طرحت وزيرة خارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني خطتها لمزيد من التعاون العسكري بين دول الاتحاد الاوروبي في أعقاب استفتاء البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد "بريكست" في يونيو الماضي.
ويأتي ذلك وسط تزايد الدعوات إلى تأسيس "جيش أوروبي مشترك"، لا سيما من جانب دول في وسط أوروبا، في أعقاب تصويت الـ"بريكست"، إذ كانت لندن من أشد الرافضين لمسألة تأسيس جيش أوروبي مشترك، كما لا يزال ذلك الاقتراح مرفوضا من جانب أطراف أوروبية أخرى.
واقترحت موجيريني في خطتها تأسيس مقر في العاصمة البلجيكية بروكسل -التي تضم أيضا مقر الاتحاد- لـ"مجموعات قتالية"، أو قوات للرد السريع، تكون قادرة على تنفيذ تدخلات عسكرية في أوقات الأزمة.
ووفقا لما قالت موجريني لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، فإن ذلك المقترح يعد أحد أربعة مقترحات لها الأولوية، ستقدَم إلى حكومات دول الاتحاد، وفقا لما أوردته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، والتي أشارت إلى أن مسألة السياسة الدفاعية للتكتل تبقى في أيدي الحكومات الأوروبية وليست السلطة التنفيذية للاتحاد.
وبينما أصرت على أنها لا تقترح تأسيس جيش للاتحاد الأوروبي، قالت موجيريني إن الخروج الوشيك للملكة المتحدة ترك حكومات بقية دول الاتحاد بلا عذر بشأن عدم المضي قدما نحو إعطاء بروكسل قدرة عسكرية، وتلقى تلك الفكرة ترحيبا كبيرا من جانب الفيدراليين الأوروبيين منذ وقت طويل.
وذكرت "ذا جارديان"، إن مقترحات موجيريني تعكس أفكارا عُرضت في وثيقة بعنوان "رؤية مشتركة، عمل موحد: أوروبا أقوى - استراتيجية دولية للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي". ونُشرت هذه الوثيقة بعد أيام قليلة من الاستفتاء البريطاني.
وجاء في الوثيقة: "كأوروبيين يجب علينا تحمل مسئولية أكبر تجاه أمننا. يجب علينا أن نكون مستعدين وقادرين على الردع والرد وحماية أنفسنا من أي تهديدات خارجية.. بينما يتواجد (حلف) الناتو للدفاع عن أعضائه -ومعظمهم أوروبيين- من هجوم خارجي، يجب على الأوروبيين أن يكونوا أفضل تسليحا وتدريبا وتنظيما للمساهمة بحزم في مثل تلك الجهود الجماعية، بالإضافة إلى التصرف باستقلالية" في حالات الضرورة.
وأوضحت فيدريكا موجريني أنها بدأت مناقشات مع حكومات الاتحاد الأوروبي بشأن استراتيجية أمن عالمي للاتحاد، مشيرة إلى أنه بعد تصويت الـ"بريكست" أصبح هناك "إجماع عام على الحاجة للمضي قدما في هذا المجال".
وتتمثل الأولوية الثانية في المقترحات الأربعة لمسئولة السياسة الخارجية في استخدام المادة 44 من معاهدات تأسيس الاتحاد الاوروبي، والتي تسمح لمجموعة أقل من الدول بتنظيم عمل عسكري نيابة عن الاتحاد بالكامل.
كما تمثلت الأولوية الثالثة في تأسيس مقر مشترك في بروكسل لإدارة جميع العمليات العسكرية والمدنية المطلوبة في الوقت الحالي ومستقبلا. وقالت موجيريني عن هذا المقترح: "قد يصبح ذلك نواة يُبنى حولها هيكل الدفاع الأوروبي المشترك".
فيما تمثلت الأولوية الرابعة في "تجميع الموارد من أجل الاستثمارات العملاقة المطلوبة في القطاع العسكري".
وبحسب "ذا جارديان"، يشارك الاتحاد الأوروبي حاليا في ست بعثات عسكرية، بالإضافة إلى 11 عملية مدنية، معظم تلك البعثات في دول البلقان والشرق الأوسط وأفريقيا، لكن هذه القوات تتواجد ضمن البعثات كقوات وطنية وليست تحت راية الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر