الفاتيكان ـ وكالات
يبدأ كرادلة كاثوليك من شتى أنحاء العالم اليوم الجمعة العملية المعقدة والتي يشوبها الغموض لاختيار الزعيم الجديد لأكبر كنيسة في العالم بعد أن أصبح منصب البابا شاغرا رسميا في أعقاب سريان استقالة البابا بنديكت السادس عشر أمس الخميس.
وما زالت بعض التفاصيل غير واضحة نتيجة خروج البابا بنديكت عن التقاليد المتبعة بانتهاء البابوية بوفاة البابا ومن ثم فإن زعماء الكنيسة سيعقدون في البداية جلسة غير رسمية قبل بدء جولات المحادثات التقليدية يوم الاثنين.
وسيستغل الكرادلة أيضا التجمعات العامة والمشاورات التي تجرى خلف الأبواب المغلقة والتي تسبق اجتماعا سريا لمناقشة التحديات التي تواجه الكنيسة في المستقبل مثل تحسين إدارة الفاتيكان والحاجة لتحسين الاتصالات واستمرار أزمة الانتهاكات الجنسية.
ولا يوجد مرشح بارز بين الكرادلة الناخبين والذين يبلغ عددهم 115 كردينالا وتقل أعمارهم عن ثمانين عاما والذين من المقرر أن يدخلوا كنيسة سيستين من أجل الاجتماع السري الذي سيختار البابا الجديد.
وسيفتح دخول استقالة بنديكت السادس عشر حيز التنفيذ المرحلة المعروفة باسم "الكرسي الشاغر". وسيتولى أمين عام الفاتيكان والمعروف بالكاردينال "الكاميرلينغو" رسميا مهام البابا المستقيل إلى حين انتخاب خلف له. وهذه المهمة الثقيلة ستلقى على عاتق السكرتير الأمين لبنديكت الكاردينال تارسيسيو برتوني.
ومن المتوقع بقاء البابا الفخري قرابة شهرين في كاستل غوندولفو بعيدا عن الضوضاء الإعلامية التي تحيط بمجمع الكرادلة المكلف انتخاب خلف له في أواسط مارس/آذار.
ولدى عودته إلى الفاتيكان نهاية أبريل/نيسان، سيستقر جوزيف راتسينغر (وهو اسم البابا بنديكت) في دير سابق مبني وسط الحدائق حيث قد يلتقي خلفه وجاره في تجاور نادر في تاريخ الفاتيكان.
وأنهى البابا بنديكت سنواته الثماني الصعبة على رأس الكنيسة الكاثوليكية أمس الخميس متعهدا بالطاعة دون شروط لأي شخص يخلفه في هذا المنصب لقيادة الكاثوليك البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة في واحدة من أكثر المراحل التي توجد بها مشاكل في تاريخ الكنيسة الذي بدأ قبل ألفي عام.
وهذه هي المرة الأولى التي يتنحى فيها بابا الفاتيكان منذ ستة قرون بدلا من البقاء في المنصب مدى الحياة.
وجرى تنكيس العلم البابوي ذي اللونين الأصفر والأبيض وانسحبت الحراسة السويسرية من المدخل إلى مقر الإقامة الصيفية للبابا جنوبي روما مع إغلاق الأبواب الخشبية الضخمة للمبنى الذي يقع على قمة تل.
وكان البابا قد انتقل إلى المقر بطائرة هليكوبتر قبل ذلك بنحو ثلاث ساعات. ولدى مغادرته مكتبه الخميس قال البابا في أخر ظهور علني له "سأتحول إلى مجرد حاج بسيط" للكنيسة الكاثوليكية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر