دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت متمردي حركة طالبان الافغانية الى "الدخول في عملية سلام" مع كابول، وذلك خلال زيارة مفاجئة قام بها الى العاصمة الافغانية السبت، لاظهار دعمه لحكومة الوحدة الافغانية التي دفع باتجاه تشكيلها قبل 18 شهرا.
وتأتي زيارته في وقت تحاول كابول اعادة المتمردين الى طاولة المفاوضات لانهاء النزاع الذي بدأ بينهما في عام 2001.
وحتى الان، رفضت طالبان المدعومة بسلسلة انتصارات ميدانية، العودة الى المفاوضات ما لم تتم تلبية شروطها، ومنها رحيل 13 الف جندي اجنبي من أفغانستان.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني اشرف غني "تحدثنا عن هدفنا المشترك وهو بدء محادثات سلام مع طالبان". واضاف "ندعو طالبان الى الدخول في عملية سلام، في عملية شرعية تضع حدا للعنف". واضاف "بالطبع هناك امل بالسلام".
وشكلت افغانستان والولايات المتحدة والصين وباكستان مجموعة رباعية في محاولة لاطلاق المحادثات بين كابول وطالبان التي عقدت اول مرة في اسلام اباد في تموز/يوليو الماضي، لكنها انهارت بعد ان تبين في وقت لاحق من ذلك الشهر ان مؤسس حركة طالبان الملا عمر كان قد مات، ما ادى الى خلافات داخل الحركة.
وأيد غني دعوة كيري الى احياء المحادثات، قائلا "السلام ضرورة حيوية للامة، و(...) الولايات المتحدة الاميركية - وخصوصا عبر كيري - كانت دائما شريكتنا في خلق جو سلمي واستقرار في المنطقة".
واضاف الرئيس الافغاني "اود ان اشكركم على التضحيات المستمرة وعلى دعم الولايات المتحدة. الالاف من ابنائكم (...) ضحوا بحياتهم في افغانستان".
وكان مقر حلف شمال الاطلسي المحطة الاولى لكيري، حيث التقى الجنرال جون نيكلسون، الرئيس المعين حديثا للقوات الاميركية ولقوات الحلف الاطلسي.
ولدى الولايات المتحدة حاليا نحو 9800 جندي في افغانستان، تقتصر مهمتهم رسميا على التدريب وتقديم المشورة، وذلك منذ نهاية مهمتهم القتالية في 2014.
- تحديات سياسية وامنية -
وكانت الامال بالسلام والاستقرار الاقتصادي مرتفعة عقب الانتخابات الرئاسية عام 2014، التي شكلت الانتقال الديموقراطي الاول للسلطة بعد رحيل حميد كرزاي الذي حكم البلاد على مدى عقد من الزمان تقريبا.
لكن بعد 18 شهرا من تشكيل حكومة الوحدة "كانت هناك تحديات، سواء من حيث السياسة، او من حيث مدى مرونة طالبان"، وفقا للمبعوث الاميركي الخاص الى باكستان وافغانستان ريتشارد اولسون.
على الجبهة السياسية، من المقرر اجراء الانتخابات النيابية في 15 تشرين الاول/اكتوبر بعد مرور اكثر من عام على الموعد المحدد، بسبب الخلافات العميقة على اعلى المستويات الحكومية بين غني وعبد الله عبد الله.
وقد استقال عدة وزراء في الاشهر الاخيرة بسبب التوترات بين المعسكرين.
ومن بين ارفع الشخصيات المستقيلة، الرجل الثاني في حكومة غني وزير الداخلية الاسبق نور الحق علمي الذي ترك منصبه في شباط/فبراير شباط.
ووافق البرلمان السبت على تعيين خليفة له هو تاج محمد جاهد.
وادعى كل من غني وعبد الله الفوز في الانتخابات الرئاسية، ما ادى الى شلل استمر ثلاثة اشهر، قبل ان يتمكن كيري من تحقيق تسوية.
والسبب الاخر لتأخير الانتخابات التشريعية هو تصعيد طالبان حملتها العنيفة بعد انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي في عام 2014.
وتمكنت حركة طالبانمن تحقيق انتصارات عسكرية، بما فيها السيطرة الوجيزة على مدينة قندز الشمالية في ايلول/سبتمبر الماضي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر