يدلي القبارصة الاتراك الاحد باصواتهم في "جمهورية شمال قبرص التركية" لاختيار "رئيس" لهذا الكيان الذي لا تعترف به سوى انقرة سيكلف استئناف محادثات السلام مع القبارصة اليونانيين.
ولهذه الجولة الثانية من الاقتراع، فتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة الثامنة (5,00 تغ) على ان ينتهي التصويت عند الساعة 18,00 (15,00 تغ). ويتوقع صدور النتائج غير الرسمية بعد ساعتين على اغلاق المراكز.
وكان الزعيم القبرصي التركي المنتهية ولايته درويش ايروغلو تصدر نتائج الدورة الاولى التي جرت في 19 نيسان/ابريل لكن يتوقع ان يتقدم عليه السياسي المخضرم مصطفى اكينجي بعد ان ذهب نحو ثلاثة ارباع الاصوات الى مرشحين آخرين.
وبدأ الناخبون بالتوجه الى مراكز الاقتراع في نيقوسيا في ساعة مبكرة الاحد، واحضر كثيرون منهم ابناءهم برفقتهم.
وقال ارمان آنيك (38 عاما) "من اجل مستقبلنا ومستقبل ابنائنا من المهم التصويت" واضاف "اننا ندخل فترة حاسمة ومن الضروري اسناد المهمة للشخص المناسب".
واكينجي رئيس بلدية سابق للشطر الذي تحتله تركيا من نيقوسيا، وهو احد اكبر الداعمين للمصالحة مع الحكومة القبرصية اليونانية المعترف بها دوليا.
ويفصل بين شطري قبرص خط لوقف اطلاق النار تراقبه الامم المتحدة منذ 1974 عندما اجتاحت القوات التركية الثلث الشمالي للجزيرة ردا على محاولة لالحاق الجزيرة باليونان.
والقبارصة الاتراك الذين انسحبوا من المؤسسات الحكومية ردا على اعمال العنف بين المجموعتين في 1963، اعلنوا قيام كيانهم في 1983.
ولا تعترف ب"جمهورية شمال قبرص التركية" سوى انقرة التي تساهم بثلاثين بالمئة من ميزانيتها وتمول جزءا كبيرا من البنى التحتية فيها.
ويأمل الناخبون ان ينهي "رئيسهم" الجديد عزلة القبارصة الاتراك دوليا.
وعرضت الامم المتحدة عددا من خطط السلام التي فشلت جميعا، وخصوصا خطة كوفي انان الامين العام السابق للامم المتحدة، التي وافق عليها القبارصة الاتراك ورفضها القبارصة اليونان في 2004.
وكان ايروغلو الذي يتولى مهامه منذ 2010 قد فاز بنسبة 28,2 بالمئة من الاصوات في الجولة الاولى متقدما على اكينجي واول رئيسة للحكومة سيبيل سيبر.
وفي الحملة الانتخابية الاسبوع الماضي اتهم ايروغلو منافسه اكينجي بالسعي لازالة علم عملاق منقوش على سفح جبل يطل على نيقوسيا، قائلا انه مدعوم من واشنطن.
وبعد ادلائه بصوته في مدرسة ابتدائية في نيقوسيا، قال اكينجي للصحافيين ان "تطورات غير مرغوب فيها" حصلت في الفترة التي سبقت يوم الاقتراع، لكنه شكر الناخبين "الذي بذلوا جهدهم في سبيل الديمقراطية".
وقال منظمو الانتخابات انه يحققون في تقارير عن اختفاء 50 ورقة اقتراع من مركز في فاماغوستا الواقعة شرقا.
ومن المرتقب استئناف محادثات السلام برعاية الامم المتحدة بعد انتخابات الاحد في اعقاب قرار القبارصة اليونانيين انهاء مقاطعة استمرت ستة اشهر.
وتحتج الحكومة القبرصية على خطوات من قبل تركيا للتنقيب عن احتياطيات نفط وغاز محتملة في عرض البحر وسط انقسامات سياسية بين الاحزاب القبرصية اليونانية بشأن اجراءات التقشف المطلوبة من الجزيرة من قبل دائنيها الدوليين.
واعربت كل من تركيا والولايات المتحدة الاسبوع الماضي عن الامل في ان يتوصل القبارصة اليونانيون والاتراك هذا العام الى اتفاق على اعادة توحيد الجزيرة.
ويبدو ان الناخبين اكثر حذرا بشأن احتمالات ان تفضي الانتخابات لذلك الهدف الذي طال انتظاره.
وقال اوغو براني (48 عاما) "الناس الذين انتخبناهم في الماضي اعطونا الامل ولم يفعلوا شيئا".
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر