أساليب فجة في تنكيل المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة
آخر تحديث GMT 08:54:29
المغرب اليوم -

أساليب فجة في تنكيل المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أساليب فجة في تنكيل المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة

نماذج من المجتمع المصري
القاهرة - مصطفى الخويلدي

شهد المجتمع المصري خلال الأشهر الماضية أساليب عقابية جديدة تعتمد على التنكيل والإهانة والـ "تجريص" لمن يراد معاقبته ، منها تجريده من ملابسه وإجباره على ارتداء قميص نوم نسائي، أو إجباره على ركوب حمار بـ"المقلوب" والطواف به في الشوارع ، أو تجريده من ملابسه والتبوّل عليه، أو ربطه في عمود الإنارة أوالذبح من الرقبة وكأن الأنسان أصبح " فرخة " .

واستجدت عائلة من قرية الخواجات التابعة لمدينة يوسف الصديق في محافظة الفيوم، زوج نجلتهم ،من قرية شعلان، وقاموا بـ"تجريصه" عبر إجباره على ارتداء ملابس زوجته عقابًا له على التشهير بها على صفحات فيسبوك ونشر صور خاصة لها، وقاموا بالطواف به في القرية، ردًا على طلبها الطلاق منه.

وانتقمت عائلة الزوج الذي "جُرِّص"، من عائلة "أبو شناف السالمونى"، في قرية شعلان، في الفيوم، واستدرجت شيخ البلد في قرية الخواجات، "ج. اللاهوني" أحد أقارب الزوجة وأُلبس قميص نوم أحمر ردًا على الواقعة الأولى. بعدها بحوالي ثلاثة أشهر.

وشهدت قرية العصارة التابعة لمركز الفتح  في محافظة أسيوط ، قيام عدد من شباب القرية بتجريد سائق " توك توك " من ملابسه وربطه بشجرة والاعتداء عليه بالضرب المبرح والسب والشتائم، بالإضافة إلى التبول.

وأوقف أهالي قرية تل الكاشف التابعة لمدينة الزرقا "لص فراخ وبط" في محافظة دمياط ، أثناء تسلقه أسطح منزل أحد أهالي القرية، وقيدوه بالحبال، ثم أركبوه بالمقلوب على ظهر حمار وطافوا به شوارع القرية .

وقُيِّد صاحب محل بيع مواد غذائية في منطقة العجيزي في حي أول، وعدد من الأهالي، لصًا في عمود الإنارة عقب التعرف عليه من خلال كاميرات المراقبة في المحل.

وقالت أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة عين شمس الدكتور شادية قناوي ، إن الدراما المصرية ساهمت إلى حد كبير في ذلك ، إلا أن هناك نقطة مهمة وهي ضرورة أن يضمن المجتمع حصول الشخص على حقوقه ، فعندما لا يحق المجتمع حقوق الإنسان فإن الأخير يسعى إلى أخذ حقه بيده بأي طريقة كانت . ومن ثم لابد أن يتحول الإنسان في كثير من الأحيان إلى ممارسة سلوك العنف في أخذ حقه، بيد أن من سلوك قيادة السيارة فليس هناك أي قواعد مرور توِّرث في مصر إطلاقًا، ومن ثم كل شخص يأخذ حقه بيده، وحتى الحق الذي يأخذه فهو حق باطل .

وأضافت " ما دامت الدولة لا تضمن حقوق المواطن، فهو يلجأ إلى الحصول على حقه بيده ". علاوة على الطبيعة الإنسانية التي نقول عليها طبيعة شريرة في الأصل، فالأديان السماوية والقوانين الوضعية جاءت لتقنين سلوك الأفراد في المجتمع . مؤكدة على ضرورة وجود تطبيق عادل للقانون.

وأضاف أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر هشام البحري، أن الأساليب التي استخدمها الأهالي كانت تستخدم قديمًا أيام حكم المماليك لمصر، مضيفًا إلى أن المجتمع المصري شهد حالات خلع لملابس  في الشارع مرات عدة من باب التنكيل بالضحية .

وأرجع البحيري سبب انتشار العنف في المجتمع المصري إلى استخدام الأهالي للعقاب الفردي بدلًا من القانون، لأن الشرطة ستسجن المتهم دون أن يراه الآخرون، ولكنهم  يريدون " فضحه " في العلن، بتطبيق شعار "من يريد الحق يأخذه بالقوة، وأفضل طريق للحق هو القوة "، وهنا يرون الحق من منظورهم فقط.

مؤكدًا على أن المسلسلات المصرية ساعدت في انتشار تلك الظواهر السلبية، إذ يأخذ الناس منها "قدوة"، وخير دليل على ذلك مسلسل "الأسطورة"، الذي عرض تنكيل البطل رمضان بآخر عبر " تلبيسه  قميص نوم وزفته في الحارة"، فتأثر الأهالي بذلك وطبقوا المشهد نفسه على أرض الواقع.

وذاته تقول أستاذة علم النفس، ورئيسة شعبة بحوث الجريمة والسياسة في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية سميحة نصر، إن هناك  ثلاثة أسباب جديدة لانتشار العنف من خلال التنكيل والإهانة، وهي الخلل في النسق القيمي لدى المجتمع، والضغوط الحياتية والنفسية، والرغبة في تأكيد الذات.

وأضافت أن المواطن عندما يضيق به الحال  يريد أن يخرج ما بداخله ضد الآخرين، بدوافع فرض السيطرة، مثل تلبيس شخص لآخر قميص نوم نسائي لإيصال رسالة لكل أفراد القرية بأن من يفتح فمه، فهكذا سيكون مصيره.

ومن جهته قال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء مجدي البسيوني ، إن ليست هناك أسليب عقابية أكثر من الذبح ، وهي منتشرة الآن بكثرة فنجد مواطن يذبح زوجته ، وآخر يذبح جاره . مشيرًا إلى أن المجتمع المصري يفهم الحرية بالخطأ ، فظاهرة العنف انتشرت واتخذت من ثورة يناير وثورة 30 يونيو سقفًا مرفوعًا من اللاأخلاقية ،وهذا ما نجده في الشارع حتي في قيادة السيارات ، فأصبح سلوك المواطن يتسم بالعنف ويرتكب أبشع الجرائم مثل الذبح.

 ويوضح أنه بعد ارتفاع سقف الحريات أصبح المواطن لا يخاف من القانون لأن القانون لا يطبق إلا إذا وجد الدليل الإدانة ، كما أن الأمن في هذه الفترة مشغول جنائيًا وسياسيًا وبعد ثورة 25 يناير والاعتداء على الشرطة، أصبح المواطن لا يخشى رجل الشرطة ولا يحترم القانون . كما أن هناك أفلام ومسلسلات هابطة ساعدت على انتشار تلك الأساليب . فضلًا عن تراجع دور المدرسة في تعليم النشأ، فاصبح الطالب منفلتًا ويعتدى على مدرسة وعلى والديه ، فضلًا عن تراجع دور الأسرة عن مراقبة الأولاد .

وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق أن دوافع ارتكاب هذه الجرائم تكون بسبب عدم قدرة حصول المواطن على حقه ، أو أن جريمة مشابهة ارتكبت من قبل فرد المجني عليه أخذ حقه بنفس الصورة . .

وطالب " البسيوني " بضرورة فضح من يرتكبون مثل هذه الجرائم بأن يسلط الإعلام الضوء عليهم ، وأن تكون محاكمتهم سريعة جدًا وعلانية تتم خلال شهور ، ويتم وضعهم في سجون خاصة واقترح البسيوني ، عودة لجان المصالحات مرة أخرى ، حيث إنها تساعد في إنهاء الخلافات من جذورها .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساليب فجة في تنكيل المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة أساليب فجة في تنكيل المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib