سيول ـ وكالات
تشهد شبه الجزيرة الكورية توترا شديدا بعد التهديدات التي أطلقتها كوريا الشمالية ضد جارتها الجنوبية ورد الأخيرة عليها، وذلك بعد قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على بيونغيانغ. الصين دخلت على الخط ودعت إلى الهدوء وضبط النفس.دعت بكين اليوم الجمعة (الثامن من آذار/ مارس 2013) إلى "الهدوء وضبط النفس" بعدما هددت كوريا الشمالية بإلغاء اتفاقات عدم الاعتداء على الجنوب التي وضعت حدا للحرب الكورية عام 1953 ولوحت بـ "حرب نووية حرارية". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ إن "الصين تدعو جميع الأطراف المعنيين إلى الحفاظ على الهدوء والتحلي بضبط النفس والامتناع عن القيام بأي عمل من شانه زيادة حدة التوتر".لدعوة الصينية جاءت بعد إعلان كوريا الشمالية في وقت سابق اليوم أنها تلغي اتفاقية عدم الاعتداء وجميع الاتفاقات الأخرى التي تهدف إلى تخفيف التوترات مع كوريا الجنوبية علاوة على قطع خط الطوارئ الساخن. وجاء الإعلان الذي بثته وسائل إعلام رسمية بعد يوم من فرض مجلس الأمن الدولي المزيد من العقوبات على بيونغيانغ، التي أجرت في الآونة الأخيرة تجربة نووية ثالثة وهددت الولايات المتحدة بشن ضربة وقائية نووية.بدوره دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كوريا الشمالية إلى مراعاة التحذيرات المتكررة والإدانات من قبل المجتمع الدولي. ورحب آبي بقرار مجلس الأمن الجديد بفرض عقوبات على كوريا الشمالية كما أشاد بتوسيع وتشديد العقوبات. وقال آبي إنه لكي يكون القرار فعالا، ستتجاوب اليابان بشكل ملائم بالتعاون مع دول أخرى. وحذر من مزيد من الاستفزازات من قبل بيونغيانغ، بما في ذلك إجراء أي تجربة نووية أو إطلاق صواريخ.وأصبحت لهجة كوريا الشمالية حادة بشكل متزايد منذ الإدانة الدولية بتجربتها النووية في 12 شباط/ فبراير الماضي. كما كانت كوريا الشمالية قد أعلنت أيضا في 2009 أن جميع الاتفاقات بينها وجارتها الجنوبية باطلة وسط تصاعد حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وتفاقم الوضع الشهر الماضي عندما أجرت كوريا الشمالية ثالث تجربة نووية لها، مما أدى إلى فرض عقوبات إضافية عليها من جانب مجلس الأمن يوم أمس الخميس. وكانت الكوريتان وقعتا ميثاق عدم اعتداء عام 1991 يدعو إلى تسوية سلمية لخلافاتهما ومنع الاشتباكات العسكرية.من جانبها رفضت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية اليوم تهديدات جارتها الشمالية بشن هجمة نووية استباقية عليها وعلى الولايات المتحدة. وحذرت الوزارة في سول من أن هذه الاستفزازات لن تقود سوى إلى نهيار النظام الشيوعي. وقال المتحدث باسم الوزارة ، كيم مين سيوك ، في مؤتمر صحفي بسول: "إذا هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية بسلاح نووي فإن نظام كيم جونغ أون سيمحى من على وجه الأرض".وكان البيت الأبيض قد شجب أمس الخميس تهديدات كوريا الشمالية بشن هجوم نووي ضد الولايات المتحدة وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني إن "الولايات المتحدة قادرة تماما على الدفاع ضد أي تهديد صاروخي باليستي من جانب كوريا الشمالية". يشار إلى أن كوريا الشمالية قد صعدت من لهجتها العدائية ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، حيث هددت بتحويل سول وواشنطن إلى "بحر من نار" إذا ما واصلت واشنطن سياسة تخويف الشمال بالأسلحة النووية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر