الرباط - المغرب اليوم
مرت سنة بالتمام والكمال على انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، بعدما سقطت أمامه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بشكل غير متوقع.
سنة كاملة خلق فيها ترامب الجدل ولا زال، عواصف سياسية داخلية وخارجية لم تشهدها الولايات المتحدة الأميركية منذ عقود، ملأ الدنيا ضجيجاً وتحدث عن كل شيء في" تويتر" حتى بات أكبر مغرد في الموقع.
الصحافة الفرنسية تحدث بشكل مكثف عن حصيلة ترامب "الهزيلة"، واعتبر بعضها أن ترامب غيّر قواعد الدبلوماسية الدولية بسبب اندفاعه وطريقة تواصله المقلقة، وشبهت صحيفة "20 مينيت" وصول ترامب إلى الرئاسة بالزلزال الذي غالباً ما تصل ارتداداته إلى أماكن بعيدة في العالم.
سنة كاملة اهتم خلالها الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأميركية بالشرق الأوسط والدول الآسيوية، ولم يبد اهتماماً كبيراً بدول شمال إفريقيا؛ إذ إلى حد الساعة لم يعين سفيراً في العاصمة المغربية الرباط، رغم أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية. في المقابل، عين ترامب جون ديروشر سفيراً له في الجارة الجزائر.
فبعد تسلم ترامب مهامه رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في يناير الماضي، غادر أغلب سفراء أميركا في العالم مناصبهم؛ فقد جرت العادة أن تنتهي مهامهم بانتهاء الرئيس الذي عينهم، ويتم التصويت على السفراء الجدد من قبل الكونغرس بعد اقتراحهم من الرئيس الجديد.
وكان دوايت بوش آخر سفير للولايات المتحدة الأميركية في الرباط في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وقد غادر منصبه منتصف يناير الماضي دون أن يخلفه أحد، إلا من القائمة بأعمال السفارة حالياً، ستيفاني ميلي.
حول هذا الموضوع، يرى تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن ذلك مرتبط بشخصية واهتمامات ترامب، وقال: "الرجل مطبوع بنوع من الميركانتيلية والبراغماتية الاقتصادية التي تذهب للبحث عن الربح الاقتصادي أيّاً كانت الوسائل".
وأضاف الحسيني، في حديث لهسبريس، أن إدارة دونالد ترامب تعتبر في أطروحتها أن المغرب نقطة صغيرة جداً في مجالات اهتماماتها الظرفية الحالية، رغم أن المملكة توجد في موقع استراتيجي مهم.
وأشار الحسيني إلى أن "ما يمكن أن يتحكم في مستقبل العلاقات بين البلدين هو القدرة التي يستطيع أن يثبتها المغرب في مجالات أساسية، خصوصاً محاربة الإرهاب. وبانضمامه للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، سوف يحوز مركز قوة في هذه المنطقة ليتعامل مع الموضوع بأهمية، خاصة بعض المناطق التي تتواجد فيها قوات عسكرية أميركية".
وأضاف الحسيني مؤكداً أن "المغرب يمكن أن يلعب دور منصة مركزية لمحاربة الإرهاب بالنسبة لأميركا. إضافة إلى تطوير القدرات الاستكشافية للمملكة بإطلاق القمر الصناعي الأخير، الذي سيكون بإمكانه إرسال ألف صورة يومياً، والذي سيلعب دوراً مهماً في العمليات الاستخبارات لكشف تحركات الإرهابيين".
ويبقى غياب سفير جديد للولايات المتحدة الأميركية موقفاً غير مفهوم، خصوصاً أن المغرب تربطه اتفاقية للتبادل الحر مع أميركا، لكن الحسيني قال إن "مردودية هذه الاتفاقية تبقى ضعيفة جداً بالمقارنة مع الصفقات التي توقعها أميركا مع دول أخرى مثل الصين ومنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر