إسرائيل تلجأ لسياسة الاغّتيالات ضد المقاومة
آخر تحديث GMT 19:48:11
المغرب اليوم -

إسرائيل تلجأ لسياسة الاغّتيالات ضد المقاومة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إسرائيل تلجأ لسياسة الاغّتيالات ضد المقاومة

القائد صالح العاروري
غزة - المغرب اليوم

وسط إصرار إسرائيلي على المضي قدما في الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بهدف محو الحركة، ترتفع معه كل دقيقة حصيلة القتلى الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، أسفرت ضربة جوية بواسطة طائرة مسيرة في ضاحية بيروت الجنوبية عن مقتل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، ومعه عدد من قادة وكوادر الحركة، في عملية أشارت أطراف عديدة بأصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.

ولم تقتصر ردود الفعل على عملية اغتيال العاروري على الداخل الفلسطيني أو لبنان؛ بل كان لها صداها في الخارج أيضا. واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي العملية “محاولة من العدو الصهيوني (إسرائيل) لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوما من الحرب الهمجية وحرب الإبادة في فرض شروطها على شعبنا؛ بل إن قوى المقاومة كانت لها اليد العليا، سياسيا وعسكريا”.

وشددت الحركة على أن “هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب”، وأن “المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال”.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية الحداد الوطني العام والإضراب الشامل، مؤكدة أن هذا “الاستهداف الجبان والغادر على الأرض العربية في عاصمة عربية هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية بأكملها، وليس فقط على لبنان وفلسطين. وهذا يتطلب موقفا حاسما وفوريا من الدول العربية وشعوبها الحرة ردا على هذا الإرهاب الصهيوني وجرائمه النكراء”.

وأسهم العاروري، البالغ من عمره قيد حياته 57 عاما، في تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لـ”حماس” في الضفة الغربية، وقضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية قبل أن يتم إبعاده عن الأراضي الفلسطينية إلى سوريا ليستقر بها لمدة ثلاث سنوات. وفي شهر فبراير عام 2012 ومع بداية الأزمة السورية، غادر إلى تركيا ثم تنقل بين دول عديدة؛ من بينها قطر وماليزيا، حتى استقر به المقام في الضاحية الجنوبية بلبنان.

ووصفته “حماس”، في بيان، بأنه “قائد أركان المقاومة في الضفة الغربية وغزة ومهندس طوفان الأقصى”، في إشارة إلى هجوم الحركة غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي؛ وهو ما يتماشى مع اتهام إسرائيل له بالمسؤولية عن العديد من العمليات التي استهدفتها.

وأدانت الحكومة الفلسطينية عملية اغتيال العاروري، واصفة إياها بأنها “جريمة”. وحذر محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، من “المخاطر والتداعيات التي قد تترتب عليها”.

كما أدانت إيران بشدة اغتياله، محملة “الكيان الإسرائيلي مسؤولية تداعيات مغامرته الجديدة”، واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن “اغتيال العاروري جاء نتيجة الفشل الكبير للكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة في غزة”.

ومن جهته، اتهم حزب الله اللبناني، في بيان، إسرائيل بأنها تعمد إلى “سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطط أو نفذ أو ساند عملية (طوفان الأقصى) البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم”.

واعتبر حزب الله اغتيال العاروري ورفاقه “في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطيرا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته”، مضيفا أن هذه العملية تحمل “رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات”، وأنها “تعد تطورا خطيرا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة”.

وشدد حزب الله على أن “هذه الجريمة لن تمر أبدا من دون رد وعقاب… وهذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وإيران والعراق إلا إيمانا بقضيتهم العادلة والتزاما وتصميما أكيدا وثابتا على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير”.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر وصفته بالمطلع أن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أرجأ زيارة كانت مقررة لإسرائيل يوم الجمعة المقبل وسط مخاوف من تصعيد على جبهات عديدة بعد اغتيال العاروري.

وفي حين وصف مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع محطة “إم إس إن بي سي” الإخبارية الأمريكية، مقتل العاروري بأنها كانت “عملية جراحية ضد قيادة حماس”، نفى أن تكون العملية “هجوما على دولة لبنان”.

وبينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن إسرائيل لم تخطر إدارة الرئيس جو بايدن مسبقا بالهجوم.

وجاء اغتيال العاروري بعد ساعات من تصريح ليوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، خلال جولة في قطاع غزة، اعتبر فيه أنه “بدون حسم واضح لن نتمكن من العيش في الشرق الأوسط”.

ولفتت صحيفة فاينانشال تايمز إلى أنه، حال أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، ستصبح هذه “أول عملية استهداف من قبل الدولة العبرية لأحد من قادة “حماس” خارج الأراضي الفلسطينية منذ هجوم 7 أكتوبر المميت على جنوب إسرائيل”؛ بينما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصدر أمريكي، لم تسمه، أن هذه العملية هي “الأولى في سلسلة عمليات ستنفذها إسرائيل”.

ونقلت “فاينانشال تايمز” عن إيميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله إن اغتيال العاروري في قلب معقل حزب الله ببيروت يعد إذلالا “واختبارا كبيرا لحزب الله… فهل سيخاطر بخوض حرب كبيرة ردا على (مقتل) قائد غير لبناني؟ وإذا لم يفعل، هل سيحتفظ حزب الله بمصداقية ردعه؟”.

ولفتت الصحيفة إلى تنفيذ إسرائيل، على مدار عقود، عمليات اغتيال ضد قادة الفصائل في أوروبا والشرق الأوسط؛ بما في ذلك من خلال ضربات جوية، وعمليات لفرق الكوماندوز، وأخرى استخباراتية باستخدام السم.

ويضع محللون هذا التطور جنبا إلى جنب مع سحب إسرائيل ألوية قتالية عديدة من غزة قبل أيام قليلة في خانة تفسير أن الدولة العبرية ربما تبحث عن انتصار ملموس تواجه به كم الخلافات والانتقادات المتزايدة داخليا، لاسيما بعد ثلاثة أشهر من حرب لا يزال الغموض يكتنف مصير أهدافها.

 

قد يهمك ايضـــــا :

الموسّاد يتوعد بتصفية قيادات "حماس"

العاروري 10 سنوات من التهديد والمطاردة وووصفه نتنياهو بمشعل الحروب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تلجأ لسياسة الاغّتيالات ضد المقاومة إسرائيل تلجأ لسياسة الاغّتيالات ضد المقاومة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib