اختار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخميس، قومياً كان عضواً في الماضي في حزب من اليمين المتطرف لخوض انتخابات رئاسة بلدية أنقرة في 31 مارس (آذار)، في محاولة لاستعادة العاصمة بعدما انتزعتها المعارضة في 2019.
وسيمثل تورغوت ألتينوك، رئيس بلدية منطقة كيسيورين الشعبية في أنقرة، حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان في الانتخابات المحلية، بمواجهة رئيس البلدية المنتهية ولايته منصور يافاش العضو في حزب الشعب الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة.
ويسعى إردوغان لاستعادة كبرى المدن التركية من حزب الشعب الجمهوري الذي حقق انتصاراً كبيراً في إسطنبول وأنقرة في انتخابات 2018، مسدداً ضربة كبيرة لإردوغان ولمكانته السياسية التي عززها على مدى حكمه المستمر منذ أكثر من عقدين.
وكان إردوغان اختار في وقت سابق هذا الشهر وزير البيئة السابق مراد كوروم مرشحاً لرئاسة بلدية إسطنبول في مواجهة رئيس بلدية المدينة أكبر إمام أوغلو.
واستعاد حزب الشعب الجمهوري في انتخابات 2019 سيطرته على إسطنبول للمرة الأولى منذ أن كان إردوغان رئيساً لبلدية المدينة في تسعينات القرن الفائت.
ويرى معظم المحللين أن فرص إردوغان في الفوز أكبر في إسطنبول منها في أنقرة، في ظل استطلاعات للرأي تصنف باستمرار رئيس بلدية العاصمة الحالي بين السياسيين الأكثر شعبية في تركيا.
ويبدو أن يافاش استفاد من ابتعاده عن السياسة الوطنية وإظهاره قدرة على التعامل مع الحاجات المحلية الخاصة بسكان أنقرة لترسيخ شعبيته.
ويتقاسم ألتينوك ويافاش الماضي ذاته، فهما كانا ينتميان إلى حزب الحركة القومية اليميني المتطرف قبل أن يسلك كل منهما اتجاهاً سياسياً مختلفاً.
ويشكل حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية تحالفاً في البرلمان نجح في الاحتفاظ بغالبيته في انتخابات العام الماضي.
ووصف إردوغان الخميس حزب الشعب الجمهوري بأنه رهينة للقوى «الإمبريالية» و«الإرهابية»، معتمداً الرسالة ذاتها التي أبقته في السلطة العام الماضي.
وقال مخاطباً مؤيديه خلال مؤتمر للحزب في العاصمة إن «ثاني أكبر حزب في بلادنا، حزب الشعب الجمهوري، يتصرف كأنه خادم للإمبريالية».
وتابع: «لن نحرر مدننا ونؤمن لها الخدمات اللائقة فحسب، بل سننقذها من خدام الإمبريالية والإرهاب هؤلاء».
ويشير توصيف «الإرهاب» إلى حزب الشعوب الديمقراطي، الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد في تركيا الذي شكل العام الماضي القوة المهيمنة في «تحالف العمل والحرية» المعارض الذي خاض الانتخابات الرئاسية ضد إردوغان.
وتفكك تكتل المعارضة بعد هزيمته، ويعتزم حزب الشعوب الديمقراطي تقديم مرشحيه للانتخابات البلدية في معظم المدن الكبرى وبينها أنقرة.
غير أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيخوض انتخابات إسطنبول أو يبقى بمنأى منها حرصاً على عدم تشتيت أصوات المعارضة.
ويتحتم على إمام أوغلو ضمان إعادة فوزه ببلدية إسطنبول للاحتفاظ بحظوظه في الانتخابات الرئاسية التي يعتزم خوضها بعد انتهاء ولاية إردوغان في 2028.
قد يهمك ايضـــــا :
إردوغان يُندد بالرد الأميركي البريطاني غير المُتناسب على الحُوثيين في اليمن
تركيا لتمديد مُهمة قواتها البحرية في خليج عدّن وبحر العرب والمياه الصومالية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر