حقق كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب فوزاً سهلاً في 4 ولايات يوم الثلاثاء، حيث توجه الناخبون في ولايات نيويورك وكونتيكيت ورود آيلاند وويسكونسن، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في السباق التمهيدي الرئاسي لعام 2024. ومع تأكّد تكرار المواجهة بين بايدن وترمب، لم تشهد الانتخابات في الولايات الأربع منافسة حقيقية، لكن ذلك لم يمنع ظهور تصويت احتجاجي مهم في كلا الحزبين.
ولم يكن فوز ترمب أو بايدن مفاجئاً، لكن اتجاهات التصويت كشفت عن إحباط بين شريحة من الناخبين الأميركيين. فقد حصل ترمب على 75 في المائة على الأقل من الأصوات في كل ولاية، لكن نيكي هايلي، التي انسحبت من السباق أوائل الشهر الماضي، حصلت على ما لا يقل عن 10 في المائة من الأصوات في جميع الولايات الأربع، وهي علامة على الاستياء من تيار ليس صغيراً داخل الحزب الجمهوري من ترشيح ترمب. وكان فوز ترمب الأضعف في ولاية كونتيكيت؛ إذ حصل على 78 في المائة من الأصوات، بينما حصلت هايلي على نحو 14 في المائة.
في الجانب الآخر، حصل بايدن على ما لا يقل عن 80 في المائة من الأصوات في هذه الانتخابات التمهيدية، وواجه تصويتاً احتجاجياً متزايداً من تيار لا يُستهان به من الناخبين الديمقراطيين الرافضين لسياساته بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة. وصوت بـ«غير ملتزم» ما بين 8 و15 في المائة من الناخبين في الولايات التي كان هذا الخيار مطروحاً فيها.
وفي رود آيلاند، اختار 14.9 في المائة من الناخبين خيار «غير ملتزم»، بما يعادل 3750 صوتاً، مع نسبة إقبال ضعيفة من الناخبين الديمقراطيين تراجعت إلى ما يقرب من ربع الناخبين الذين شاركوا بالتصويت في انتخابات عام 2020 في هذه الولاية. وحصلت أصوات «غير ملتزم» في ولاية كونتيكيت على نسبة تشابه نسبة الأصوات الاحتجاجية في انتخابات ولايات ميشيغان ومنيسوتا ذات جاليات عربية ومسلمة مهمة. ومن بين الولايات التي أجرت انتخاباتها التمهيدية حتى الآن، فإن عدد المندوبين عن التصويت «غير الملتزم» وصل إلى 26 مندوباً.
ويسكونسن ساحة معركة
وفي ولاية ويسكونسن، حملت بطاقة الاقتراع خيار «غير موجه» uninstructed delegation، الذي يتيح للناخبين رفض كل من ترمب وبايدن على أن يختار المندوبون مرشحهم في المؤتمرات الوطنية المرتقب تنظيمها في الصيف.
وتعد ولاية ويسكونسن ساحة معركة محورية بين الحزبين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقام ترمب بحملة انتخابية في كل من ميشيغان وويسكونسن مساء الثلاثاء، بينما اكتفى بايدن بزيارته السابقة لهذه الولايات الشهر الماضي.
ولم يكن لدى الناخبين في ولاية نيويورك خيار «غير ملتزم» على بطاقة الاقتراع، واتجه بعض الناخبين إلى ترك بطاقة الاقتراع فارغة في رسالة غضب حول سياسات بايدن.
ورغم عددها الصغير نسبياً، فإن نسبة الامتناع عن التصويت تظهر ضعف شهية الناخبين لمباراة عودة بين ترمب وبايدن، وحالة متزايدة من الإحباط بين الناخبين.
ترمب متقدم في 6 ولايات
يظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في أكثر من 6 ولايات متأرجحة، أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فمن المرجح أن يفوز الرئيس السابق دونالد ترمب. ووفقاً للاستطلاع، يتقدّم ترمب على بايدن بفارق 8 نقاط مئوية في نورث كارولينا، و5 نقاط في أريزونا، و4 نقاط في نيفادا، و3 نقاط في بنسلفانيا، ونقطتين في جورجيا، ونقطتين في ميشيغان. ويتقدم بايدن على ترمب فقط في ولاية ويسكونسن، بفارق 3 نقاط. ومن المتوقع أن تقرر الهوامش الصغيرة في الولايات المتأرجحة الرئيسية نتائج الانتخابات.
وقد فاز بايدن بأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن في عام 2020. وكانت هناك استطلاعات رأي حديثة أشارت إلى أنه يقلص الفجوة مع ترمب في الولايات المتأرجحة. ووفقاً لتقرير صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن «الآراء السلبية حول الأداء الوظيفي للرئيس بايدن تفوقت على الآراء الإيجابية بنسبة 16 نقطة مئوية أو أكثر، مع تجاوز الفجوة 20 نقطة في 4 ولايات. وعلى النقيض من ذلك، حصل ترمب على تقدير منخفض حول أدائه في الفترة التي قضاها في البيت الأبيض في ولاية واحدة فقط - أريزونا».
استياء الناخبين
وفي استطلاع جديد لمؤسسة «غالوب»، نُشرت نتائجه الأربعاء، قال ثلاثة من كل عشرة أميركيين إنهم لا يعتقدون أن الرئيس بايدن أو الرئيس السابق ترمب سيكونان رؤساء جيدين في البيت الأبيض إذا تم انتخاب أي منهما في نوفمبر المقبل. وقال 35 في المائة من المشاركين إنهم يعتقدون أن ترمب سيكون أفضل من بايدن، مقابل 30 في المائة قالوا إن بايدن سيكون أفضل.
ويعكس الاستطلاع استياءً متزايداً بين الناخبين، خصوصاً المعتدلين والمستقلين من مرشحي الحزبين الرئيسيين. كما يسلط الضوء على التأثير الذي يمكن أن يحدثه مرشحو الطرف الثالث على انتخابات عام 2024.
طرف ثالث
ومن بين أولئك الذين قالوا إنهم لا يعتقدون أن أياً منهما سيكون رئيساً جيداً، قال ما يقرب من نصفهم (46 في المائة) إنهم سيصوتون لمرشح طرف ثالث. وقال ثلث المستطلعة آراؤهم إنهم سيختارون إما بايدن وإما ترمب، بينما قال 17 في المائة إنهم لن يصوتوا على الإطلاق.
ويقول استطلاع «غالوب» إنه في حين أنه لا يوجد مرشح لحزب ثالث يتنافس على الفوز بأي ولاية، فإن اتجاهات هذه المجموعات من الناخبين يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في إفساد انتخابات نوفمبر.
وقد كثّف الديمقراطيون في الأسابيع الأخيرة ضغوطهم على المرشح المستقل روبرت كيندي جونيور، بعد أن أعلن اختياره نيكول شاناهان (38 عاماً) لتكون نائبة الرئيس. وحث الديمقراطيون الناخبين على الابتعاد عن كيندي وعدم التصويت له، خوفاً من تشتيت أصوات الديمقراطيين لصالح ترمب.
قد يٌهمك ايضـــــاً :
دونالد ترمب يٌناور بـ الوقت لكسب الدعّاوى المرفوعة ضده
البيت الأبيض سيضغط على إسرائيل لبذل مزيد من الجهود لحماية موظفى الإغاثة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر