انطلاق أصعب انتخابات في إيطاليا بعد مقتل فتاة على يد مهاجر
آخر تحديث GMT 15:57:51
المغرب اليوم -

انطلاق أصعب انتخابات في إيطاليا بعد مقتل فتاة على يد مهاجر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انطلاق أصعب انتخابات في إيطاليا بعد مقتل فتاة على يد مهاجر

أصعب انتخاباتها بعد حادث قتل فتاة
موسكو ـ ريتا مهنا

ارتدى الفاشيون في إيطاليا السترات السوداء الانتحارية والقمصان السوداء، في ساحة رئيسية محاطة بالمقاهي على الرصيف، وكان في مواجهتهم العشرات من رجال شرطة مكافحة الشغب مسلحين بالهراوات والدروع، واندلعت شظايا الاشتباكات، مع محاولة مرتدي القمصان السوداء من حزب اليمين المتطرف يسمى فورزا نوفا "القوة الجديدة" لدفع طريقهم إلى المدينة، ولكن الشرطة أجبرتهم على العودة، ودفعتهم بدروعهم حيث هتف المتظاهرون شعارات من وقت موسوليني وأعطوا تحية مسلحين.

ووقعت المواجهات في بلدة ماشيراتا وهي بلدة هادئة تقع في تلال منطقة مارتش الشرقية ووصفها وكلاء العقارات والسفر بأنها توسكانا الجديدة، وتحاط البلدة بالثلوج والمناطق الريفية، ونادرا ما تتغلغل إلى عقول الإيطاليين، وذلك حتى نهاية الأسبوع الماضي، إذ دخل رجل شرطة إيطالي في حالة هياج، ويزعم أن لوكا تريني، استخدم مسدس غلوك لاستهداف المهاجرين الأفارقة الذين يعيشون في المدينة بشكل عشوائي، فأطلق النار على ستة منهم قبل أن يستسلم للشرطة تحت نصب تذكاري للحرب في عصر الفاشية.

وذّكرت الأنباء أن عملية إطلاق النار كانت انتقاما لموت فتاة بيضاء قبل بضعة أيام، تم قطع جثتها وحشوها في حقيبتين، حيث من فعل ذلك هو انوسنت اوسيجلي تاجر، نيجيري يبلغ من العمر 28 عامًا. وتحقق الشرطة في احتمال تورط أربعة مهاجرين نيجيريين آخرين، وسط تقارير تفيد بأن المراهقة قد تم تمزيق جسدها بدقة في محاولة واضحة لمحو أي دليل، ويحاول المحققون القرويون تحديد ما إذا كانت باميلا ماستروبيترو قد قتلت أو ماتت من جرعة زائدة من الهيروين، ودفع ذلك ماشيراتا، وهي مدينة جامعية جذابة بنيت من الطوب الملون الناعم، إلى طليعة الحملة الانتخابية الإيطالية حيث التصويت في 4 مارس/ آذار المقبل.

وبلور سفك الدماء مخاوف عديدة لنحو نصف مليون مهاجر ولاجئ تحاول إيطاليا التعامل معهم، ومن جهة أخرى، صعود اليمين، في بلدة تعود فيها أشباح الفاشية و بينيتو موسوليني. وفي هذا السياق، قال روبيرتو فيور، زعيم فورزا نوفا، حيث اشتبك أنصاره الفاشيون مع الشرطة في المشاجرة مساء الخميس، "نحن لا نتغاضى عن ما فعله تريني ولكن لا ينبغي أن يتحول إلى وحش، فكان هناك سبب يجعله يفعل ما فعله، كانت ردة فعله على القتل الوحشي، وهو أيضا ضحية لهذه الهجرة غير الخاضعة للرقابة ".

وقال يوجينيا باتيستي، رئيس مجموعة فاشية أخرى تدعى "فيام نيري" أو "اللهب الأسود"، إنه يتم تبادل اللكمات والركلات بين الشرطة والمتظاهرين "كان القتل من عمل المافيا النيجيرية التي تعمل في المخدرات، لدي ابنة تبلغ من العمر 20 عاما وأخشى السماح لها بالخروج ليلا ".

وبينما أعربت حكومة يسار الوسط والكنيسة الكاثوليكية عن رعبها إزاء إطلاق النار، شهدت الرابطة المناهضة للهجرة (الرابطة الشمالية سابقا) زيادة في الدعم، وهو ما اعترف به نصف المعتدلين، وكان تريني، يلف علم إيطاليا حول كتفيه عندما ألقي القبض عليه، وهتف له النزلاء في السجن.

ووصفه أحد وزراء الحكومة بأنه "فاشي أشعل علم ثلاثي الألوان"، ولكنه أصبح شهيدا ليس فقط بالنسبة إلى اليمين المتطرف، ولكن بالنسبة لبعض الإيطاليين العاديين الذين يتعاطفون مع الغضب الذي دفعه لإطلاق النار. وقالت صحيفة لاستامبا الوطنية "بالنسبة للكثيرين هو بطل"، أما صحيفة لا ريبوبليكا قالت "أصبح تريني نجما في السجن وهو من مشاهير الإجرام".

وعرض الإيطاليون العاديون، فضلا عن المجموعات الفاشية الجديدة، دفع المصاريف القانونية لـ"تريني"، الذي يحمل وشم سلتيك على جبهته وتاريخا من الارتباط مع أحزاب يمينية متطرفة، بما في ذلك العصبة التي لديها الآن فرصة أن تكون جزءا من الحكومة الإيطالية المقبلة، وفي روما، قامت مجموعة من الرجال يرتدون أقنعة سوداء بوضع لافتة ضخمة بعنوان "الشرف لوكا تريني" في جزء من مدينة، بونتي ميلفيو، التي كانت تميل لفترة طويلة إلى الفاشية، وسارعت الأحزاب الأخرى إلى إثارة النزعة الوطنية، وكانت حركة الخمس نجوم، وهي الحزب الأكثر شعبية في إيطاليا بطيئة بشكل ملحوظ لإدانة إطلاق النار.

وبعد أسبوع من إطلاق النار، لا تزال التوترات مرتفعة في ماشيراتا، المدينة ليست بؤرة للمشاعر اليمينية، حيث لديها تقليد قوي يساري، ويأتي عمدة حزبها من حزب اليسار الوسط الديمقراطي الذي يحكم على المستوى الوطني تحت رئاسة رئيس الوزراء باولو جنتيلوني، ولكن حتى هنا، هناك قلق عميق مع العدد الكبير للمهاجرين.

وقالت كريستينا ريتشي، مواطنة إيطالية "الناس يشعرون بالقلق، ومن اللافت للنظر أنه لم يتم إدانة صريحة لإطلاق النار" من تجار المخدرات النيجيريين، لقد سمحت الحكومة لجميع هؤلاء المهاجرين بالعمل والتواجد، إنها ليست قضية عرق، أنها قضية اجتماعية، اعتقد أن السياسيين ارتكبوا خطأ كبيرا ". وأضافت السيدة ريتشي، التي كانت تقليديا مؤيدة لليسار، إنها فقدت الثقة في الحزب الديمقراطي الحاكم، لكنها أصيبت بخيبة أمل أيضا من حركة الخمس نجوم المناهضة للحكومة، قائلة "أنا محتارة،  لا أعرف لمن سأصوت ".

وليس فقط السكان المحليين الذين يهتزون ويخافون، حيث يقول المهاجرون إنهم خائفون أيضا من التجول حول البلدة، وهم يشعرون بأنه تم تصنيفهم على أنهم قتلة، وقال دودا كولينز، 23 عاما، من ليبيريا، وصل إلى إيطاليا قبل ثلاثة أعوام تقريبا، إنه لا يزال ينتظر معرفة ما إذا كان سيحصل على حق اللجوء، موضحا "قبل إطلاق النار، لم يكن هناك أي مشكلة، لكننا نخاف الآن".

وقال ماتيو سالفيني، رئيس الرابطة الشمالية، الذي يريد طرد مئات الآلاف من المهاجرين "هذا هو اليسار الذي تلطخ الدماء أيديه، اليسار هو الذي ملأ إيطاليا بنصف مليون أجنبي، معظمهم ليس لديهم ما يفعلونه". وأضافت الحكومة أن وفاة السيدة ماستروبيترو كانت مأساوية ولكن لا ينبغي أن تستخدم في نشر الكراهية ضد المهاجرين، وقال اندريا اورلاندو، وزير العدل، إن الخطاب الناري الذي استخدمته مجموعة فورزا إيطاليا وحزب سيلفيو بيرلسكوني غير مسؤول بشكل عميق، وأضاف أن "تقديم تبرير للسلوك الإجرامي أو المتطرف يشكل خطرًا كبيرًا".

وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حركة الخمس نجوم ستكون الحزب الأكثر شعبية، فمن المرجح أن يثيرها تحالف الوسط اليمني الذي يتكون من فورزا إيطاليا وحزب يمين متطرف يدعى إخوان إيطاليا، وإذا استطاعوا الفوز بنسبة 40% من الأصوات، فإنهم سيشكلون حكومة، وإذا كانت هذه الانتخابات، كما تشير استطلاعات الرأي، لا تحصل سوى على نسبة تتراوح بين 35 و 37 % من الأصوات، فإنها ستضطر إلى عقد اتفاق مع قوة سياسية منافسة، وهي عملية معقدة قد تستغرق أسابيع أو قد تفشل تماما.

ولا تزال الحالة شديدة التعقيد، بالنظر إلى أن حوالي ثلث الإيطاليين يقولون إنهم غير متأكدين من كيفية التصويت، أو ما إذا كانوا سيصوتون على الإطلاق.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق أصعب انتخابات في إيطاليا بعد مقتل فتاة على يد مهاجر انطلاق أصعب انتخابات في إيطاليا بعد مقتل فتاة على يد مهاجر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib