دمشق ـ نور خوام
تنتاب حالة من الذهول والإحساس بالصدمة، أنصار القوات الحكومية السورية ومختلف أركان حكمه، بعد الإعلان، الأربعاء، عن مقتل العميد في الحرس الجمهوري، عصام زهر الدين، في منطقة "حويجة صكر" التابعة إلى محافظة دير الزور، ويعدّ العميد زهر الدين، أحد أشرس ضباط القوات الحكومية السورية، في معاركها التي خاضتها ضد فصائل المعارضة السورية، خصوصاً في منطقة "بابا عمرو" التابعة إلى حمص، حيث كان زهر الدين قائداً لقوات اقتحام ذلك الحي الشهير الذي ارتبط اسمه بالثورة السورية.
وينحدر العميد عصام زهر الدين ابن الـ55 عاماً، من محافظة السويداء، وتتهمه المعارضة السورية بارتكاب أكثر من مذبحة ، منها مذبحة منطقة "مسرابا" التابعة إلى ريف دمشق، عام 2012، حيث قام العميد القتيل بتصفيات ميدانية لبعض عناصر المعارضة السورية في المنطقة، وتدرّج زهر الدين في مناصبه التي تولاها في جيش الأسد، وأصبح قائداً للواء "النخبة" في حرس الأسد الجمهوري. وقبل أن يكلفه بشار الأسد باقتحام حي "بابا عمرو" الحمصي، استدعاه إلى مقره والتقاه للتباحث بشأن اقتحام الحي المذكور، فكان العميد زهر الدين قائداً للحملة العسكرية التي شنها جيش الأسد على ذلك الحي، وخلّفت أعداداً كبيرة من القتلى والمصابين بين المدنيين وفصائل المعارضة السورية، وكذلك اشترك في عمليات مختلفة لجيش النظام السوري، آخرها في محافظة دير الزور التي قتل فيها.
وألمح بعض الإعلاميين السوريين المعارضين وبعض الناشطين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن مقتل عصام زهر الدين، قد يكون مرتبطاً بتصفيات يجريها نظام الأسد، أولا للتخلص من شخصيات منافسة للواء ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، وثانياً لإبعاد بعض الضباط الذين ارتبطت أسماؤهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة، كالعميد زهر الدين الذي تم إدراجه على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي عام 2017، هو وضباط من جيش الأسد.
وتشير مصادر المعارضة السورية إلى أن زهر الدين مسؤول عن عمليات قصف في درعا وحلب، أدت إلى مقتل وإصابة الكثير من السوريين وتدمير بيوتهم، ووضع اسمه على أكثر من لائحة وضعتها المعارضة السورية، بصفته "مجرم حرب"، ويشار إلى أن آخر المعارك التي خاضها العميد زهر الدين، كانت في محافظة دير الزور، وكان هو ضمن مجموعة من عناصر النظام الذين تعرّضوا لحصار عسكري فرضه "داعش". ويشار إلى زهر الدين بأنه قائد قوات الحرس الجمهوري في دير الزور، وكذلك يشار إليه كقائد للعملية العسكرية في المحافظة.
وسبق للعميد القتيل أن أثار ردود أفعال عنيفة بحقه، عندما علّق جثثاً مقطّعة، على الحامل المعدني لمكيّف هواء، والتقط معها صوراً أثارت وسائل التواصل الاجتماعي باعتبار تلك الصور تمثيلا علنياً بالجثث وتنكيلاً بها، تعتبره كل الشرائع الدولية من الجرائم التي يحاكم عليها مرتكبوها، وكان آخر موقف للعميد زهر الدين، ضد اللاجئين السوريين، عندما ظهر منذ أيام متوعداً ومهدداً اللاجئين السوريين في حال قرروا العودة إلى سورية، وقال لهم في فيديو لا يزال مرفوعا على وسائل التواصل الاجتماعي: "نصيحة من هذه الذقن، لا تَعودوا"، ثم ظهر بعدها بأيام على شاشة "المنار" التابعة لميليشيات "حزب الله" اللبناني، وحمل علم الحزب وقبّله وتوجّه بعبارات الثناء والشكر لأمينه العام حسن نصرالله.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر