جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة
آخر تحديث GMT 10:16:44
المغرب اليوم -
هاكرز صينيون يهاجمون وزارة الخزانة الأميركية سيارة من طراز "تسلا سايبرترك" تنفجر أمام فندق ترامب الفاخر في لاس فيغاس جنوب غرب الولايات المتحدة وزارة الخارجية الايرانية تستدعي السفير السعودي في طهران وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ضد تنفيذ بلاده حكم الاعدام في حق 6 مواطنين إيرانيين ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,553 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 جماعة الحوثي في اليمن تُسقط ثاني طائرة مسيرة أميركية من طراز "إم كيو-9 ريبر" خلال 72 ساعة وزارة الخارجية الإسرائيلية تعلن عن إصابة إسرائيليين اثنين في حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأميركية توقف مطار بن غوريون عقب اعتراض صاروخ اطلق من اليمن وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية شركة الطيران الإسرائيلية "العال" تُقرر استمرار تعليق رحلاتها من تل أبيب إلى موسكو حتى نهاية مارس 2025 منظمة الصحة العالمية تُطالب بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة
أخر الأخبار

جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة

محافظة الموصل
بغداد ـ نهال قباني

حُرّرت محافظة الموصل أخيرًا، في 9 يوليو/تموز 2017، وآنذاك كانت زينب إسماعيل على بعد 50 ميلا، وشاهدت الأحداث على شاشة التلفزيون، وغادرت أسرتها منزلها في ثاني أكبر مدينة في العراق صباح يوم 26 أغسطس / آب 2014، بعد أن حذرتهم صيحات آتية من الشارع من دخول جماعة "داعش" المنطقة، وكانت الشائعات قد سبقت لما كان يقوم به مقاتلو "داعش" للأسر التي لها صلات بالقوات العراقية – من  قطع الرأس والإعدام - وكذلك معاملة النساء والفتيات، والاغتصاب والزواج القسري، وكانت زينب تبلغ 17 عامًا في ذلك الوقت، أراد والدها محمد، المطور العقاري والمعلم، أن يخرج أسرته من الموصل بأسرع وقت ممكن، ولا سيما ابنه أمير (26 عاما) الذي كان يعمل لدى الشرطة.

جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة

ووصلوا إلى بهاركا، وهو مخيم للناس الفارين من جماعة "داعش"، بالقرب من أربيل، كانوا تقريبًا لا يحملون شيء معهم، كانوا يتصورون أنهم سيبقون لبضعة أشهر، ثم يعودون إلى ديارهم، وبعد 3 سنوات، كانوا لا يزالون هناك: زينب ، ووالديها، وخمسة أشقاء وشقيقات، يعيشون بين صفوف من الخيام الرمادية الصغيرة، المنتشرة عبر السهول القاتمة في شمال العراق.
واشتاقت الأسرة إلى العودة إلى حياتها السابقة، يمتلك والد زينب أربعة منازل في الموصل، كان يؤجر 3 منهم؛ كان يستمتع بالاهتمام بالحديقة ورؤية الأصدقاء، والدتها كوثر كانت تحب تحضير طبق المقلوبة (الأرز، لحم الضأن، الطماطم) و الضُلمة (الباذنجان أو الكوسة المحشوة بلحم البقر المفروم والأرز)، عندما كانت حرارة الصيف لا تطاق، كانوا يسبحون في حمام السباحة الداخلي للأسرة، كانت زينب على وشك أن تنهي امتحاناتها وتذهب إلى كلية الطب.

جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة

وفي بهاركا صلوا وانتظروا تغيير الأحداث، لذلك عندما بث التلفزيون في منزلهم المؤقت صور رئيس الوزراء حيدر العبادي يصل إلى الموصل لتهنئة القوات المسلحة العراقية على انتصارها على "داعش"، فقد شعروا بالأمل للمرة الأولى منذ سنوات، وما زادت إلا من عدم انتظارهم أكثر من ذلك للوصول إلى منزلهم.

جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة

وحدثت تحسينات في ظروف معيشة الأسرة أثناء مدة الإقامة، وكان والدها قد وصل إلى المخيم حاملا مبلغ 200 دولار، لكنه وجد وظيفة كمعلم في مدرسة المخيم، وعلى مدار ال 18 أشهر الماضية كان يتقاضى 200 دولار (150 جنيهًا إسترلينيًا) في الشهر، شيئًا فشيئا، فقد قام بتحسين حياتهم: قام بشراء تلفزيون (250 دولارًا)، ثلاجة (250 دولارًا)، منزل (700 دولار)، تعيش الأسرة الآن في بيت نصفه خيمة  ونصفه مبني من الخرسانة في واحدة من الأزقة الفوضوية في المخيم، يضم بيتهم ثلاث غرف، واحدة تستخدم كغرفة نوم، وآخري كغرفة جلوس والثالث كمطبخ، هناك حمام في الهواء الطلق في مكان قريب، ولدى محمد أيضا سيارة (تبرع بها له زملاؤه السابقون في التدريس)، والأسرة حرة في مغادرة المخيم والذهاب للتسوق إلى أربيل، وفي تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، حصلوا في نهاية المطاف على ما يكفي من المال لإرسال زينب إلى مدرسة ممولة من الحكومة للأطفال المشردين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 18 عامًا خارج المخيم مباشرة، المدرسة مجانية، ولكن يجب على الطلاب دفع ثمن الحافلة (30 دولارًا في الشهر)، والكتب، تقول زينب: "لا أستطيع أن أشرح لكم مدى سعادتي"، ولكن في الوقت نفسه كنت خائفة حقا، كنت خارج المدرسة لفترة طويلة، وكان من الصعب الدراسة بالطريقة التي أعيش فيها الآن ".

واجتازت أخيرًا الامتحانات التي كانت على وشك اتخاذها قبل ثلاثة أعوام في الموصل، وهي تنتظر النتائج، وهي تحتاج إلى الحصول على 95 من 100 للذهاب إلى كلية الطب، وتقول وهي تبكي: "لن أحصل على الدرجات"، "أردت أن أكون طبيبة، لكي يفخر بي أبي، وأيضا لمساعدة الفقراء، والآن لا أستطيع، لقد فقدت ثلاث سنوات من حياتي، وقد دمرت داعش كل شيء ".

جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة

وستعود العائلة إلى الموصل خلال شهر، وليس إلى منزلهم، الذي استولى عليه قائد تنظيم داعش ومن ثم تم نهبه وتدميره، ولكن إلى بارتيلا، وهي ضاحية تقع على بعد 13 ميلا إلى الشرق من المدينة، ويقول محمد إنه ما زال يخشى العودة إلى الموصل "لأن ابني أمير قد تعرض للتهديد ولم يكن الوضع مستقرا بعد، لكني أشعر بالأمان للذهاب إلى بارتيلا "، وربما يمكن لزينب إعادة الحصول على الامتحانات، وأضافت " ليس هناك ما يكفي من المال، نحن ثمانية في عائلتنا، إن الأمر لا يتعلق بي وحدي"، وعندما طلب المصور من زينب التقاط صورة، قالت "أنا لن أبتسم"، "لقد فقدت تعليمي ولا يمكن إعادته، لقد نسيت ما هي السعادة، أريدك أن تلتقط ذلك في هذه الصورة".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة جيل العراق الضائع يفصح أنّه نسي ما هي السعادة بعد أعوام من الحروب المدمّرة



GMT 11:46 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تكشف أن خمس الجيش البريطاني غير جاهز للقتال

GMT 07:26 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

روايات مرعبة لسجناء محررين من صيدنايا

GMT 09:30 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن ترفض بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية دائمة في غزة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
المغرب اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 06:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد
المغرب اليوم - مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد

GMT 02:24 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

سان جيرمان يبتعد بالصدارة بثلاثية في ليون

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

تفاصيل رد الفنانة سماح أنور على شائعة وفاتها

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 08:51 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

حقيقة وفاة الفنان حسن حسني

GMT 11:17 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

المدرب سباليتي يكشف سبب التعادل أمام روما

GMT 05:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

5 أنشطة تجعل عُطلتك أكثر إثارة في روتردام

GMT 15:01 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

قرود ضخمة تُهاجم جامعة سعودية بحثًا عن الطعام

GMT 03:45 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

استقرار سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الإثنين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib