كييف - المغرب اليوم
يواجه الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو مهمة صعبة تتمثل باحلال السلام في بلد على حافة حرب اهلية وتطبيع العلاقات مع موسكو المتهمة بدعم المتمردين المسلحين في شرق البلاد سرا.
وعلى الارض شن المتمردون هجوما على مطار لوغانسك الدولي عاصمة احدى المنطقتين الانفصاليتين.
وقال سيرغي احد المظليين الاوكرانيين الذين يدافعون عن المطار في اتصال هاتفي "شن المتمردون هجوما مساء امس وصباح اليوم. يحاولون تدمير المبنى الذي يمد المطار بالكهرباء. لم يسقط جرحى في صفوفنا". واكد ان المطار بات تحت سيطرة القوات الاوكرانية.
وشهد مطار دونيتسك الدولي معارك ضارية نهاية ايار/مايو قتل خلالها عشرات المتمردين معظمهم يحملون الجنسية الروسية وفقا لحصيلة وضعتها "جمهورية دونيتسك" عندما استعادت القوات الاوكرانية السيطرة على المطار الذي سقط لفترة قصيرة بايدي الانفصاليين.
ويأمل الاوكرانيون والغربيون في نزع فتيل الازمة غير المسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة، بعد تنصيب السبت هذا الملياردير الموالي للغرب البالغ ال48 من العمر والذي تعهد بالحفاظ على وحدة البلاد ومد اليد للشرق المتمرد.
واعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت عن "ثقته" بفرص التهدئة بعد لقاء مقتضب الجمعة بين بوروشنكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش الاحتفالات في الذكرى السبعين لانزال الحلفاء في النورماندي.
وقال كيري "لا يزال هناك الكثير نقوم به لكن النهج الذي رسمه الرئيس بوروشينكو سيؤدي الى ازالة فتيل الازمة. آن الاوان ليطلق بوتين حوارا مباشرا مع الرئيس بوروشنكو ويوقف تدفق الاسلحة ويتخذ تدابير جديرة بانهاء عنف الانفصاليين الروس في شرق اوكرانيا".
والمح بوروشنكو والسفير الروسي في اوكرانيا ميخائيل زورابوف الى ان المباحثات بين البلدين ستبدأ في الايام المقبلة.
ويرى الخبير العسكري الاوكراني المستقل فالنتين بادراك ان نجاح التهدئة مع بوتين سيكون رهنا بنجاح العملية العسكرية التي تنفذها اوكرانيا في شرق البلاد منذ 13 نيسان/ابريل لقمع التمرد الذي اوقع اكثر من 200 قتيل.
وجاء في مقال نشرته مجلة دزركالو تينيا "نحتاج الى نسخة جديدة حديثة للعملية".
ورأى ان نواة المقاتلين الواجب "تصفيتهم" مؤلفة من ضباط في الاستخبارات العسكرية الروسية ومرتزقة يمثلون "20% من القوات الانفصالية التي يتم تنسيق عملياتها من موسكو".
واضاف ان "الاوكرانيين الذين حملوا السلاح سيغيرون تكتيكهم بسرعة فور وقف الكرملين دعمه لهم".
وتابع ان "قسما منهم الذين لطخت ايديهم بالدماء سيغادرون اوكرانيا والاخرين سيوقفون العنف"، موضحا ان التركيبة العسكرية يجب ان تتماشى مع "برنامج اجتماعي مناسب" للشرق.
وموجها بالروسية "رسالة سلام" الى سكان المنطقة الصناعية في دونباس التي يسيطر المتمردون على القسم الاكبر منها والى حيث سيتوجه قريبا، تعهد بوروشنكو السبت بتطبيق لا مركزية وضمان استخدام اللغة الروسية بحرية.
ورفض اي "تسوية" مع روسيا حول التوجه الاوروبي لبلاده وانتماء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في اذار/مارس، الى اوكرانيا.
وعلى الرئيس الجديد ان يجب سريعا حلا للنزاع حول الغاز مع روسيا التي هددت بوقف امداداتها الاربعاء في حال التخلف عن تسديد الديون، ما قد يؤثر على اوروبا.
ومفاوضات جديدة مقررة بين كييف وموسكو الاثنين في بروكسل بوساطة الاتحاد الاوروبي، حسب ما اعلنت وزارة الطاقة الروسية.
واعلنت المفوضية الاوروبية الاحد ان اجتماعا سيعقد مساء الاثنين في بروكسل بين ممثلين من الاتحاد الاوروبي وروسيا واوكرانيا حول الغاز.
وقالت المفوضية في بيان "اللقاء الثلاثي المقبل بين المفوض الاوروبي المكلف الطاقة غونتر اوتينغر ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك ووزير الطاقة الاوكراني يوري برودان حول امن الطاقة سيعقد غدا الاثنين" في الساعة 19,00 (17,00 ت غ) في بروكسل.
وبوروشنكو الذي انتخب رئيسا في 25 ايار/مايو بحصوله على 54,7% من الاصوات ورحب الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي بتنصيبه، يخلف فيكتور يانوكوفيتش الذي اقيل في شباط/فبراير ولجأ الى روسيا بعد حمام دم في ساحة ميدان في كييف بعد ثلاثة اشهر من حركة احتجاج موالية لاوروبا.
وكتب الصحافي مصطفى نعيم احد منظمي حركة الاحتجاج "المسألة الاكثر ايلاما التي ستلازم بوروشنكو طوال فترة رئاسته هي التالية +هل هذه غاية التحرك في الميدان؟+".
وستقع على عاتق بوروشنكو مهمة صعبة تتمثل بتطبيق التطلعات الاوروبية ومكافحة الفساد واخراج البلاد من انكماش فاقمته الازمة الحالية.
وامام المسؤولين الاوروبيين الذين اتوا الى كييف، دعا بوروشنكو الى توقيع "في 27 حزيران/يونيو في ابعد تقدير" معاهدة التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي التي تخلف عن توقيعها سلفه يانوكوفيتش في تشرين الثاني/نوفمبر. ولم يخف ان هدفه هو انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي.
لكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اكد لاحقا ان الاتحاد الاوروبي ليس مستعدا لضم اوكرانيا الى صفوفه.
وقال فابيوس انه "عندما يقول بوروشنكو ان (اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي) اول مرحلة على طريق انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي وعندما اتباحث مع شركائي الاوروبيين، ليس هناك غالبية لذلك، هذا واضح".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر