رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي الثلاثاء ان المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة السوريين في جنيف، "حاسمة للغاية"، معتبرا ان بعض اعضاء وفد المعارضة الممثلين لفصائل مسلحة يشاركون "بصفة شخصية" فيها.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في ابوظبي "المرحلة الحالية حاسمة للغاية لان جميع المشاركين في هذه العملية يحاولون التكيف في ما يتعلق بمواقف بعضهم من بعض"، وذلك بحسب الترجمة العربية الرسمية لتصريحاته.
اضاف لافروف الذي تعد بلاده ابرز الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، ان المفاوضات "يجب ان تكون شاملة طبقا لقرار مجلس الامن"، في اشارة الى القرار 2254 الصادر في كانون الاول/ديسمبر، والمتضمن خارطة طريق للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ قرابة خمسة اعوام.
واكد الوزير الروسي ان المفاوضات يجب ان "تشمل ممثلين عن كل اطياف الشعب السوري، وهذا ما ينص عليه اعلان جنيف"، الصادر في حزيران/يونيو 2012.
واضاف ان "بعض الشركاء يحاولون تشويه هذا الاعلان ويشددون على ضرورة الانتقال في السلطة، لكن الشيء الاهم الذي ينص عليه اتفاق جنيف هو ان تشمل المفاوضات ممثلين عن الجميع (...) وان تنتهي الى توافق بين الحكومة والمعارضة، وهذا هو الاهم".
وتتمسك المعارضة بالتفاوض وفق بيان جنيف 1 الذي توصلت اليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا والامم المتحدة والجامعة العربية خلال اجتماع في حزيران/يونيو 2012، ونص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
واصطدمت العملية السياسية بالاختلاف على تفسير البيان وتحديدا مصير الاسد. وبدا ذلك جليا في مفاوضات جنيف-2 في العام 2014، اذ اعتبرت المعارضة ان الصلاحيات الكاملة تعني تجريد الاسد من صلاحياته وبالتالي استبعاده، بينما يصر النظام على ان مصير الرئيس يقرره الشعب من خلال صناديق الاقتراع.
وبحسب تصريحات نقلتها وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، رحب لافروف "بانطلاق هذه المحادثات السورية-السورية في جنيف"، مشيرا الى انها "مجرد بداية، والبحث يدور عن افضل الطرق لاجراء هذه المفاوضات".
ورأى لافروف ان اعضاء الوفد المنبثق عن اجتماعات المعارضة السورية في الرياض في كانون الاول/ديسمبر، والمنتمين الى "جيش الاسلام" و"حركة احرار الشام" اللذين يعتبرهما النظام وحلفائه تنظيمات "ارهابية"، يشاركون بصفة "شخصية".
وقال بحسب تصريحات نقلتها وكالة "انترفاكس" الروسية "نعرف ان المعارضة السورية التي تشكلت في اجتماع بالرياض تضم بعض الاشخاص المرتبطين، كما فهمنا، بجيش الاسلام واحرار الشام. وافقنا، والوفد الحكومي قبل بذلك، انهم (هؤلاء الاعضاء) في حال مشاركتهم في المفاوضات، يقومون بذلك بصفة شخصية، وفقط بشرط ان يوافقوا على كل مستلزمات القرار 2254".
اضاف، بحسب الوكالة نفسها، ان وجود هؤلاء الاعضاء في جنيف لا تعني الاقرار بانهم "شركاء تفاوض".
وكانت اطياف مختلفة من المعارضة السياسية والعسكرية التي اجتمعت في الرياض نهاية العام الماضي، اختارت محمد علوش، عضو المكتب السياسي في "جيش الاسلام"، كبيرا للمفاوضين.
وكان المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا اعلن الاثنين بدء المفاوضات رسميا، والتي لا تزال تقتصر على لقاءات منفردة مع وفدي النظام والمعارضة.
وعقد دي ميستورا الجمعة لقاء اولا مع وفد النظام، تبعه لقاء مع الوفد المعارض امس الاثنين. واستقبل المبعوث الدولي صباح الثلاثاء وفد النظام، على ان يلتقي الوفد المعمارض بعد الظهر.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر