النخبة الروسية فقدت الأمل في قدرة بوتين على الفوز بالحرب
آخر تحديث GMT 08:24:01
المغرب اليوم -

النخبة الروسية فقدت الأمل في قدرة بوتين على الفوز بالحرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النخبة الروسية فقدت الأمل في قدرة بوتين على الفوز بالحرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
موسكو - حسن عمارة

تسيطر حالة من الكآبة والإحباط على النخبة الروسية بشأن آفاق الحرب ضد أوكرانيا، حتى بات أشدهم تفاؤلاً يرى أن «تجميد» الصراع هو أفضل النتائج المتاحة بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين. كما يشعر الكثيرون من أفراد النخبة السياسية والاقتصادية الروس بالتعب من الحرب، ويريدون وضع نهاية لها رغم شكهم في إمكان إقدام الرئيس على وقف القتال، وفق سبعة مصادر مطلعة على الموقف تحدثوا لوكالة «بلومبرغ» للأنباء طالبين عدم كشف هوياتهم بسبب حساسية الموقف.

وذكر أربعة أشخاص روس في التحقيق الذي نشرته «بلومبرغ» أنه في حين لا يرغب أحد في معارضة بوتين بشأن الحرب، فإن الإيمان المطلق بقيادته للبلاد يهتز بسبب هذه الحرب. وقال شخصان روسيان إن أفضل احتمال هو الدخول في مفاوضات مع الأوكرانيين في وقت لاحق من العام الحالي، لتقود إلى «تجميد» الصراع، والسماح لبوتين بادعاء تحقيق انتصار للروس من خلال استمرار السيطرة على بعض المناطق الأوكرانية التي احتلتها روسيا في بداية الحرب.

ويقول كيريل روجوف المستشار السابق للحكومة الروسية الذي غادر روسيا بعد بدء غزو أوكرانيا ويرأس حالياً مركز أبحاث «ري روسيا» في العاصمة النمساوية فيينا: «النخبة الروسية في مأزق، فهي لا تريد أن تصبح ضحية لحرب لا معنى لها... الانتشار الواسع لفكرة أن بوتين لن ينتصر في هذه الحرب بين أفراد النخبة الروسية يمثل مفاجأة حقيقية».

ومن المحتمل أن يؤدي اليأس المتزايد إلى تصاعد لعبة تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن تعثر الغزو، وهو ما ظهر في الخلافات العلنية بين القوميين المتشددين ووزارة الدفاع الروسية.

وفي ظل الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا المدعومة بمساعدات عسكرية أوروبية وأميركية بمليارات الدولارات، تتراجع توقعات المسؤولين الروس بشأن القدرة على تحقيق تقدم ملموس في أرض المعركة بعد انتهاء فصل الشتاء الذي حققت فيه قواتهم تقدماً طفيفاً، وتكبدت خسائر هائلة.

وجاء التفجير الكارثي لسد كاخوفكا العملاق في أوكرانيا يوم الثلاثاء الماضي والذي اتهمت كييف موسكو بتدميره، ليزيد الصراع تعقيداً بعد أن غمرت المياه مساحات واسعة من مناطق القتال. وتنفي روسيا مسؤوليتها عما حدث للسد.

في الوقت نفسه، جاءت الهجمات المسلحة داخل الأراضي الروسية سواء التي تتم عبر مجموعات مسلحة أو باستخدام طائرات مسيرة لكي تزيد الشعور بعدم الأمان بين الروس. ووصل القتال إلى منطقة بيلغورود الروسية المحاذية للحدود الأوكرانية، ما يهدد صورة بوتين كحامٍ لأمن روسيا.

وحتى بعض الذين يدعمون الغزو ويريدون تكثيف القتال ضد أوكرانيا، أصبحوا أقل تفاؤلاً بشأن آفاق الحرب التي كان يفترض أن تنتهي خلال أيام، لكنها دخلت الآن شهرها السادس عشر. ويهاجم القوميون بقيادة يفيغيني بريغوجين مؤسس مجموعة «فاغنر» المسلحة، وزير الدفاع سيرغي شويغو وقائد الجيش فاليري غيراسيموف بسبب الفشل العسكري، في حين يضغطون من أجل الدعوة إلى التعبئة العامة، وفرض الأحكام العسكرية لتجنب هزيمة كارثية محتملة.يفغيني بريغوجين يحذر من حرب «صعبة» وقال إن روسيا تواجه خطر نشوب ثورة مثل الثورة البلشفية في 1917 بسبب الانقسام بين الحكومة والنخبة من ناحية والروس العاديين (رويترز)

ويقول سيرغي ماركوف الاستشاري السياسي صاحب العلاقات الوثيقة مع الكرملين: «هناك الكثير من الأخطاء الكبيرة... كانت هناك توقعات قبل وقت طويل بأن روسيا ستسيطر على أغلبية أراضي أوكرانيا، لكن هذه التوقعات لم تتحقق».

ويصر بوتين وكبار مسؤوليه على أن روسيا ستنتصر، رغم أنه لم يتضح حتى الآن كيف سيكون الانتصار بعد فشل جيشه في الاستيلاء على كييف في بداية الحرب. ورغم ذلك لا توجد إشارة لأي تحدٍ لقيادة بوتين داخل دائرته المغلقة. وأغلب أفراد النخبة الروسية يطأطئون الرأس أمامه ويؤدون عملهم، مقتنعين بعدم قدرتهم على التأثير في الأحداث، حسب أربعة أشخاص قريبين من هذه الدائرة. ويقول خمسة أشخاص روس إن بوتين لم يبد أي إشارة إلى رغبته في إنهاء الحرب.

وفي الوقت نفسه، يروج الإعلام الرسمي الروسي لفكرة أن روسيا تواجه في أوكرانيا حرباً بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) رغم أن بوتين هو الذي أشعل هذه الحرب من جانب واحد في أواخر فبراير (شباط) 2022.

وحتى الآن تشير استطلاعات الرأي إلى استمرار تأييد أغلب الروس العاديين لبوتين، الذي يقدم مزيجاً مما يعرف لدى علماء النفس بـ«النستولوجيا» أو الحنين للحقبة السوفياتية مع الماضي الإمبراطوري لروسيا، لكي يؤكد أنه يدافع عن مصالح بلاده، ويسعى لاستعادة أراضيها التاريخية من خلال الاستيلاء على مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا، تدعي روسيا أنها كانت أراضي روسية.

ورغم ذلك يزداد القلق بين الشعب الروسي مجدداً، كما حدث في الخريف الماضي عندما أعلن بوتين استدعاء 300 ألف جندي من أفراد الاحتياط للخدمة العسكرية. وفي الاستطلاع الذي أجرته شركة «إف أو إم» في الفترة من 19 إلى 21 مايو (أيار) الماضي وشمل 1500 روسي، قال 53 في المائة منهم إن أفراد عائلاتهم وأصدقاءهم يشعرون بالقلق، بزيادة 11 نقطة مئوية على النسبة المسجلة في استطلاع أبريل (نيسان) الماضي.

ومن ناحيته، تجول بريغوجين رئيس مجموعة «فاغنر» في المدن الروسية خلال الأسبوع الماضي لكي يحذر من حرب «صعبة» قد تستمر سنوات، داعياً إلى فرض الأحكام العسكرية والتعبئة العامة للبلاد. وقال في مقابلة الشهر الماضي إن روسيا تواجه خطر نشوب ثورة مثل الثورة البلشفية في 1917 بسبب الانقسام بين الحكومة والنخبة من ناحية والروس العاديين الذين عاد إليهم أبناؤهم في توابيت الموتى من أوكرانيا.

وذكرت صحيفة «فيدوموستي» الروسية قبل أيام أن حزب «روسيا المتحدة» الحاكم بدأ تحقيقاً بعد أن قال عضو مجلس الدوما (النواب) كونستانتين زاتولين أمام أحد المنتديات إن الغزو لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة و«علينا الخروج منه بشكل ما».

أما كونستانتين مالوفيف القومي الروسي المتطرف وأحد مؤيدي بوتين فيريد مواصلة القتال لأنه تجب إزالة أوكرانيا من الوجود. وهو يرفض أي محادثات لوقف إطلاق النار، رغم قوله إن الكثيرين من أفراد النخبة الحاكمة وبينهم «عدد كبير» من رجال الأعمال سيؤيدون مبادرة السلم الصينية الأخيرة التي تتضمن إعلان هدنة.

ويضيف مالوفيف الملياردير الذي يرعى قوة متطوعين تقاتل في أوكرانيا: «إنهم يقولون إنهم يؤيدون العملية العسكرية الخاصة (الحرب الروسية ضد أوكرانيا) لكنهم في الحقيقة ضدها... خلال ستة أشهر سيكون لدينا تفوق واضح في إنتاج الذخيرة والقذائف، وسنكون مستعدين لمواصلة الهجوم».

أخيراً وفي ظل عدم وجود ما يشير إلى نهاية قريبة للحرب، يدرك المسؤولون والمليارديرات الروس أنهم يواجهون سنوات من العزلة الدولية، ويزداد اعتمادهم على الكرملين، في الوقت الذي يضغط فيه بوتين على الشركات لدعم المجهود الحربي، ويحظر على المحيطين به الانسحاب من مناصبهم.

وتقول ألكسندرا بروكوبينكو الصحافية الروسية والمستشارة السابقة للبنك المركزي الروسي والباحثة غير المقيمة في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا إن «المسؤولين تكيفوا مع الموقف لكنهم لا يرون أي ضوء في نهاية النفق. إنهم يشعرون بالتشاؤم بشأن المستقبل. وأقصى ما يأملونه حالياً هو أن تكون خسارة روسيا للحرب غير مهينة».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بوتين يؤكد لن نسمح للمتآمرين بزعزعة استقرار روسيا

الكرملين يُعلن عن لقاء مرتقب بين بوتين وأردوغان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النخبة الروسية فقدت الأمل في قدرة بوتين على الفوز بالحرب النخبة الروسية فقدت الأمل في قدرة بوتين على الفوز بالحرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"

GMT 16:49 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مكرم محمد أحمد ضيف "الجمعة في مصر" على "MBC مصر"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib