كشف والد المتطرف أحمد خان رحمي المشتبه به في تنفيذ تفجيرات نيويورك ونيوجيرسي أنه حذَّر السلطات من ابنه منذ عامين، مشيرًا إلى أنهم لم يضعوه على لائحة مراقبة المتطرفين, وأوضح محمد رحمي أنه أبلغ الـ"اف بي أي" بناءً على مخاوفه من أن ابنه قد يكون تطرف بعدما انفجر في نوبات غضب طعن خلالها أخاه نسيم وضرب زوجة ابيه, وأشار إلى أن المزاعم زادت من قلقه من أن قوة تطبيق القانون قد تكون المسؤولة عن تهرب رحمي من المراقبة.
وبين أن العنف المنزلي بالإضافة إلى زياراته المتكررة إلى افغانستان وباكستان جعلته مرشحًا للائحة مراقبة المتطرفين, وأضاف, "منذ عامين اتصلت بـ"اف بي أي" لان ابني كان يتصرف بشكل سيء جدا, ومنذ شهرين فحصوا سجله ووجدوا انه سليم وأنه ليس ارهابي، ولكنه بدون سبب طعن ابني وضرب زوجتي وتم سجنه عامين".
وقال مسؤولين في فريق تنفيذ القانون إلى "نيويورك تايمز" أن الـ"اف بي أي" قد فتح تحقيقًا بعد شكوى محمد من أن ابنه احتمال أن يكون ارهابي, وقد قيمت قوة تطبيق القانون رحمي، بناءً على تحقيقات الـ"اف بي أي".
واستجوب المحققين والده ولكنه تراجع عن تصريحاته وقال إن هذه التصريحات كانت تحت تأثير الغضب بسبب حادث الطعن الذي حدث في 2014 ومن غير الواضح إذا ما كانوا قد تحدثوا إلى رحمي, وفي النهاية أغلق المحققين ملف القضية بعدما فشلوا في العثور على أي دليل واضح على التطرف.
ويحاول المحققون معرفة ما اذا كان الشاب (28 عامًا) يعمل منفردًا أو له شركاء, وعلى الرغم من أن والد محمد تحدث مرتين إلى الصحافة خلال اليومين الماضيين إلا أن باقي أعضاء العائلة التزموا الصمت, وثارت الكثير من الاسئلة حو من كان على علم بهذه الخطة، وخاصة أن والدته وزوجته سافرا إلى الشرق الاوسط قبل الهجمات.
وتفيد المعلومات أن زوجة رحمي سافرت إلى باكستان قبل التفجيران وأوقفها المسؤولين في الامارات يوم الاثنين، وهو توقيف اعتيادي في الرحلات بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط, ولازال من غير الواضح ما اذا كان قد سمح لها بالسفر إلى باكستان أو تم احتجازها في الامارات أو أنها عادت إلى الولايات المتحدة الأميركية, فيما سافرت والدة رحمي إلى تركيا ثلاث اسابيع قبل الهجمات ولم تعد بعد إلى الولايات المتحدة, وتم احتجاز خمس افراد من العائلة اثناء عبورهم لبروكلين يوم الاحد مساء, وفي هذ الوقت كانت هناك انباء حول توقيف خمس اشخاص مسلحين يتوجهون إلى مطار جون كيندي.
وأثارت رحلات رحمي من وإلى افغانستان خلال الاعوام القليلة الماضية, تساؤلات من قبل المحققين الفيدراليين حول احتمالات أن يكون تم استقطابه وتدريبه من قبل جماعات ارهابية, حيث تم الكشف يوم الثلاثاء عن أن رحمي كتب عن رجل دين يدعى انور العولقي في دفتر وجد معه اثناء القاء القبض عليه, وقد كان رجل الدين أميركي المولد, مشيرًا إلى أنه ألهم الكثير من الارهابيين في الولايات المتحدة, كما أن هذا الدفتر كان يتضمن كتابات في تعاطف مع القضايا الجهادية, فضلا عن جزء من هذا الدفتر مكتوب فيه ضرورة قتل الكفار.
وذكَّر أسلوب التفجيرات في نيوجيرسي وتشيلسيا المحققين بتفجيرات ماراثون بوسطن, واعتقدوا أن رحمي من الممكن أنه كان يحاول تقليد هجمات بوسطن الذي نفذه اخوان عادا إلى موطنهما الاصلي.
ويبحث المحققين حول ما اذا كان أخو رحمي في افغانستان متورط في هذه الجرائم, علمًا أن رحمي واجه 5 اتهامات للشروع في قتل ضباط انفاذ القانون، وتهمتين تتعلق بحيازة سلاح, وكانت قيمة الكفالة 5،2 مليون دولار حيث انه لايزال في المستشفى بعد اصابته برصاصة اثناء نقله إلى السجن, وحتى هذه اللحظة لم يتم تلاوة حقوقه الدستورية عليه، فيما يواصل الاف بي اي التحقيق في الحادث قبل توجيه اتهام له بضلوعه فيها.
يُذكر أنَّ هجمات السبت الماضي خلفت 30 جريحًا, وقبل الهجوم بقليل شوهد رحمي على كاميرات المراقبة يتجول في شارع 23 في منطقة تشيلسيا يجر وراءه حقيبة بعجلات, يوجد بها المتفجرات التي استخدمت في الهجوم, فيما وجدت الشرطة قنبلة لم تنفجر على بعد عدة مباني عليها بصمات رحمي, ونشرت الشرطة صورة رحمي يوم الاثنين مع اشارة إلى أنه مطلوب للاستجواب وله علاقة بتفجيرات نيويورك وغيرها, حيث تم القاء القبض عليه في الحادية عشر صباحًا يوم الاثنين بعدما تعرف عليه صاحب بار واتصل بشرطة النجدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر