باريس ـ مارينا منصف
يكشف فيلم وثائقي فرنسي إجبار تنظيم "داعش" المتطرف للأطفال الذين تبدأ أعمارهم من خمسة أعوام على تنفيذ حكم الإعدام وقطع أطراف السجناء ، ويعرض الفيلم مقابلة مع ثلاثة أطفال أشقاء ، تتراوح أعمارهم بين خمسة وتسعة و 11 عامًا ، يكشفون جرائم "داعش" الوحشية ، وإجبارهم على قطع أطراف السجناء بمنجل حتى الموت بسبب فقدان الكثير من الدماء.
وقال أحد الأطفال ، وتدعى هادية "11 عاما" : "جاء رجل من التنظيم وأخبرنا ان نقطع قدم وذراع سجين ، وتطعنه في وجهه بسكين، وإذا لم تقوموا بذلك، فسآخذ ثلاثة منكم بعيدًا عن أمكم، وسوف اقتلك".
وأضافت أحد الأطفال "كنا خائفين أن نقول لا ، ثم أعطى كل واحد منا منجل ، كما أنها قامت بقطع يد السجين ، وأن شقيقها الأصغر فادي "تسعة أعوام" ، قام بقطع قدم الضحية ، في حين طعن الطفل الأصغر شادي "خمسة أعوام" وجهه وعينيه.
وتظهر لقطات منفصلة من الفيلم الوثائقي التلفزيوني الفرنسي، أطفالًا آخرين لا يتجاوز أعمارهم ثمانية أعوام يجرى تدريبهم على استخدام الأسلحة ، ويأتي ذلك بعد نشر "داعش" فيديو دعائي ، في العام الماضي لإبراز الطفل "جوجو" ، البالغ من العمر 12 عامًا ، والذي ظهر في شريط فيديو يظهر 5 أولاد يعدمون مجموعة من المقاتلين الأكراد الأسرى.
يذكر أن الإرهابيين ، الذين هم الآن تحت الحصار من القوات العراقية في العاصمة الواقعية في الموصل، يستخدمون الأطفال الخائفين من الهرب كمفجرين انتحاريين وجنود في الخطوط الأمامية، ويطلقون عليهم "الأسود الصغيرة".
وقالت القوات الحكومية العراقية ، إنها واجهت أطفالًا تقل أعمارهم عن 10 أعوام خلال التقدم الأخير ، وفي مقابلة مع معلم سابق، يكشف كيف طبعت "داعش" كتب الرياضيات المدرسية الخاصة بها، في الكتب التي قام بوضع محتواها الجهاديون، تم استبدال صور حيوانات المزرعة المستخدمة للعمليات الحسابية، بالبنادق والقنابل.
كما حصل أصحاب الفيلم الوثائقي على مذكرة أرسلت إلى المدارس كافة ، التي تقع تحت سيطرة "داعش" ، تحذر معظم المواد الأكاديمية ، وأوضح إياد البالغ من العمر 14 عام ، وهو أحد الأطفال ممن تم تجنيدهم في صفوف التنظيم كيف يتعرض للضرب إذا لم يستكمل تدريباته الجسدية ، قائلًا إنهم يبدأون تدريبهم في الصباح الباكر، كان من بين الأشياء الأولى التي تعلمناها هي كيفية وضع القنابل".
واستكمل أصحاب الفيلم "لقد مارسنا الزحف إلى الأنفاق حتى نكون آمنين أثناء غارات القصف ، وخلال التدريب يتم ضربنا بكابل كهربائي إذا لم نكن قد فهمنا الدرس بشكل صحيح ، كما أنه من الممكن أن يطلقون النار بجوار أقدامنا حتى نشعر بالخوف والتهديد".
وأضاف إياد الذي أجبر على الإنضمام للتنظيم المتطرف منذ عامين "اعتقد أنه حتى لو هربت سيجدوني ، لذلك أجبرت على أن أكون مثلهم" ، وحصل المخرج على لقطات من داخل معاقل "داعش" يظهر فيها الأطفال في تمويه كامل يجندون آخرين ليكونوا جهاديين ، فيما يضطر الأطفال إلى مشاهدة أشرطة فيديو عن التعذيب، وقطع الرأس، وإعدامات أخرى على شاشات كبيرة في شوارع الرقة والموصل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر