كشف الصندوق الأسود لطائرة الركاب الروسية التي تحطمت في سيناء، أن انفجار أحد المحركات يعد السبب وراء تحطمها، وجاء هذا الاستنتاج ضمن التحليل الأولي لتسجيلات الصندوق الأسود وملاحظات موقع الحادث.
ولم تفصح الجهات الرسمية عن تفاصيل أكثر حول إذا ما كان الانفجار ناجمًا عن عطل فني أو قنبلة، وتناقلت وسائل الإعلام المصرية أن حريقا نجم عن عطل فني في أحد المحركات تسبب في انفجاره.
وسقطت الطائرة من نوع "إيرباص321" في مصر السبت، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب على متنها وعددهم 224 شخصًا، وأظهر مقطع فيديو نشر لمكان الحادث المزيد من التفاصيل المروعة عن الدقائق الأخيرة لحجم الرعب على متن الطائرة، وبيّن الأطباء الذين عاينوا الجثث، أن الركاب ماتوا حرقا وواجهوا لحظات مروعة قبل موتهم.
وكشف خبراء الطب الشرعي، الأربعاء، أن الاختبارات الأولية لم تعثر على آثار لمواد متفجرة على جثث القتلى.
وأوضحت تصريحات شركة الطيران "ميتروجيت" أن الانفجار لا يمكن أن يحدث إلا بسبب عوامل خارجية، وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي أعلن فيه تنظيم "داعش" في سيناء، مسؤوليته عن إسقاط الطائرة احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لبيعته للتنظيم العام، وتحدى إثبات عكس ذلك، فيما لم يقدم أي إثبات على ذلك خلال التسجيل الصوتي الذي نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في التسجيل الصوتي لـ"داعش"، "نحن من أسقطنا الطائرة، ولن نشرح كيف أسقطناها، فموتوا بغيظكم، أو أثبتوا أننا لم نفعل، حللوا كل الحطام، وابحثوا في بيانات الصندوق الأسود، وأخبرونا بالنتائج، وفي الوقت الذي سنراه مناسبا سنعلن تفاصيل إسقطاها".
وظهر فيديو آخر لمتطرفين روس ينتمون إلى "داعش" وهم يوجهون التهنئة إلى زملائهم في سيناء على إسقاط الطائرة، وظهر في الفيديو شخص روسي رفقة أربعة أشخاص، حذر الرئيس فلاديمير بوتن من مزيد من الهجمات الانتقامية بسبب توجيه الضربات الجوية ضد "داعش" في سورية.
والتقطت الأقمار الصناعية انفجار الطائرة لحظة تحطمها، وكشف تسجيل الصندوق الأسود عن أصوات غريبة في قمرة قيادة الطائرة في الدقيقة التي سبقت اختفاء الطائرة عن "الرادار" وتحطمها في شبه جزيرة سيناء.
وتواصل طاقم الطائرة مع المراقبين الجويين قبل أربع دقائق من الحادث، ولم يظهر أي مشاكل وشيكة، وأشارت وكالة الأنباء الروسية عن مصدر لم تذكر اسمه أن شيئا ما حدث فجأة على متن الطائرة لم يتوقعه أفراد الطاقم، ولم يتمكن الطيارون من إرسال نداء استغاثة.
ويعيش معظم القتلى من السياح الروس في مدينة سان بطرسبرغ حيث كانت الطائرة متوجهة، وأثبتت التحليلات أن ركاب الجزء الخلفي من الطائرة ماتوا حرقا، فيما الجزء الأمامي ماتوا بسبب كسور وإصابات في الصدر والعظام، أو تمزق في الأجهزة الداخلية .
وتوسعت فرق الإنقاذ المصرية في منطقة نطاقها 40 كيلو متر، وانتشر حطام الطائرة في دائرة يصل قطرها إلى 20 ميلًا، وتجري الأجهزة الأمنية تحقيقات على الوقود الذي كان في خزانات الطائرة، للتحقق مما إذا كان يحتوي على شوائب هي السبب في الانفجار.
وتأتي هذه التطورات الدراماتيكية في ظل مخاوف متزايدة بشأن الأمن في منتجعات البحر الأحمر، والتي يزورها مئات الآلاف من البريطانيين في السنة في الشتاء، وما تزال الشكوك قائمة أن قنبلة هي التي تسببت في تحطم الطائرة.
ونفى الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يكون المتطرفون تورطوا في الحادث، وأصر أن الوضع في شبه جزيرة سيناء تحت السيطرة الكاملة، وأن مزاعم "داعش" لإسقاط الطائرة يهدف إلى تشويه صورة بلاده، ولكن في ظل المخاوف الأمينة المتزايدة، أوصت السفارة الأميركية مواطنيها بعدم السفر إلى مكان في شبه جزيرة سيناء كإجراء احترازي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر