحمل الأطفال واحدة من أعنف الغارات الجوية منذ بدء الحرب التي استمرت لمدة 6 أعوام في سورية، حيث أخرجت القوات الحكومية السورية، التي تدعمها الغارات الجوية الروسية المتمردين من المدينة، وعاش الأطفال على قطعة من الخبز يوميا، مستخدمين قصاصات الأوراق من أكوام القمامة، في مسح الجزء السفلي من جسد شقيقهم الرضيع، بينما شرب الشقيق الأكبر محمد، الذي يبلغ 12 عامًا، العطر لاستخدام الكحول الذي يحتويه كمخدر للألم في ظل حياتهم المعدمة.
اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب

وأجبر الأطفال وهم: هنادي البالغة 10 أعوام، وإبراهيم، 9 أعوام، وضحى التي عمرها 6 أعوام، وزكريا، 5 أعوام، ويامن، 9 أشهر، على الدفاع عن أنفسهم بعد اختفاء والدهم المقاتل المتمرد والقبض على والدتهم كشريكة، ويقول محمد الشقيق الأكبر الذي اتخذ مكانه على رأسه الأسرة رغم صغر سنه: "لست خائفا من العيش هنا، تم تدمير منزلنا ولا أعرف لماذا اعتًقلت والدتي، الآن أنا أعتني بالجميع".

ويعيش الصغار الآن، في أمان نسبيًا داخل دار أيتام سورية، لا يمكن الكشف عن مكانها، وتم إنقاذ الأطفال بواسطة العاملين لدى منظمة "Caritas"، بدعم من المنظمة الخيرية الكاثوليكية للتنمية الدولية، في المملكة المتحدة في 2 فبراير/ شباط، وعثر رجال الإنقاذ على الأطفال يعيشون في ظروف يرثى لها، مجتمعين أسفل البطانيات المتسخة في غرفة صغيرة في الطابق الأول، من منبى نصف مدمر، وأفاد العاملون في الجمعية الخيرية أن رائحة البول والبراز ملأت الغرفة وكان الدرج شبه مسدود من قطع الأسمنت التي سقطت من السقف الذي مزقته الغارات، وكان الحي نفسه في حلب خاليًا من الكهرباء والتدفئة والمياه والغذاء والعمل فضلا عن عدم وجود مستشفى أو مدرسة واحدة مستمرة في العمل.
اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب

وأظهرت صور مروعة الأطفال يحيطون بمباني عليها آثار الرصاص والفوارغ، فضلا عن الشوارع المتربة، وكان الأطفال يبحثون في حطام المباني عن قطع النحاس لتجارتها من أجل الغذاء والمياه النظيفة، من التجار الذين يتطلعون للاستفادة من هذا الوضع البائس، ويضيف محمد: "كنا نأكل مرة واحدة في اليوم في الصباح وعادة تكون خبزًا فقط وأحيانا نحصل على الطعام من الجمعيات الخيرية"، وتوضح هنادي الفتاة الوحيدة في المجموعة، " قبل الحرب كنا نذهب أنا ومحمد إلى المدرسة أما الآخرين فلم يذهبوا للمدرسة من قبل، الوضع مخيف ليلا هنا، ذات مرة جاء رجل وسرق طعامنا وحاولنا إغلاق الباب".

وكانوا يعيشون بمفردهم في هذا المبنى بعد أن دمر منزلهم في القصف أثناء وجودهم بداخله حيث كانوا تحت الأنقاض، ويقول محمد الذي تم سحبه وأشقائه من تحت الأنقاض بواسطة جرافة: "كنا في المنزل عندما قصفته قنبلة، سمعنا دويا قويا وكنا خائفين للغاية وكان هناك الكثير من الأنقاض والدخان ورائحة مثل الكلور، وأنقذنا الجيران وأحضرونا إلى هنا".

وتنقل عمال الإنقاذ من منزل إلى آخر في مدينة حلب الشرقية، باحثين عن المحتاجين حيث صادفوا محمدًا يمشي في الشوارع حافي القدمين وشعره مملوء بالتراب، واصطحبهم إلى الغرفة التي يعيش فيها شقيقه الرضيع يامن، برفقة الأشقاء الأكبر والذين لخت بشرتهم بالتراب، ويقول باتريك نيكلسون مدير الاتصالات لدى Caritas International " الرائحة كانت مروعة مثل النفايات البشرية، يمكنك تخيل طفل دون حفاض لمدة شهرين، كل الأطفال غطاهم التراب وكانوا يعيشون في غرفة واحدة وكان هناك غرفة أخرى مملوءة بالقمامة".
اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب

وكشف عامل سوري، في المنظمة الخيرية، أن تعبيرات الأطفال ظلت فارغة تماما جراء الصدمة، مضيفا "لم أره يبتسم أبدًا، لا أعتقد أنه رأى ابتسامه مطلقا لتقليديها"،  ولاحظ العاملون محمد يخفي زجاجة عطر كان يشرب منها سرا عندما أوشك الأطفال على مغادرة المنزل، وأوضح نيكلسون "كان يشرب منها من أجل الكحول، إنه أمر مزعج للغاية، وقال الجيران، إن والديه كانوا يفعلون ذلك أيضا، لذلك ربما كان يفعل ذلك لتخدير الألم، كان شجاعًا بشكل لا يصدق، استطاع قضاء شهرين مع أشقاءه على قيد الحياة ما يدل على أنه وإخوته لديهم براعة كبيرة للبقاء على قيد الحياة دون حماية".

ولا يعرف أحد، ما حدث لوالدي الأطفال كما غادرت بقية العائلة إلى تركيا، وظل مكان وجود الوالد وهو مقاتل في الجيش السوري الحر غير معروف، ولم يعرف عمال الإنقاذ في أي سجن توجد والدة الأطفال.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب اكتشاف 6 أطفال ظلوا 8 أسابيع أسفل حطام منزل تعرض للقصف في حلب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib