المصالح الخاصة تبقي بعض الحروب في العالم محور اهتمام أميركي أكبر من غيرها
آخر تحديث GMT 08:01:30
المغرب اليوم -

المصالح الخاصة تبقي بعض الحروب في العالم محور اهتمام أميركي أكبر من غيرها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المصالح الخاصة تبقي بعض الحروب في العالم محور اهتمام أميركي أكبر من غيرها

المصالح الخاصة تبقي بعض الحروب في العالم محور اهتمام أميركي أكبر من غيرها
واشنطن ـ يوسف مكي

تحظى بعض الحروب مثل الحرب السورية باهتمام كبير مما يمكن أن يساعد على الضغط من أجل اتخاذ قرارات لحل الأزمة، ولكن يتم تجاهل حروب أخرى كثيرة مثل الصراع في اليمن.

هناك بعض الأسباب الواضحة ومنها أن نطاق الحرب في سورية كارثي وأسوأ بكثير مما هو الموجود في اليمن، ومع ذلك لايزال الاهتمام أيضاً غير معتمد على الأرقام. على سبيل المثال، الصراع في شرق الكونغو قتل وشرَّد الملايين من الناس ولكنه لم يتلقَّ الا اهتمامًا دوليًا قليلًا.

وتعد الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة الباقية في العالم، ومع ذلك يكون الاهتمام الأكبر للأميركيين خاصًا بشؤونهم الداخلية، ولهذا يتعجب كثير من الناس بسبب قيام القنوات الأميركية بتغطية المواضيع الخاصة بدول العالم بشكل أقل مما تفعله قنوات الدول الاخرى في تغطية الأخبار الخاصة بأميركا. ولذلك، يبدو أن الاهتمام الأميركي في غاية الاهمية وفي نفس الوقت صعب المنال بشكل محبط.

ولكن عندما يتساءل العالم لماذا تنسى أميركا الحرب في اليمن والصراعات الأخرى؟ تكون الإجابة هي أن هذا التجاهل هو الأمر الطبيعي وليس استثناء بسبب أن الولايات المتحدة لا تهتم بأي صراع الا اذا كان يتعلق بمصالحها الخاصة. ولذلك، فإن تجاهل الحروب الموجودة في جنوب السودان وسريلانكا واليمن هو أمر طبيعي للغاية، اما الحرب السورية فهي استثناء نادر بسبب عدة عوامل، لأنها تضع مصالح الولايات المتحدة في خطر، بما في ذلك حياة مواطنيها حيث أن تنظيم "داعش" قد قام بقتل رهائن أميركيين وارتكبوا هجمات إرهابية ضد الغرب.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما قد رفضت القيام بقصف سورية في عام 2013، وهذا ما أدى إلى حدوث نزاع سياسي داخلي قام فيه السياسيون والعامة بالتركيز على الأزمة السورية والتأكيد على أهمية الحرب. وعلى الرغم من اشتراك تنظيم "القاعدة" في الحرب اليمنية، لم يكن لهذا الأمر أي دور في التأثير على المصالح الأميركية والأوروبية. كما انه ليس هناك قصة واضحة في اليمن تحكي محاربة الخير ضد الشر، حيث أن البلاد قد تم تمزيقها من قبل مجموعة متنوعة من الفصائل المتحاربة على الأرض وضربات جوية تقوم بها المقاتلات السعودية التي تُعتبر حليفاً للولايات المتحدة.

وتعد الحرب اليمنية أقل جاذبية للمصالح السياسية الأميركية، فالمتمردون الحوثيون في اليمن لا يشكلون تهديداً مباشراً يمكنه جعل السياسيين الأميركيين يحشدون ضده. وعلى الجانب الآخر من الصراع تقتل الغارات الجوية السعودية المدنيين وتستهدف المستشفيات وعمال الإغاثة، وفي بعض الأحيان تكون هذه التصرفات مدعومة من الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من ذلك، ليس مستحيلًا لحروب اخرى أن تستحوذ على الاهتمام الأميركي. على سبيل المثال، كانت الأزمة في دارفور، السودان قضية شهيرة في الولايات المتحدة في بداية الألفية الجديدة على الرغم من أنها لم يكن لها أثر مباشر على المصالح الأميركية. ولكن الأزمة في دارفور كانت قد قامت بتقديم قصة بسيطة ومقنعة، حيث أن الرئيس السوداني عمر البشير وأعوانه كانوا يرتكبون الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء وأنه يمكن لأميركا وقفها. وعلى ما يبدو كان هذا الأمر وسيلة أميركية لتصحيح فشلهم في ايقاف الإبادة الجماعية في رواندا قبل عشر سنوات وإثبات أنهم قد تعلموا الدرس جيداً.

كما كان الصراع في دارفور مناسباً للحالة السياسية الداخلية في ذلك الوقت، حيث كان شعار "الخروج من العراق، إلى دارفور" قد قدم فكرة التدخل في دارفور كبديل لحرب جورج دبليو بوش الاستباقية على العراق. ولكن دارفور كانت مثل سورية استثناء وليست قاعدة.

وبالنظر إلى الصراع في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، يمكن أن نجد حالة مماثلة للوضع في دارفور وسورية. فقد ادت الحرب في الكونغو إلى مقتل ملايين من الناس بسبب العنف والجوع والمرض، كما شُرد الملايين ايضاً. ويستخدم المتمردون الاغتصاب كسلاح في الحرب ويقومون بتجنيد الأطفال.

وعلى عكس الصراع في دارفور، لم يكن هناك وجود لشخص سيء في حرب الكونغو. ولكن بدلاً من ذلك، كان هناك العديد من الجماعات المقاتلة التي ارتكبت جميعها جرائم فظيعة. وكانت الحرب في الكونغو لها علاقة بالمصالح الأميركية حيث أن شرق البلاد يعد مصدراً مهماً للمعادن المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، ولكن معظم الناس في الولايات المتحدة لا يعرفوت "التانتالوم."

وعلى الرغم من الحملات التي قامت بها بعض الصحف الأميركية، لم يتلقَّ شرق الكونغو أبداً اهتماماً من صناع السياسة الأميركية أو الرأي العام الأميركي.

هناك حروب أخرى دخلت دائرة الضوء للحظات ولكنها بعد ذلك تلاشت. عندما اختطفت جماعة "بوكو حرام" مئات الطالبات في شمال نيجيريا في أبريل/نيسان من عام 2014، اهتم الأميركيون بالواقعة وطالبوا بفعل أي شيء من أجل انقاذهن. ولكن مع مرور الأشهر بالاضافة الى فشل الحكومة النيجيرية في انقاذ الأطفال، تضاءل هذا الاهتمام.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالح الخاصة تبقي بعض الحروب في العالم محور اهتمام أميركي أكبر من غيرها المصالح الخاصة تبقي بعض الحروب في العالم محور اهتمام أميركي أكبر من غيرها



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib