موسكو - المغرب اليوم
أدلى الناخبون الروس، الأحد، بأصواتهم في اليوم الثالث والأخير من انتخابات رئاسية ستمنح على الأغلب ولاية رئاسية خامسة لفلاديمير بوتين، في ظلّ تصاعد حدة الهجمات المرتبطة بحرب أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يفوز فلاديمير بوتين (71 عاماً) فوزاً ساحقاً أمام ثلاثة مرشحين غير بارزين، في غياب أي معارضة حقيقية. وقبل ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 67.54 في المائة، متجاوزة بقليل نسبة المشاركة في عام 2018. ويأتي ذلك فيما شهد الأسبوع بأكمله قصفاً عنيفاً، ومحاولات توغّل مسلّح من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.
شعبية واسعة
تعهّد بوتين، الجمعة، الرد على هذه الهجمات التي تأتي في إطار القصف اليومي الذي تشنّه روسيا على أوكرانيا منذ 24 فبراير (شباط) 2022. وينظر الرئيس الروسي، الذي يمكنه أن يعتمد على شعبية حقيقية، إلى الانتخابات على أنّها دليل على وحدة الشعب الروسي خلفه، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الخميس: «يجب أن نؤكد وحدتنا»، عادّاً أنّ البلاد هدف لحرب خطط لها الغرب، على حدّ تعبيره. ويشاركه الكثير من مواطنيه هذه الرؤية. فقد قالت ليوبوف بيانكوفا (70 عاماً)، وهي متقاعدة من مدينة سانت بطرسبورغ، مسقط رأس بوتين، للوكالة الفرنسية، إنّ «الأفعال التي يرتكبها الغرب ضدّنا تؤدي فقط إلى مزيد من الوحدة في صفوف الشعب الروسي». ومن أجل إظهار جبهة موحدة، كان من المهم أن يضمن الكرملين نسبة مشاركة عالية، وهو ما حققه وفق أرقام أولية.
الظهيرة ضد بوتين
ورغم أنّ المعارضة لا تملك أيّ فرصة للتأثير على التصويت، فإنّها كانت تسعى إلى إظهار وجودها، كما حدث أثناء جنازة نافالني عندما كرّمته حشود في موسكو.
وتوجه الآلاف إلى مراكز الاقتراع في أنحاء روسيا للمشاركة فيما وصفته المعارضة بأنه «احتجاج سياسي سلمي»، لكنه رمزي، ضد إعادة انتخاب بوتين. وفي تحرّك أُطلق عليه اسم «الظهيرة ضد بوتين»، توجّه الروس الذين يعارضون الرئيس الروسي المخضرم إلى مراكز الاقتراع المحلية في فترة الظهيرة، إما لإتلاف أوراق اقتراعهم احتجاجاً على الانتخابات، وإما للتصويت لأحد المرشحين الثلاثة الذين يتنافسون ضد بوتين؛ وفق وكالة «رويترز».
وتعهّد آخرون بكتابة اسم زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني، الذي توفي الشهر الماضي في أحد سجون القطب الشمالي، على بطاقة اقتراعهم. ونشر مناصرون لنافالني مقاطع مصورة على «يوتيوب» أظهرت طوابير من أفراد يصطفون أمام مراكز اقتراع في أنحاء روسيا في فترة الظهيرة، وقالوا إنهم هناك للاحتجاج السلمي. وكان نافالني قد أيد خطة «الظهيرة ضد بوتين» في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي نشرها محاموه قبل وفاته. ووصفت صحيفة «نوفايا غازيتا» المستقلة هذا التحرك بأنه «وصية نافالني السياسية». ورغم المحتجين الذين يمثلون نسبة ضئيلة من الناخبين الروس البالغ عددهم 114 مليون ناخب، فإن بوتين يستعد لإحكام قبضته على السلطة في الانتخابات التي من المؤكد أنها ستحقق له نصراً كبيراً.
وفي مراكز الاقتراع عند مقار البعثات الدبلوماسية الروسية، في أستراليا واليابان وأرمينيا وكازاخستان وجورجيا، وقف مئات الروس في طوابير في فترة الظهيرة. وفي برلين، حضرت يوليا، أرملة نافالني، إلى مقر السفارة الروسية للمشاركة في الحدث الاحتجاجي هناك، إلى جانب كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني.
من جهتها، تحدّثت منظمة «أو في دي إنفو» (OVD-Info) غير الحكومية، عن اعتقال 74 شخصاً على الأقل في روسيا لقيامهم بأعمال احتجاجية مختلفة، موضحة أن الاعتقالات جرت بشكل رئيسي في كازان بوسط روسيا، وفي العاصمة موسكو. وأشارت إلى أن هذا الرقم قد يرتفع، مع تسلمها أسماء جديدة، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». ومن المستبعد أن تؤثر هذه الاحتجاجات الرمزية على نتائج التصويت.
قد يٌهمك ايضـــــاً :
أبرز المرشحون المتنافسون لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024
بوتين يؤكد أنّ الصواريخ الإنجليزية والأمريكية لن تغير الوضع بساحة المعركة بأوكرانيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر