على الرغم من كون أول مناظرة علنية بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مكرسة للسياسة الداخلية، بقيت روسيا حاضرة بقوة خلال المناقشة بين المرشحين.
كانت الديمقراطية هيلاري كلينتون أول من تناول هذا الموضوع الشاق خلال المناظرة. وعلى الرغم من أنها لم تصل هذه المرة لحد اتهام ترامب بأنه "عميل لموسكو"، تمكنت كلينتون من إعادة هذه المزاعم إلى أذهان المتابعين بتصريحاتها عن تورط الحكومة الروسية في الهجمات الإلكترونية على شبكات الحزب الديمقراطي الأمريكي. وسبق لسياسيين ديمقراطيين أن زعموا أن الهجمات الإلكترونية على شبكات الحزب مدبرة من قبل الكرملين بغية دعم ترامب في الانتخابات.
وتعهدت كلينتون خلال المناظرة التي جرت مساء يوم الاثنين 26 سبتمبر/أيلول في جامعة هوفسترا قرب نيويورك، بأنها في حال فوزها في الانتخابات، ستحمي البلاد من الهجمات الإلكترونية بكافة الوسائل بما في ذلك العسكرية. وتابعت أن واشنطن تواجه أعداء من فئتين في هذا المجال، أي عصابات هاكرز مستقلين و"مؤسسات حكومية".
وشددت قائلة: "نقول بوضوح: إننا لا نريد استخدام الآليات المتاحة لنا ولا نريد استخدام الأساليب العسكرية الأخرى، لكننا سنحمي مواطني هذه البلاد".
وأشارت كلينتون بشكل خاص إلى اختراق الشبكات التابعة للحزب الديمقراطي الأمريكي، متهمة السلطات الروسية بالوقوف وراء تدبير هذه الهجمات.
ورد ترامب على كلينتون قائلا إنه لا توجد هناك أدلة تثبت تورط موسكو في الهجمات الإلكترونية الأخيرة.
وشدد قائلا: "إنكم تقولون: روسيا، روسيا، روسيا. لكنني لا أعرف. ربما تكون روسيا المسؤولية، أو ربما الصين أو أشخاص كثيرون آخرون. ربما كان وراء الهجوم شخص يزن 400 رطل ومستلقي على كنبة.. أنكم لا تعرفون من اخترق شبكات اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي".
وأعاد المرشح الجمهوري إلى الأذهان أن تسريب وثائق اللجنة أظهر للرأي العام أن قيادة الحزب الديمقراطي تعاملت بشكل غير نزيه مع السيناتور بيرني ساندرز الذي كان منافسا رئيسيا لـ هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الأولية داخل الحزب الديمقراطي.
وعاد ترامب بنفسه إلى موضوع روسيا، عندما تطرق الحديث إلى الأمن النووي والأسلحة النووية. وأعرب عن قناعته بأن روسيا تمتلك حاليا إمكانيات أكثر في المجالين النووي والعسكري بالمقارنة مع الولايات المتحدة.
وتابع قائلا: " تعمل روسيا على توسيع قدراتها"، معتبرا أن الترسانة النووية الروسية أكثر حداثة بالمقارنة مع الترسانة الأمريكية.
وأقر بأن روسيا تمثل تهديدا على الولايات المتحدة في هذا المجال، قائلا: "فيما يخص قلقنا في المجال النووي، إنني أوافق أنها (روسيا) التهديد الكبير الوحيد أمام بلادنا".
وفي الوقت نفسه اعتبر المرشح الجمهوري أنه لا يجوز أن يواصل الجيش الأمريكي استخدام مظلته النووية لحماية دول لا تعطي أي مقابل لواشنطن. واستدرك قائلا: "إننا نحمي اليابان، ونحمي ألمانيا ونحمي كوريا الجنوبية. إننا نقدم لهم خدمات هائلة ونتكبد خسائر فائقة".
وتعهد ترامب أنه في حال فوزه بالرئاسة، لن يوجه ضربة نووية استباقية، ملوحا في الوقت نفسه بوجود استثناء محتمل قائلا: "لا يمكنني أن أستبعد شيئا طالما تبقى هناك دول مثل كوريا الشمالية".
بدورها ردت كلينتون على سؤال حول موقفها من الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة، قائلة إن واشنطن ستواصل الوفاء بالتزاماتها أمام حلفائها.
وشددت قائلة: "أريد أن أؤكد لحلفائنا في اليابان وكوريا الجنوبية ومناطق أخرى، أننا سنلتزم بالاتفاقات الموقعة معهم حول الدفاع المشترك".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر