قتل رجل في مدينة شيكاغو الاميركية اثر تعرضه لاطلاق نار اثناء بث مباشر كان يقيمه عبر فيسبوك، وذلك بعدما قتل متطرف اسلامي شرطيا فرنسيا وصديقته قرب باريس وعمد ايضا الى تصوير جريمته وبثها مباشرة عبر الشبكة.
وقد وقع اطلاق النار الاربعاء بعد ايام قليلة على المجزرة التي شهدها ملهى للمثليين في مدينة اورلاندو في ولاية فلوريدا، وسط عودة الجدل في شأن القوانين الاميركية المتساهلة في موضوع حيازة الاسلحة.
وفي البث المباشر على فيسبوك، صور الضحية انطونيو بركينز البالغ 28 عاما عن طريق الصدفة الجريمة التي اودت بحياته.
ويظهر التسجيل المصور بواسطة الهاتف الذكي بركينز ينظر الى الكاميرا الى ان سمعت فجأة حوالى عشر طلقات نارية متتالية.
ولم يظهر في التسجيل المصور وجه القاتل كما ان الصورة كانت مظلمة نظرا الى ان الحادثة وقعت عند الساعة 08:43 مساء.
وبعد سقوط الهاتف ارضا، لم ينقطع التسجيل وسمعت اصوات اشخاص اصابهم الهلع من الجريمة وكانوا يحاولون انقاذ الشاب.
وتهتف امرأة "يا الهي"، ليردف رجل "اتصلوا بالشرطة! بسرعة!". وتقول امرأة اخرى متوجهة الى الضحية "كل شيء سيكون على ما يرام يا توني".
وتوفي بركينز بسبب اطلاق النار على عنقه ورأسه وفق الشرطة التي اشارت الى انها لم تعمد الى اي توقيفات حتى الساعة على ضوء التحقيقات في الجريمة.
ويؤكد مسؤولون أن بركينز له سجل موثق كعضو في عصابة، غير أن بعض معارف هذا الشاب اوضحوا في تصريحات لقناة تلفزيونية محلية أنه ترك العصابة مرجحين الا يكون الهدف الاساسي من عملية اطلاق النار.
وقالت امرأة عرفت عن نفسها على انها صديقة للضحية "توقفوا عن محاكمتنا على هذا الشكل. حياته كانت مهمة حقا".
- "انهاء ساحات القتل" -
وجرح 13 شخصا آخر على الاقل في عمليات اطلاق النار التي شهدتها شيكاغو الاربعاء بحسب حصيلة اوردتها صحيفة "شيكاغو تريبيون".
وسجلت 269 جريمة قتل في هذه المدينة منذ مطلع العام الحالي، في زيادة كبيرة نسبتها 49 % مقارنة مع الفترة عينها من العام الماضي بحسب احصائيات نشرتها شرطة شيكاغو.
ودعا الناشط الحقوقي الاميركي المعروف جيسي جاكسون الى ضرورة "انهاء ساحات القتل".
وأدلى جاكسون بتصريحاته امام الصحافيين خلال ندوة بشأن القمة المقبلة لمنظمته "رينبو بوش كواليشن" والتي ستتناول جملة قضايا بينها الانتخابات الرئاسية والمعدلات المتزايدة من الفقر في المناطق التي يقطنها السود الاميركيون.
وتصدرت قضية اعمال العنف الناجمة عن استخدام الاسلحة جدول الاعمال خصوصا بعد اطلاق النار على ملهى للمثليين في اورلاندو ما اسفر عن سقوط 49 قتيلا و53 جريحا.
وأشار جاكسون الى انه في موازاة المأساة الوطنية التي واجهتها البلاد جراء اطلاق النار في اورلاندو، لا يزال العنف الناجم عن استخدام الاسلحة يحصد ارواح كثيرين في مدن عدة بينها شيكاغو.
وقال جاكسون "نحن في حاجة الى مؤتمر في البيت الابيض بشأن العنف والفقر واعادة تشكيل المدن"، مضيفا "شيكاغو تمثل محطة عبور كبرى للاسلحة والمخدرات".
وقد استخدم مطلق النار في اورلاندو عمر متين مسدسا ورشاشا من نوع "سيغ سوسر ام سي اكس" وهو مخصص اساسا للاستخدام من جانب قوات العمليات الخاصة في الجيش الاميركي.
وقد شهد المجتمع الاميركي عودة قوية للجدل في شأن انتشار الاسلحة الهجومية في البلاد وأي دور يجب ان تؤديه هذه الاسلحة.
ومن المتوقع ان يتخذ مجلس الشيوخ الاميركي الاسبوع المقبل تدابير متعددة في اطار مراقبة انتشار الاسلحة في الولايات المتحدة في ظل الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها.
وجاءت جريمة القتل المنقولة مباشرة عبر فيسبوك في وقت تتعاون هذه الشبكة الاجتماعية العملاقة مع السلطات الفرنسية في موضوع مقتل شرطي فرنسي وصديقته الاثنين في منطقة مانيانفيل قرب باريس في عملية ارتكبها متشدد اسلامي استخدم هذه المنصة الالكترونية لنقل وقائع الجريمة مباشرة وتوجيه تهديدات مباشرة.
واشارت فيسبوك الى انها تولي "اولوية قصوى للطلبات المقدمة من القوى الامنية" الفرنسية في موضوع اطلاق النار.
وقالت متحدثة باسم فيسبوك "نتفهم وندرك وجود تحديات فريدة في ما يتعلق بالمضمون والسلامة مع خدمة التسجيلات المصورة المباشرة"، مضيفة "انها مسؤولية جدية ونحن نجهد لارساء التوازن الصحيح بين اتاحة حرية التعبير مع توفير تجربة آمنة ومحترمة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر