اطفال منسيون يهيمون على وجوههم في شوارع كينيا
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

اطفال منسيون يهيمون على وجوههم في شوارع كينيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اطفال منسيون يهيمون على وجوههم في شوارع كينيا

الفنانة الاسترالية لينور بويد مع مجموعة من الاطفال في نيروبي
نيروبي ـ المغرب اليوم

 يهيم عشرات الاف الاطفال على وجوههم في شوارع نيروبي، لا احد يلتفت اليهم في ظل اهمال السلطات ورفض مجتمعهم لهم.

لا توجد احصاءات رسمية حول عدد هؤلاء الصغار المشردين الذين يطلق عليهم اسم "شوكورا"، وهي كلمة باللغة السواحلية تعني اطفال الشوارع وتحمل بعدا تحقيريا لهم يدل على كيفية تعاطي المجتمع مع هذه الفئة المتروكة لمصيرها.

اما التقدير الاقرب الى الواقع لعددهم فقد اصدرته في العام 2007 شبكة "سي اس سي" وهي تجمع عالمي يعنى باطفال الشوارع، ويشير الى ان عددهم يراوح بين 250 الفا و300 الف في كل انحاء كينيا، وان ستين الفا منهم يعيشون في نيروبي.

في حي ملانغو كوبوا في وسط العاصمة الكينية، يتخذ عدد من هؤلاء الاطفال مسكنا لهم في مكب قديم للنفايات، بعيدا عن عيون عناصر الشرطة المتتبعة لهم.

وهناك، في هذه القاعدة كما يسمونها، يفترشون الارض قرب النفايات التي يقتاتون عليها احيانا، ومنهم من يشم الطلاء الملقى في المكب.

ويقول موها الذي سبق ان عاش حياة اطفال الشوارع قبل ان تنتشله موهبته في الرقص من هذا البؤس "حين يرى الناس هؤلاء الاطفال لا ينظرون اليهم على انهم كائنات بشرية".

يصل الاطفال عادة الى هذا المصير البائس لاسباب عدة، مثل وفاة الاهل او العنف الذي يعانون منه في منازلهم ويدفعهم الى الهرب، او لمجرد الفقر المدقع الذي ترزح تحته بعض العائلات وتجعل هؤلاء الاطفال فريسة للشارع بحثا عن قوتهم.

كثير من اطفال الشوارع من عائلات نزحت من القرى التي وهنت فيها روابط التضامن، الى المدن حيث توجد فرص اكبر لكسب قوت الحياة من التسول او الاعمال الصغيرة المتفرقة او البحث بين القمامة عما يسد الرمق، اما الفتيات فقد يجدن انفسهن في براثن الدعارة.

 

- منظمات خيرية لتعويض غياب الدولة -

في ظل اهمال الدولة، لا يجد هؤلاء الاطفال من يعتني بهم سوى عدد من المنظمات الخيرية، منها منظمة الفاجيري التي اسستها اخيرا لينور بويد، وهي فنانة سبق ان عملت في استراليا ثم قررت ان توظف طاقاتها في خدمة الاطفال المشردين من خلال الرسم.

وتقول "علينا فقط ان ندفع هؤلاء الاطفال الى الابداع، لا نريد ان نعلمهم او نفرض عليهم اي شيء، بل القول لهم +ارووا قصصكم+ انهم يروون مكنونات قلوبهم ويستمتعون بذلك".

حين تمشي لينور في شوارع حي بانغاني يتهافت عليها الاطفال المشردون المتعطشون للاهتمام والرعاية.

وتقول "انهم مصابون بصدمات..الاطفال الهائمون في الشوارع ليسوا اطفالا عاديين، انهم يحملون معاناة كبيرة".

وتضيف "العيش في الشارع يدل على اليأس، لانهم يشعرون انهم منبوذون، انه تعبير عن تمرد في داخلهم".

في يوم الجمعة من كل اسبوع، تستقبل لينور نحو عشرين طفلا على مدى ساعات ترتسم خلالها البسمة على وجوههم وينسون فيها وقائع حياتهم اليومية.

تغيب الفتيات عن هذه الجلسات، فهن اقل عددا في الشارع اصلا، ولا تشكل نسبتهن اكثر من 25 % من اطفال الشوارع.

ويعنى بفتيات الشوارع مركز متخصص هو "ريسكيو دادا" الواقع في حي نغارا قرب بانغاني، وهو منذ العام 1992 يعمل على حماية الفتيات واعادة تأهيلهن.

 

- مجتمع خاص -

وبحسب ماري غاتيتو مديرة المركز فإن "اطفال الشوارع يشكلون مجتمعا خاصا تحكمه قواعد واصول خاصة، في هذا المجتمع ثمة زعيم يطلب من الافراد ان يأتوه بما يمكن ان يأتوا به".

لذا، قد "تجبر فتاة الشارع على البغاء ليل نهار، وتصبح اداة لجلب المال"، عدا عن كونها عرضة للاغتصاب في اوقات كثيرة.

من هؤلاء الفتيات جانيت التي دخلت مؤخرا الى المركز حيث تتلقى العناية.

تصف هذه الفتاة البالغة 16 عاما بعض ما تعيشه في حياتها اليومية "الحياة في المدينة صعبة جدا، ننام في العراء في برد قارس وتحت المطر، يحدث كثيرا ان نستيقظ لنرى احد رفاقنا ميتا".

تعاني الفتيات من الاستغلال والصدمات النفسية والاغتصاب احيانا وايضا من احتمال اكبر من غيرهن للاصابة بالايدز، لذا فإن الجهود التي تبذلها المنظمات الخيرية في ظل اهمال الدولة "ليست سوى قطرة في محيط" بحسب تعبير ماري.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اطفال منسيون يهيمون على وجوههم في شوارع كينيا اطفال منسيون يهيمون على وجوههم في شوارع كينيا



GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون يخرج من مستشفى بواشنطن

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib