برلين ـ وكالات
أشادت المستشارة الألمانية بدور قوات بلادها المشاركة في مهمة الناتو لتأمين الحدود التركية مع سوريا، وقالت إن الصين وروسيا تدركان أن أوان رحيل الأسد قد حان. وتلتقي المستشارة الرئيس التركي غول ورئيس الوزراء أردوغان.قالت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل اليوم الاحد في زيارة للجنود الالمان المرافقين لصواريخ باتريوت التي نشرها حلف شمال الاطلسي قرب الحدود التركية السورية ان الصين وروسيا تدركان الان على نحو متزايد ان الرئيس السوري بشار الاسد ينبغي ان يرحل. وأضافت ميركل في مستهل زيارة تستغرق يومين لتركيا ان الصواريخ التي نشرها حلف الاطلسي بطلب من تركيا عضو الحلف رسالة تفيد بأن الحلف لن يسمح لسوريا بتوريط تركيا في صراعها الداخلي.
وأشادت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بدور قوات بلادها المشاركة في مهمة حلف شمال الأطلسي لتأمين الحدود التركية مع سورية التي يستخدم فيها الحلف بطاريات صواريخ باتريوت. وقد وصلت ميركل بعد ظهر اليوم الأحد (24 فبراير/شباط) إلى تركيا في زيارة رسمية استهلتها بالتوجه إلى جنود بلادها في مدينة قهرمان مرعش الواقعة على مسافة نحو مائة كيلومتر من الحدود السورية. وخاطبت المستشارة الألمانية جنود بلادها البالغ عددهم نحو 300 جندي بالقول إن المهمة التي يشاركون فيها ذات قيمة سياسية كبيرة.
وتساهم ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة بوحدتي بطاريات صواريخ طراز باتريوت في مهمة الناتو لحماية الحدود التركية من أي هجمات سورية محتملة. ورأت المستشارة أن مهمة الحلف أظهرت أن الناتو يحمي الأتراك في أراضيهم كما أنها تعد تحذيرا لنظام دمشق من نقل الصراع إلى خارج سوريا.
وفيما يتعلق بالصراع الدائر في سورية ، قالت ميركل:"بطبيعة الحال هناك شئ من الحيرة نتابع بها الأمور دون أن نتمكن من التدخل بشكل مباشر". وشددت ميركل على ضرورة أن يتم حل الصراع في سوريا بالطرق السياسية.ومن المقرر أن تلتقي المستشارة الألمانية الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان غدا الاثنين لإجراء محادثات حول مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي المتعثرة التي بدأت في عام 2005.وفي سيالق متصل، أعرب حوالى ثلثي الالمان عن معارضتهم انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي على ما اكد استطلاع للرأي نشرته صحيفة بيلد ام زونتاغ اليوم الاحد بالتزامن مع بدء زيارة المستشارة. واشار الاستطلاع الذي اجراه معهد امنيس الى تاكيد 60% من المشاركين معارضتهم عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي، فيما ايد الامر 30% ولم يعرب 10% عن رأيهم. واعتبر 57% من المشاركين ان النمو الاقتصادي والتطور العسكري في تركيا نقطتان تثيران القلق فيما اعرب 35% عن الترحيب بنفوذ انقرة المتزايد. وردا على سؤال حول انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي قالت ميركل "اننا نجري مفاوضات من دون تحديد نتيجتها مسبقا. مؤخرا راوحت هذه المفاوضات مكانها قليلا وانا اؤيد فتح ملف جديد فيها كي نتمكن من التقدم شيئا ما".
وبدأت تركيا في 2005 مفاوضات للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، لكن المحادثات وصلت الى طريق مسدودة بسبب معارضة دول اوروبية على غرار فرنسا والمانيا لانضمام تركيا بالكامل وعراقيل وضعتها انقرة.وكانت المستشارة الألمانية أعربت عشية مغادرتها عن تأييد فتح ملف جديد في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في فيديو نشر أمس السبت على موقعها. وقالت ميركل التي تفضل "شراكة مميزة" بين تركيا والاتحاد الأوروبي بدلا من العضوية الكاملة "أعتقد أن أمامنا شوطا طويلا من التفاوض. ورغم أنني أشعر بارتياب إلا أنني أؤيد استمرار المناقشات بشأن العضوية. نخوضها (المناقشات) على أساس أن نتيجتها غير محددة." وأضافت "في الآونة الأخيرة تعثرت المفاوضات إلى حد ما وأفضل فتح فصل جديد للتقدم إلى الأمام."ومن جهته، وجه زيغمار غابريل زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض انتقادات حادة لسياسة حكومة المستشارة ميركل حيال تركيا. وقال زعيم أكبر حزب معارض في ألمانيا إن "أسلوب المماطلة في التعامل مع تركيا أدى إلى ابتعادها عن الاتحاد الأوروبي" وأضاف "نعم الحقيقة هي أن تركيا ليست لديها مشاكل في الانضمام للاتحاد الأوروبي ولكن الأخير في حالة سيئة لا تمكنه من قبول أي عضو آخر"ورأى غابريل أن من الضروري أن تقول المستشارة "كلمة واضحة بشأن إصلاح الاتحاد الأوروبي". واتهم غابريل المستشارة الألمانية بانتهاج طريقة غير عادلة في التعامل مع تركيا التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكن تحالف المستشارة المسيحي الديمقراطي كرر أكثر من مرة رفضه منح أنقرة عضوية كاملة داخل التكتل وعرض منحها بدلا من ذلك ما أسماه بـ"شراكة مميزة".
وقال وزير البيئة السابق إن المماطلة مع تركيا مستمرة منذ 50 عاما. غير أنه أشار إلى أن تركيا "لن تنضم غدا إلى الاتحاد الأوروبي" مطالبا باستئناف مفاوضات الانضمام مرة أخرى "والتي ربما استغرقت خمسة أو عشرة أعوام. واختتم غابريل حديثه قائلا إنه حتى وإن كان على تركيا أن تبذل الكثير إلا أنها تبقى "بلدا رائعا بمسار إصلاحي مدهش".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر