أرسلت إيران مدربين إلى شبه جزيرة القرم؛ لمساعدة القوات الروسية على استخدام الطائرات المسيرة التي اشترتها موسكو من طهران، وفقاً لما أكده مسؤولون أميركيون على اطلاع على المعلومات الاستخباراتية السرية.
ووفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، يعمل المدرِّبون الإيرانيون من قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم؛ حيث يتمركز عدد من الطائرات المسيرة منذ تسلّمها من إيران.
والمدربون هم أفراد من «الحرس الثوري» الذي تصنّفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وفي الأيام الأخيرة، أصبحت الطائرات المسيرة الإيرانية سلاحاً مهماً بالنسبة لروسيا، حيث استخدمتها بوصفها جزءاً من الضربات الواسعة التي شنّتها في أوكرانيا ضد البنية التحتية الكهربائية وأهداف مدنية أخرى.
وقد أكد عدد من المسؤولين الأميركيين أن إرسال إيران المدربين إلى القرم يشير إلى تورطها بشكل عميق في الحرب.
وقال ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في «البنتاغون» وضابط متقاعد من «وكالة الاستخبارات المركزية»: «إن إرسال طائرات مسيرة ومدرِّبين إلى أوكرانيا قد أشرك إيران بعمق في الحرب، ومن ثم أشركها مباشرة في الضربات التي تسببت في إصابة ومقتل عدد من المدنيين».
وقال مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، إن الضربات المتعمَّدة لمثل هذه الأهداف المدنية يمكن أن تشكل جرائم حرب.
وأضاف مولروي: «حتى لو كان أولئك الأشخاص المرسَلون من قِبل إيران مجرد مدرِّبين ومستشارين تكتيكيين في أوكرانيا، أعتقد أن هذا أمر جوهري».
وبينما نفت إيران رسمياً تزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، قال مسؤولون أميركيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن الدفعة الأولى من هذه الطائرات جرى تسليمها في أغسطس (آب).
ووفقًا للمسؤولين، فقد جاء إرسال أولئك المدرِّبين بعد الأخطاء التي ارتكبها الروس عند تشغيل هذه الدفعة الأولى، حيث جعلت هذه الأخطاء الطائرات غير فعالة وتوقَّف بعضها عن العمل.
وتشمل تلك الطائرات «شاهد-136»، التي تُستخدم لمرة واحدة، وتهدف إلى تفجير وتدمير الأهداف، لكن يصل مداها إلى أكثر من 1000 ميل. كما أرسلت إيران طائرة «مهاجر 6» الأكبر حجماً، والتي تُستخدم للمراقبة ويمكن أن تحمل ما يصل إلى 4 صواريخ.
اقرأ أيضاً: ماذا نعرف عن طائرات «كاميكازي» المسيّرة التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا؟
وفي الأصل أرسلت روسيا أفرادها إلى إيران للتدريب على الطائرات المسيرة، لكن مع استمرار المشاكل وأخطاء التشغيل، اختارت إيران إرسال مدرِّبيها إلى شبه جزيرة القرم، بحسب المسؤولين.
ولم يتضح على الفور عدد المدرِّبين الذين أرسلتهم إيران إلى القرم، وليس من الواضح ما إذا كانوا يتحكمون في أية طائرة بأنفسهم.
وقد أكد «الكرملين»، أمس الثلاثاء، أنه «لا معلومات لديه» حول استخدام الجيش الروسي طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا، بعدما اتهمت كييف موسكو باستخدام تلك الأجهزة لضرب بنى تحتية مخصصة لتزويد الكهرباء والمياه.
قد يهمك أيضاً :
مسؤول في الخارجية الروسية يكشف كييف تقوم بتجنيد مرتزقة من آسيا الوسطى
بوتين يعلن الأحكام العرفية في 4 مناطق أوكرانية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر