القوات الحكومية تقتل طفلًا سوريًا لعب دور البطولة في مسلسل كوميدي عائلي أثناء مغادرته حلب
آخر تحديث GMT 11:22:13
المغرب اليوم -

القوات الحكومية تقتل طفلًا سوريًا لعب دور البطولة في مسلسل كوميدي عائلي أثناء مغادرته حلب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - القوات الحكومية تقتل طفلًا سوريًا لعب دور البطولة في مسلسل كوميدي عائلي أثناء مغادرته حلب

الطفل قُصي
دمشق - نور خوام

قُتل الطفل السوري الممثل قصي أبتيني (14 عامًا) الذي لعب دول البطولة في مسلسل سيت كوم الكوميدي في سورية التي مزقتها الحرب في هجوم صاروخي أثناء محاولته الهرب من المدينة المحاصرة حلب، وتم بث المسلسل الكوميدي " أم عبدة الحلبية" للمرة الأولى عام 2014 والذي قدم نظرة ساخرة للحياة في المدينة المدمرة، ولقب الممثل الصغير من قبل مشجعيه بالبطل الصغير إلا أنه قُتل عندما ضرب صاروخ السيارة التي كانت تُقله أثناء محاولته الفرار من المدينة، وتضمن العمل شخصية ربة منزل كوميدية تتشاحن مع زوجها ويلعب الأطفال كافة الأدوار، ولعب الطفل أبتيني دور الزوج وأصبح من المشاهير المحليين، وجرت أحداث المسلسل في واحد من البيوت الحجرية التاريخية في حلب المحاصرة من قبل القوات الحكومية.

ويعد المسلسل الأول من نوعه الذي يتم إنتاجه في مناطق يسيطر عليها المتمردون في سورية، وكشف المسلسل عند بثه على محطة محلية في حلب عن تعامل الناس من خلال الكوميديا مع كل من انقطاع الكهرباء والماء والشقاق بين الثوار والقصف والعنف، وعلى الرغم من تقديم الممثلين الأطفال لمحاكاة من شخصيات حلب التقليدية إلا أنهم جسدوا نوع من البراءة، لكن الواقع المأساوي حطم هذه البراءة في وقت سابق هذا الشهر عندما قُتل أبتيني، وأكدت وفاة الممثل الصغير معاناة حلب التي كانت المركز التجاري والثقافي لسورية لكنها تمزقت حاليًا بسبب القتال وتدمير كامل لعدد من أحيائها.

وقُتل عشرات الآلاف في المدينة منذ صيف 2012 عندما انقسمت حلب  إلى مناطق يسيطر عليها المتمردين ومناطق تسيطر عليها الحكومة وانقلب الجانبين على بعضهما البعض، وفي الأسابيع الأخيرة شددت القوات الحكومية حصارها على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في محاولة لقطع آخر الطرق للهرب، وبعد وفاة أبتيني بأيام توجه عشرات الرجال من منزله في جنازة رمزية ملوحين بأعلام المعارضة هاتفين " قصي ذهب إلى السماء وبشار هو قاتل الشعب".

وتم بث نحو 30 حلقة من مسلسل " أم عبده الحلبية" كل منها لمدة 10 دقائق على محطة المعارضة "تلفزيون حلب اليوم"، وتم تصوير المسلسل في حلب على الرغم من تعرضها للقصف بشكل شبه يومي، وفي إحدى أيام التصوير قفزت ثلاث فتيات أثناء التمثيل بسبب صوت انفجار ثم استكملوا دورهم في المسلسل، وذكر مخرج المسلسل بشار السقا أنه اعتمد على الأطفال في الأدوار لأنهم شهود على المجازر التي ارتكبها بشار الأسد ضد الطفولة، وتم تصوير المسلسل في أحد أحياء حلب الحجرية القديمة فضلا عن إدارة الحوار  باللهجة العربية المميزة للمدينة، وتم لعب دور أم عبده الحلبية بواسطة فتاة شابه تدعى رشا بينما لعب أبتيني دور زوجها أبو عبده، وأظهر الإثنان موهبتهما في لعب دور الزوج النمطي التقليدي بما يعكس الاستبداد والسلطة الأبوية، وكانت رشا فتاة ذكية طموحة تجيد التعامل مع العائلات المجاورة الذين يعيشون في الأحياء القريبة، وفي إحدى حلقات المسلسل زارتهم والدة أحد المتمردين طالبة زواج ابنها لأبنة أم عبدو، غلا أن أم عبده أخبرتها أن كافة بناتها متزوجين لأعضاء الجيش السوري الحر وهم المظلة العلمانية من المتمردين، وعندما علمت أن العريس من المجاهدين المتشددين الإسلاميين طالبت بمهر مرتفع لإحباط مفاوضات الزواج عمدًا.

وقررت أم عبده في حلقة أخرى مع صديقاتها تشكيل فصيل متمرد من الإناث، فيما قال لها أبو عبده " تريدين الذهاب إلى الخطوط الأمامية في حين أنك تخافين من الصرصور" ثم يخبرها أن هناك فأر تحت الأريكة لتقفز هي وتصرخ بينما هو يضحك ساخرًا، وفي مشهد آخر ظهر أبو عبده متجها مع المتمردين في غارة إلا أن أم عبده ثرثرت وأخبرت كافة الجيران ويأتي زوجها مصابا في كمين من قبل القوات الحكومية الذين علموا بأمر الهجوم المخطط له، فيما تفكر أم عبده مازحة " أتساءل كيف عرف الجميع بالأمر".

وأوضح السقا إلى "أسوشيتدبرس", " قصي ولد موهوب للغاية، نحن نبحث عن ولد ذكي، أردناه أن يكون حرًا مع الأفكار ودون خوف من نظام بشار الأسد وقسوته"، وكان أبتيني عمره 10 سنوات عندما اندلعت احتجاجات واسعة ضد حكم بشار الأسد في مارس/ أذار 2011، واشتبك سريعا مع الانتفاضة وشارك في المظاهرات المناهضة للأسد وكان يجلس على أكتاف أخيه الأكبر سنًا، وتحدث في مقاطع فيديو المعارضة منتقدًا حكومة الأسد وواصفًا تدمير حلب، وفي الوقت نفسه كان يلعب أدوارًا في المسرحيات المدرسية، حيث شهدت عفراء هاشم مديرة مدرسته موهبته وقدمته للمخرج السقا، وذكرت عفراء متحدثة عبر سكايب من حلب " كان طموحًا جدًا وعندما انتقل من التمثيل في المسرحيات إلى العمل في التليفزيون اتسعت أحلامه وحولت ما كان يعيش فيه"، وبعد دوره في المسلسل التليفزيوني حصل أبتيني على أدوار في المسرح المحلي، وفي الصيف الماضي لعب دور متمردًا قُتل  أثناء المعركة، وبكت والدته عليه في حين أخبرها أحدهم " يجب أن تفرحي من أجله لقد أراد الشهادة وحصل عليها".

وضُرب منزل ابتيني واصيب والده في القصف الأخير ما جعله قعيدًا على كرسي متحرك، وفي 8 يوليو/ تموز قرر والد أبتيني إرسال أطفاله خارج حلب، ولكن أثناء تواجد نجله في السيارة التي تقله على طول الطريق الذي يسيطر عليه المتمردون ضربها صاروخ، وفي فيديو للجنازة الرمزية للممثل الصغير شاهد والده على مقعده المتحرك متظاهرين حوله ممسكين بلافتة كتب عليها "قصي أبو عبده الحلبي كنت بطلًا صغيرًا، أخفت النظام بأعمالك العملاقة لذلك قتلوك".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوات الحكومية تقتل طفلًا سوريًا لعب دور البطولة في مسلسل كوميدي عائلي أثناء مغادرته حلب القوات الحكومية تقتل طفلًا سوريًا لعب دور البطولة في مسلسل كوميدي عائلي أثناء مغادرته حلب



GMT 10:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 09:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة الغذاء العالمي تكشف أن إسرائيل تقيد عمل المخابز في غزة

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا لن تغير سياستها بشأن نقل الأسلحة إلى إسرائيل

GMT 18:18 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مكتب نتنياهو يواجه 5 قضايا بعضها قيد التحقيق

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib