يعتمد استمرار الحب بين الزوجين على عوامل عدّة، حيث يحاول كل طرف إسعاد الآخر، والحفاظ على العلاقة المشتركة التي تجمعهما، إلا أنَّ الصفات الغالبة على العلاقات تتمثل في الاحترام المتبادل، ومساندة الزوجات لأزواجهن وقت المحن، ومحاولة الأزواج تنظيم أوقات عملهم لإسعاد زوجاتهم، وترفيههنّ بعيدًا عن روتين الحياة اليومية، بعيدًا عن الأنانيّة.
وتعتبر قصة جيم وعزرا هاريس، البالغين من العمر 74 عامًا، من الشواهد التي تؤكّد إمكان استمرار الحب بين الزوجين، والتي بدأت منذ 56 عامًا، حيث كانوا يعيشون في إحدى قرى سانت كاترين، في جامايكا.
وهاجر عزرا إلى إنكلترا، وهو في الـ19 من عمره، وسافرت إليه جيم بعد شهرين، وتزوجا في آب/أغسطس، واستقرا في برادفورد عام 1958، حيث أنجبا ثلاثة أبناء، أكبرهم جينفر ذات الـ55 عامًا، ولديهم 4 أحفاد.
وكشف الزوج أنّه "من أسباب ستمرار علاقتهما أنّه كان يحاول دائمًا معاملة زوجته بطريقة جيدة، وكان حريصًا على التنزه معها بصفة دائمة".
والتقت باربرا (72 عامًا) وميك ويلسون (79 عامًا) للمرة الأولى في عام 1960، وتزوجا عام 1962، واستمر زواجهم لمدة 54 عامًا.
ويعيش الزوجان في بوري سانت آدمونز، ولديهم طفلان، وأربعة أحفاد، وتعمل باربرا كطبيبة نفسية عصبية، بعد أن شجعها زوجها على التعلم، عوضًا عن كونها ربة منزل فحسب، بينما ميك فكان يعمل مدرس لغة إنجليزية قبل إحالته للتقاعد.
واستمرت قصة رود مارتن (71 عامًا) وهوارد شبردسون (60 عامًا) لمدة 36 عامًا، والذان تقابلا للمرة الأولى في حانة لندنيّة عام 1978، حيث كان الزوج مفتش ضرائب متقاعد، بينما زوجته تعمل استشاري إداري شبه متقاعد.
وأكّد رود أنَّ "العلاقات الزوجية، تحتاج إلى قواعد وتنظيمات، ولا ينبغي أن يهيمن العمل على حياة أي إنسان دون رفاهية".
وتزوجت جيل فينشاوي (68 عامًا) من سيتسو كاتوا (72 عامًا)، في طوكيو عام 1974، بعد لقائهما الأول في لندن، مطلع سبعينات القرن الماضي، وما زال زواجهما مستمرًا، حتى وصل إلى 40 عامًا.
وأصيبت دورين (89 عامًا)، المتزوجة من باتريك سكيلنغ (86 عامًا)، بالزهايمر في عام 2006، إلا أنَّ باتريك لم يتخلّ عنها، لاسيّما أنَّ قصتهما بدأت منذ 59 عامًا، ويعيش الزوجان في نوتينغ هيل منذ 50 عامًا سويًا.
وتعدّ قصة غلايد، البالغ من العمر 100 عام، وفريد كروف 96 عامًا، هي القصة الأطول مدة من بين قصص الحب، حيث استمرت لـ73 عامًا.
وتقابل الزوجان للمرة الأولى في جنوب غربي لندن، وتزوجا في عام 1940، ولديهم طفلة وحفيد.
وتذكر الزوجة حياة المعاناة في بداية زواجها، حيث أنّ زوجها ذهب للحرب، فكانت لا ترغب في الإنجاب، لأن كثيرًا ممن يذهبون للحرب يموتون، إلا أنَّ الحياة عادت إلى مسراها بعد الحرب العالميّة الثانيّة، حتى أنَّ شقيقاتها الثلاث ارتدين ثوب زفافها.
وتحمل القصّص سالفة الذكر قاسمًا مشتركًا، يتمثل في نكران الذات، والعمل المشترك لجعل السعادة حقيقة مستمرة، والزواج رابطًا أبديًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر