دمشق ـ نور الخوام
قتل البريطاني جاك هولمز، والذي عمل سابقًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، خلال قيامه بإزالة الألغام في مدنية الرقة السورية، المحررة أخيرًا من قبضة تنظيم "داعش" المتطرّّف، وقاتل هولمز، الذي غادر منزله في باركستون في مقاطعة دورستيه البريطانية لمحاربة المتطرفين، ضمن وحدة قتال "داعش" من المتطوعين الغربيين التابعة إلى وحدات حماية الشعب الكردستاني، حيث قُتل بعد أسبوع فقط من المساعدة في تحرير عاصمة تنظيم "داعش" "الرقة، وكان قد سافر إلى المنطقة التي مزقتها الحرب عام 2015 وانضم إلى الوحدة "223" من قوات حماية الشعب.
وظهر هولمز في صورةٍ نشرها على صفحته على "فيسبوك" مع الغربيين الآخرين - من دول بما في ذلك كندا والنرويج وإيطاليا - يحملون بندقية ويرتدون الملابس العسكرية، وكان بجانبه في الصورة أيضا ريان لوك البالغ من العمر 20 عامًا من شيشستر الذي أطلق النار على نفسه في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي لتجنب القبض عليه في الرقة، كما يظهر زميله البريطاني توني جدينجز، وهو قائد فريق إطفاء يبلغ من العمر 45 عامًا، من هاتفيلد، في مقاطعة "هيرتفوردشاير" الذي يعتقد الآن أنه قاد عاد إلى بريطانيا، وضمت الوحدة الدولية أيضًا الإيطالي ماركو لا كافا، الذي يقال إنه عاد إلى موطنه، وكذلك هيلج براكين، وهو عامل إسعاف من النرويج وكذلك الكندي ستيف كرسنيك من محاربي المشاة الذي يعتقد الآن أنه عاد إلى وطنه.
ونشر هولمز الصورة مع تعليق، قال فيه إنّه "علينا جميعا أن نفخر بهذه الصورة ونظهرها للجميع"، ووفقا لصحيفة التايمز، تستخدم الوحدة شعار الجمجمة مع تعليق "أنا لم أسقط من السماء، أنا في طريقي للخروج من الجحيم"، وفي الوقت نفسه، ظهر هولمز في آخر رسالة له علي موقع "إنستغرام"، خلال قيامه باستكشاف سجن "داعش" المحرّر قبل ساعات قليلة من مقتله في عملية إزالة الألغام الأرضية في الرقة، ونُشرت الصور والفيديو على الإنترنت قبل وقت قصير من وفاته، الشاب البالغ من العمر 24 عاما وزملائه يسيرون في الملعب الرياضي الذي كان يستخدمه داعش كمقر للإعدام والتعذيب.
وكان المتعصبون يختبئون في الساحة خلال آخر موقف دموي وهم يقاتلون القوات الديمقراطية السورية المدعومة من الولايات المتحدة، ونُشر شريط فيديو هولمز في أثناء سيره في الملعب على حسابه في إنستاغرام مع تعليقه: "نسير في ملعب الرقة للمرة الأولى منذ انتهاء المعركة. قضينا أسابيع نرى هذا المكان من مئات الأمتار بعيدا"، وبعد ساعات من نشر المقطع قتل هولمز، وكان المركز الرياضي يعرف باسم "الإستاد الأسود" وكان يضم شبكة الأنفاق تحت الأرض تحتوي زنازين سجن وغرف تعذيب. وقد تعرض سجناء المتشدّدين إلى عقوبات مروعة بينما قطعت رؤوس آخرون في الساحة، وبعد المشي حول الملعب، كتب هولمز، وهو موظف سابق في تكنولوجيا
المعلومات، على "إنستغرام"، "صور من الملعب وتحته"، وكان هولمز يقاتل ضد "داعش" مع وحدات حماية الشعب الكردستاني منذ يناير 2015 - علي الرغم من عدم تلقيه أي تدريب عسكري في السابق. وقالت والدته انجي بلانين إن الشاب البالغ من العمر 24 عاما قتل خلال قيامه بإزالة الألغام في مدينة الرقة المحررة حديثا يوم الاثنين، وقالت "كان يقوم بما كان يؤمن به وكان لديه شجاعة للخروج والقيام بشيء حيث اعتقد أن الغرب لم يقوم بما فيه الكفاية حياله، لقد شعر أن هزيمة داعش ليست مجرد مشكلة سورية، أو مشكلة الشرق الأوسط، إنه كانت مشكلة عالمية، أراد أن يذهب ويفعل شيئا حيال ذلك وليس مجرد أن يكون محارب على لوحة المفاتيح. إنه بطل في عيني وسوف يكون دائما كذلك".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر