واشنطن – المغرب اليوم
أعرب الخبير الأميركي في الشئون الروسية توماس جراهام عن اعتقاده بأن العلاقات الأميركية الروسية دخلت عصرا جديدا.. مشيرا إلى أنها علاقات صعبة لا مفر منها.
وقال الخبير الأميركي في حوار خاص مع وكالة أنباء تاس الروسية إن العلاقات الروسية الأميركية صعبة ولا مفر منها ،إذا كان كل من الولايات المتحدة وروسيا يتبنيا وجهات نظر مختلفة جذريا حول النظام العالمي..إننا نفسر بشكل مختلف تماما مبادئ رئيسية مثل السيادة والسلامة الإقليمية ، وحق تقرير المصير.
وأضاف الخبير- الذي يشغل منصب العضو المنتدب في زمالة كيسنجر، فضلا عن كونه أحد من شارك في إدارة مشروع الدراسات الروسية في جامعة ييل في بريطانيا- إننا نختلف حول شكل الاستخدام الشرعي للقوة. نحن نختلف حول شرعية مناطق النفوذ. وبطبيعة الحال، ونحن نختلف أيضا على عدد أقطاب القوة في العالم اليوم.
وأشار إلى أن بلدين بهذه الاختلافات العميقة يمكن أن تتعايشا، وحتى التعاون في عالم متعدد الأقطاب، ولكن لا يمكن أبدا أن يكونا شركاء استراتيجيين، كما كان يتمنى العديد في كلا البلدين مع نهاية الحرب الباردة. وأن المنافسة الشديدة كانت ولا تزال حتمية. كل ما كان مفقودا في أوائل فترة ما بعد الحرب الباردة هو أن تكون روسيا قوية بما يكفي للدفاع عن مصالحها. وهذا الوضع تغير بعد وصول بوتين إلى السلطة.
وتابع الخبير في حواره ولكن مع ذلك فإن الصدع في العلاقات والانهيار التام في الاتصالات، لا مفر منه.. وكان ذلك نتيجة لطريقة رد فعل كل من موسكو وواشنطن لأزمة أوكرانيا..و كل جانب يلقي باللائمة على الآخر في هذا الصدع في العلاقات. ولم يأخذ أي من الطرفين زمام المبادرة في إعادة العلاقات. وببساطة، كما تفعل موسكو، أنها مستعدة للحوار اذا كانت واشنطن مستعدة، ولا تقوم هي نفسها باتخاذ خطوات لتشجيع ظهور للحوار.. كما اننا أيضا -في أمريكا - لم نبدأ بهذه الخطوة..إنها ليست دعوة لإعادة العلاقات .. في الواقع، واشنطن مستعدة أيضا لوضع حد لهذا الصدع .. إذا تراجعت موسكو فقط على صعيد كل القضايا - شبه جزيرة القرم وأوكرانيا الشرقية، على وجه الخصوص – تلك التي تقع في صميم التوتر الحالي. بعد إجراء التعديلات اللازمة، وهذا هو موقف موسكو أيضا.
واوضح الخبير الأميركي أنه إذا كان هناك نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين روسيا وامريكا في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فإنها ترجع إلى نهاية عام 2004. وجاءت بعد أن تم الوصول إلى الذروة في العلاقات الجيدة بين الدولتين..على الرغم من أن لم يتم معرفتها في ذلك الوقت، فإن الفترة الواعدة للعلاقات يمكن تأريخها تقريبا من بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة حتى منتصف خريف عام 2002، عندما ظهرت الخلافات الحادة بينهما بشأن كيفية التعامل مع العراق وصدام حسين.
وقد تميزت المرحلة بالإعلان المشترك الذي أصدره الرئيسان في ذلك الوقت الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش في مايو 2002، والذي وضع إطارا للشراكة الاستراتيجية بين طرفين متساويين على أساس المصلحة الوطنية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر