قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف
آخر تحديث GMT 10:01:38
المغرب اليوم -

قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف

الطاعون
رام الله - المغرب اليوم

ضربت المنطقة العربية، أوبئة كثيرة، وقتل فيها آلاف الناس، سواء في المدن العراقية، أو مدن في الشام، أو في بعض مدن وقرى مصر، إلا أن قرية صغيرة في فلسطين، كان ارتبط اسمها بالطاعون، هي عمواس، وصار يقال في المصنفات العربية القديمة وكتب الإخباريين العرب: طاعون عمواس.

وتلفظ عمواس، بشكلين، الأول عَمَواس، كما يرد في بعض أمهات العربية، وعِمَواس، بالكسر، كما يضبطها ياقوت الحموي في معجم البلدان الذي يحدد مكان تلك القرية بالضبط فيقول: "هي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس" وينقل من بعض المصادر التي يعتمد عليها تحديدا أدق لمكان تلك القرية: "كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس، ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم فشا في أرض الشام، فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة".

قتل 30 ألفاً
وفشا طاعون عمواس، في السنة الثامنة عشرة للهجرة. ويرد في (البداية والنهاية) لابن كثير، أن طاعون عمواس، مات فيه 25 ألفاً. وهو رقم كبير جداً قياساً بعدد السكان في ذلك الزمن. ويقول: "هذا الطاعون منسوبٌ إلى بلدة صغيرة يقال لها عمواس، وهي بين القدس والرملة، لأنها كان أول ما نجم الداء بها، ثم انتشر في الشام منها فنسب إليها، فإنا لله وإنا إليه راجعون". ويضيف بأن ثمة مصادر تقول إن طاعون عمواس قتل ثلاثين ألفاً.

وجميع الإخباريين العرب، مجمعون على أن طاعون عمواس، تسبب بموت عدد كبير من الصحابة، فضلا عن هلاك آلاف الناس، ومنهم من كان يموت وهو يتكلم أو يسقط أرضاً، فجأة، بحسب رصد إخباريين عرب جعلوا من عمواس اسماً أشهر من الطاعون نفسه.

ويروي الطبري في (تاريخ الرسل والملوك): "كان ذلك الطاعون يعنون طاعون عمواس، موتاناً لم ير مثله" ويقول: "كثر موته، وطال مكثه، مكث أشهراً حتى تكلم في ذلك، الناس". وتظهر من صيغ الإخباريين أن جائحة طاعون عمواس، لا مثيل لها، كما وصفها الطبري، خاصة وأنه لم يطلق تلك الصفة، على طاعون ضرب أهل الشام سنة 79 للهجرة، على الرغم من أنه كاد يفني أهل المنطقة لشدته، حيث قال: "فمن ذلك ما أصاب أهل الشأم في هذه السنة من الطاعون، حتى كادوا يفنون من شدّته! فلم يغز في تلك السنة أحدٌ فيما قيل، للطاعون الذي كان بها، وكثرة الموت".

طاعون عمواس، حصل في ذات السنة التي تسمى عام الرمادة "فتفانى بها الناس" بحسب الطبري. سنة 18 للهجرة، كانت في غاية القسوة على أبناء المنطقة، من الجزيرة العربية إلى الشام، من المجاعة الشديدة والقحط والجدب، إلى موت الآلاف بوباء طاعون عمواس: "كان طاعون عمواس في سنة ثماني عشرة، وفي هذه السنة، كان أول عام الرمادة، أصاب الناس محلٌ وجدب ومجاعة تسعة أشهر" يرد في (كتاب الطبقات الكبير) لابن سعد المتوفى سنة 230 هـ.

الطاعون الجارف لأنه يجرف كالسيل!
ويتحدث الإخباريون عن الوباء المذكور، لشدته وفتكه بالناس، كما لو أنه حدث تاريخي أو واقعة حربية، فيقولون مثلا عن فلان "كان شهد طاعون عمواس!".

وورد في (تاج العروس..): "طاعون عمواس، أول طاعون كان في الإسلام، بالشأم [الشام]". وينقل من مصادر: "عمواس، قرية بالشام، عرف الطاعون بها، لأنه منها، بدأَ". وبالنقل، ينفرد صاحب تاج العروس بمعنى لكلمة عمواس، فيقول: "وقيل: إنما سمّي طاعون عمواس، لأنه عمَّ وآسى: أي جعل بعض الناس أسوة ببعض".

وكان يشار إلى قوة الطاعون، بصفة عامة، بالجارف، فيقال الطاعون الجارف، لأنه يجرف الناس كجرف السيل، لكثرة عدد قتلاه، وقيل الطاعون الجارف بمرة من مرات الطاعون التي اجتاحت أرض العراق.

يذكر أن الشام ضربها أكثر من طاعون، في فترات مختلفة، في سنوات 107 للهجرة، و115. وكذلك الكوفة العراقية سنة 49 للهجرة، وواسط سنة 114، وضرب الطاعون الموصوف بالجارف العراق سنة 65 هجرية، وقتل فيه الكثير من أهل البصرة، وكان يشار إليه، لشدته، بالجارف فقط، دون حاجة لذكر كلمة الطاعون قبله، لاشتهاره بصفة الجرف التي استمدها من اجتياحه لحياة عدد كبير من الناس في ذلك الوقت.

قد يهمك أيضَا :

استطلاع يكشف مدى دعم الأميركيين لقرار اغتيال سليماني

مُسن ينقطع عنه الجميع فعرف السبب بعد أن وجد قبرًا باسمه وأكد أنه لا يزال حيّا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib