سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات
آخر تحديث GMT 12:25:53
المغرب اليوم -

سكان صحراء كالاهاري يستخدمون "الصيد" للتغلب على المجاعات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سكان صحراء كالاهاري يستخدمون

سكان صحراء كالاهاري
واشنطن ـ رولا عيسى

طالما كان ينتشر بين شعب جو/هوانسي من كالاهاري مساواة واضحة، إنهم يكرهون النظم التي تؤدي لعدم المساواة أو الرياء، ولا يعتمدون على المؤسسات الرسمية في إدارة حياتهم، هذا ما جعلهم جزء من الحضارة الأكثر نجاحًا واستدامة في تاريخ البشرية.
سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات

وفي الستينيات من القرن العشرين، أصبح شعب جو/هوانسي من صحراء كالاهاري مشهورين لقلبهم وجهات النظر الراسخة عن التطور الاجتماعي رأسًا على عقب، وفي الواقع إسهامهم في فهمنا لقصة الإنسانية أكثر أهمية بكثير من مجرد جعلنا نعيد التفكير في ماضينا.

سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات

وإلى أن اشتهر شعب جو/هوانسي، كان هناك اعتقادًا سائدًا على نطاق واسع أن الصيادين جامعي الثمار تحملوا معركة شبه مستمرة ضد المجاعات، ولكن عندما قام عالم الأنثروبولوجيا الكندي الشاب "ريتشارد بي لي" بإجراء سلسلة من التحليلات الاقتصادية البسيطة للمدخلات والمخرجات عن "جو/هوانسي" أثناء دراسة حياتهم اليومية، وجد أنهم ليس فقط حققوا حياة جيدة من الصيد وجمع الثمار، ولكنهم فعلوا ذلك من خلال قضاء 15 ساعة عمل أسبوعيًا فحسب، وبناء على هذا أعاد علماء الأنثروبولوجيا وصف الصيادين جامعي الثمار بأنهم "مجتمع الأغنياء الأصلي".

ولقد سُلط الضوء على أهمية فهم كيفية تحقيق الصيادين-جامعي الثمار لمثل هذه الحياة الجيدة حديثًا فحسب، وذلك بفضل سلسلة من الدراسات والاكتشافات الأثرية، التي أظهرت أن سكان الصحراء أقدم بكثير مما كنا نتخيل أي وقت مضى، وقد اعتمدوا على الصيد وجمع الثمار باستمرار في الجنوب الأفريقي لأكثر من 150000 سنة.

وإذا كان يمكن الحكم على نجاح حضارة من خلال قدرتها على التحمل على مر السنين، وهذا يعني أن خويزان هي حتى الآن أكثر الحضارات نجاحًا واستقرارًا واستدامة في تاريخ البشرية.

إن سرعة تحول جو /هوانسي من مجموعة معزولة من الصيادين وجامعي الثمار إلى أقلية مهمشة في دولة تتطور سريعًا ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، وبقدر ما هي عملية محيرة بالنسبة لهم، فإنها تقدم منظورًا فريدًا من نوعه، ومزدوجًا للأشخاص الذين أصبحوا جزء من الاقتصاد المعاصر بالرغم من استبعادهم من المشاركة الكاملة فيه، والذين يتفاعلون مع الحداثة بأيادي وعقول الصيادين-جامعي الثمار.

وبالأخذ في الاعتبار الأدلة الأثرية والجينومية الجديدة، فإن هذا يعطينا أفكارًا رائعة بشأن كيفية الاستجابة لبعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحًا اليوم، ومن أهمها إدراك أن الصفات الأنانية مثل الحسد - والتي نعبر من خلالها عن سخطنا من عدم المساواة - كانت ميزة مفيدة لبناء التماسك الاجتماعي الذي مكن الصيادين-جامعي الثمار من جو/هوانسي من الازدهار كما فعلوا.

إلى حد ما، كان ثراء جو/هوانسي مبنيًا على ثقتهم الراسخة في وفرة الموارد ببيئاتهم، ومهاراتهم في استغلال هذا، فلا يزال بمقدور جو/هوانسي الاستفادة من أكثر من 150 نوعًا من أنواع النباتات المختلفة، ولديهم المهارة اللازمة لاصطياد أي حيوان يختارونه، ونتيجة لذلك، كانوا يعملون فقط من أجل تلبية احتياجاتهم الفورية، ولم يخزنوا الفوائض، ولم يحصدوا أكثر مما كانوا يستطيعون تناوله على المدى القصير.

فبالنسبة لجو/هوانسي، لم تكن "مشكلة الندرة" التي هي المشكلة البديهية في الاقتصاد الحديث، أمرًا يشغلهم، حيث لدى جو/هوانسي احتياجات قليلة يلبونها ببساطة، وكان ذلك ممكنًا لأنهم كانوا - ولا يزالوا - في المقام الأول يعتمدون على المساواة بينهم، ولم يتمكنوا من التقيد بنظم تؤدي إلى اللامساواة أو الرياء، ولم يكن لديهم مؤسسات قيادة رسمية، فيتمتع الرجال والنساء بسلطات صنع القرار على قدم المساواة، ويلعب الأطفال ألعاب غير تنافسية في مجموعات من فئات عمرية مختلفة، ويُعامَل كبار السن بمودة عظيمة، ولكن لا يُمنَحوا أي امتيازات خاصة، وهذا بدوره يعني أن لا أحد يهتم بجمع الثروة أو النفوذ، وبالتالي لا يفرطون في استغلال بيئتهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib